اقامت كلية الادارة والاقتصاد في جامعة كربلاء المؤتمر العلميّ الدوليّ التاسع لتعزيز دور الجامعات في تنمية الاقتصاد الوطني بالتعاون مع العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، وبمشاركة 218 باحثا من مختلف الجامعات العراقية.
ويهدف المؤتمر الذي انعقد تحت شعار (إسهام الجامعات وقطاعات الاعمال في تدعيمِ الجوانب الاقتصادية والمالية والإدارية)، الى الافادة من الخبرات الاكاديمية والتجارب الدولية واحداث مقاربات اقتصادية بين الاقتصاد العراقي والاقتصاديات العالمية واقتراح آليات عملية لتطبيق نتائج ابحاث المؤتمر الى جانب معالجة المشاكل الحقيقية في الاقتصاد العراقي واقتراح سياسات اقتصادية فاعلة.
رئيس جامعة كربلاء الاستاذ الدكتور منير حميد السعدي بين خلال كلمته بالمؤتمر دور الجامعة كعضو رائد وفاعل في المجتمع وضرورة المحافظة على الكفاءات الاكاديمية العراقية ومد الجسور معهم واستثمار خبراتهم واضاف نسعى من خلال المؤتمر الارتقاء بالحلول التي تواجه المشاكل الاقتصادية والمالية للمجتمع العراقي, مشيراً الى التحديات الاقتصادية والإدارية التي يعاني منها العراق وكيف يمكن الوقوف بوجه هذه التحديات وإنعاش الاقتصاد العراقي ابتداء من محاربة الفساد ووضع مجموعة من الرؤى الاكاديمية من خلال هذا المؤتمر من اجل الاصلاح الاقتصادي والإداري والمالي من خلال افكار وعقول الباحثين موضحاً ان اتحاد الجامعات وذوي الشأن الأكاديمي مع قطاع العمل سيعكس بالتأكيد مخرجات ايجابية كبيرة.
وتابع السعدي ان الجامعات اليوم تعمل بطريقة تختلف عما كانت عليه في السابق, لافتاً ان جامعة كربلاء تعمل وفق أنموذج التعليم على أساس المشكلة وهذا يبني علاقة قوية مع حقل العمل وشراكة حقيقية معه لتتكون مخرجات التعليم وفق الحاجات التي ينظر إليها المجتمع.
من جهته عميد كلية الادارة والاقتصاد الدكتور عواد الخالدي اكد ان هذا المؤتمر هو امتداد للمؤتمرات العلمية السابقة للجامعة والتي من دواعي سرورنا ان نشاهد فيها هذه الكوكبة من علماء العراق وباحثيه يلتقون على ارض كربلاء يحدوهم الامل لبناء صرح العلم في بلد الحضارات وهم يعاضدون اخوتهم لدحر الزمر الارهابية التي ارادت ببلادنا شرا, وما هذا المؤتمر الا تتويجاً حقيقياً لما تسعى اليه الجامعة. واضاف الخالدي ان الوضع الاقتصادي في العراق يحتاج الى المزيد من الرعاية والاهتمام مبيناً ان المؤتمر يبحث المشكلات التي تواجه الاقتصاد العراقي من خلال اغنائه بالبحوث العليمة التي يجب ان تأخذ مجالها الى التطبيق بغية تحريك عجلة المجتمع.
واضاف الخالدي ان البحوث المشاركة بلغت اكثر من 100 بحثاً ناقش خلالها باحثون واكاديميون وخبراء من 52 مؤسسة علمية إسهام الجامعات وقطاع الإعمال في تعزيز الاقتصاد الوطني، وتنشيط قطاع الاستثمار وتوظيف الخريجين والإصلاح الضريبي.
وتناول المؤتمر الذي شارك بة 218 باحثاً دور الجامعات المنتجة في تحقيق النمو الاقتصادي وواقع وافاق اسهام الجامعات في توظيف الخريجين والاصلاح الاقتصادي في العراق الواقع والتحديات، والبيئة الاقتصادية الجاذبة للاستثمار لإيجاد فرص العمل وتوظيف الخريجين، بجانب دراسة اهم العوامل المؤدية الى الفساد الاداري والمالي في قطاع الخدمات، واستراتيجيات الوقاية من الفساد الاداري.
الى ذلك قال معاون الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة السيد افضل الشامي من دواعي الاعتزاز ان يعقد هذا المؤتمر والعراق يعيش انتصارات رائعة سطرها ويسطرها ابناء جيشنا الباسل وحشدنا الشعبي وهم يقاتلون صفا واحدا حفاظا على وحده أراضيه ومقدساته .
واضاف ان العتبات المقدسة في مدينة كربلاء وبموجب رؤيتها ورسالتها تبنت الاستفادة من وجود الجامعات في العراق وخصوصا جامعة كربلاء بشكل خاص لرسم خططها وتطوير اعمالها حيث استفادت العتبات المقدسة من مخرجات الجامعة في الاختصاصات المختلفة لنشرهم والاستفادة منهم في النشاطات المتعددة والكثيرة للعتبات المقدسة في هذا الوقت وكذلك الاستفادة من البحوث العلمية التي تساهم في حل مشاكلها المختلفة والتعاون في عقد المؤتمرات العلمية المشتركة طوال العام في كربلاء وغيرها وما هذا المؤتمر الذي يعقد منذ اكثر من سبع سنوات الا احدى ثمرات ذلك التعاون وكانت جامعة كربلاء بحق سخية في هذا التعاون والعطاء.
وخلص المؤتمر الى ضرورة توفير متطلبات الاصلاح النظام الضريبي ، والتركيز على برنامج مواجهة الفقر وتفعيل مبدأ التمكين الاقتصادي ـ الاجتماعي، والتاكيد على دور الجامعات في تفعيل حاضنة الاعمال للوصول الى افضل توظيف للموارد البشرية وتكيف قدراتها وفق حاجات السوق، والاهتمام بتفعيل العقود البحثية بين الجامعات والقطاعات الاقتصادية المختلفة، فضلا عن اعتماد معاير المنظمة العالمية للشفافية ومكافحة الفساد، وتعزيز تكنلوجيا المعلومات والاتصالات في تعاملات المصارف العراقية للارتقاء بالخدمات المصرفية.