بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربّ العالمين، والصلاةُ والسّلامُ على سيّدنا محمّد وعلى آله الطيّبين الطاهرين.
السيداتُ والسادةُ أعضاءُ الهيئاتِ التدريسية المحترمون،
أبناؤنا الطلبة الأعزاء،
الكادرُ الوظيفي في جامعة ِكربلاء المحترمون،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
((وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّكم بما كنتم تعملون))
صدق الله العلي العظيم (التوبة: 105)
كلي فخر أن أكونَ رئيساً لجامعة كربلاء، وأن ابدأ بمباشرة مهامي الإدارية والاكاديمية كبدايةٍ لرحلةٍ جديدةٍ نحو الرقي والعطاء، لتسمو جامعتنا بمكانتها بين الجامعات.
وبينما نبدأ هذه الرحلة معًا، أود أولاً أن أعربَ عن سعادتي العميقة بالتحدث إليكم، أيها الكادر التدريسي والوظيفي، والطلبة الأعزاء، وجميع منتسبي الجامعة. أننا جنبًا إلى جنب مع أعضاء مجلس الجامعة الموقر، فبالغ امتناني وعظيم شكري لمنحنا الثقة لأن نكون الرئيس السابع لجامعة كربلاء العتيدة.
أحبتي في جامعة كربلاء، أتطلع اليوم معكم إلى مستقبلٍ يزخرُ بالعطاء والتقدم، بما يليق بجامعتنا ومحافظتنا المقدسة. وانا تواق لأن اجوب الجامعة في كل اروقتها وكلياتها في الحرم الجامعي والتعرف على كل واحد منكم.
قد يستغرق الأمر وقتاً، لكنه يستحق كل الاهتمام. أريد أن أسمع عنكم وعن قصصكم، وما تعنيه لكم جامعة كربلاء، وما هي طموحاتكم ومشاريعكم للنهوض بها.
وأودُ أن أتقدمَ بالشكر الجزيل والثناء الجميل لزميلي الدكتور باسم السعيدي على قيادته على مدار الأعوام الماضية لجامعة كربلاء.
وأعضاء هيئة التدريس، والموظفين، والإداريين، والطلبة، والخريجين، وأصدقاء الجامعة، من هذه اللحظة فصاعدًا، سأطبق مهاراتي وقدراتي للبناء والتقدم لتبدو وترتسم جمالية تاريخ جامعة كربلاء الغنية حتى تكون في مصاف الجامعات العالمية.
دائمًا ما تُطرح الأسئلة على أي قائد جديد:
• ماذا لديك لتقدمه لإحداث فرق في عمل الجامعة؟
• وكيف ستعزز مهمة الجامعة؟
• وما هي رؤيتك؟
اليوم آمل أن أشارككم القليل مما يمكنني تقديمه. أعدكم بأنني سأكون كل يوم جزءًا من هذا الفريق، وسأسعى جاهدًا لإحداث تأثير إيجابي في الحرم الجامعي وفي محافظتنا العزيزة. سأعمل بلا كلل لتعزيز رسالة جامعة كربلاء ولضمان حصول طلبتنا على كل فرص النجاح الممكنة.
اما سيرتي الذاتية والتي تكللت بالمثابرة والعطاء والصبر والتحدي سأتلوها عليكم بإيجاز.
• تخرجتُ من إعدادية كربلاء للبنين.
• بدأت مسيرتي المهنية في الجامعة المستنصرية، حيث درستُ اللغة الإنجليزية لمدة 5 سنوات.خلال تلك الفترة، أجلت عامًا بسبب الانتفاضة الشعبانية المباركة.
• أكملتُ الماجستير في الأدب الإنجليزي في نفس الجامعة.
• عملتُ مدرسًا في الإمارات العربية المتحدة لفترة قصيرة.
• عدت إلى العراق لإكمال الدكتوراه في النقد المعاصر من جامعة بغداد.
• درّست في الولايات المتحدة كأستاذ زائر، ثم ترشحت للعمل في الملحقية الثقافية في كندا لمدة ثلاث سنوات.
• عدت للعراق وعملت رئيسًا لقسم اللغة الإنجليزية، ثم عميدًا لكلية التربية للعلوم الإنسانية.
• واليوم، أتشرف بأن أكون رئيسًا لجامعة كربلاء، وهو منتهى الفخر لي.
أن التعليم يهدفُ إلى تحسين حياة الآخرين وجعل المجتمع والعالم أفضل مما وجدناه عليه. وأنا أضع هذا نصب عيني، ولكن كما نعلم جميعًا، لا أحد يفعل أي شيء بمفردِه، ولهذا أتطلع إلى العملِ مع مجلسِإدارة الجامعة ومع المهتمين بشؤون الجامعة للنهوضِالاستراتيجي بالتعليم من أجل الصالحِ العام في جامعة كربلاء.
أرى مستقبلًا مشرقًا للغاية ينتظرُ جامعة كربلاء لأننا نبني على التميز في برامجنا الأكاديمية، وعلى أعضاء هيئة التدريس المتميزين، والطلاب، والخريجين، والمجتمع.
لكن الأمر سيتطلبُ من كل فردٍ منا العمل كفريقٍ واحدٍمعًا، وبذل قصارى جهدنِا لجعلنا أقوى معًا. وأريدكم أن تعلموا أنني أتبنى بشكل كامل الحوكمة المشتركة(shared governance) لنجاحنا في المستقبل – هذا الأساس المهم للتعليم العالي والعمل الذي ينتظرنا كمجتمع جامعي.
وصيتي لأبنائي الطلبة:
أولاً، كونوا ذوي همة وارادة، واجتهدوا في العمل. فكروا في المكان الذي تودون أن تكون فيه بعد ثلاث أو أربع سنوات، ثم حددوا أهدافكم واعملوا بثبات نحو تحقيقها. أدرسوا بجد وشاركوا في أكبر قدرٍ ممكن من التدريب واكتسبوا المهارات. وأؤكد لكم بأن الخريجين ذوي الأداء الأكاديمي المتميز والخبرة العملية الواسعة مطلوبون دائمًا. لا تدع ماضيك أو ما يخبرك به الآخرون ان يكون عذرًا لعدم العمل الجاد اليوم. ما تفعله اليوم هو ما يعرف هويتك مستقبلا.
ثانيًا، حاوا الإفادة من كل فرصة للتعلم إذ أن قضاء أربع سنوات في الكلية هو أفضل وقت للتعمق في مجال دراستك وتوسيع معارفك العامة.
إن معرفة مجالك جيدًا في الكلية يضع أساسًا متينًا لمسيرتك المهنية المستقبلية أو تعليمك اللاحق.
قبل ثلاثين عامًا، عندما كنت طالبًا جامعيًا، كانت الموارد شحيحة. كنت أشتري كل كتاب باللغة الإنجليزية أستطيع العثور عليه وأقرأه من الغلاف إلى الغلاف. لقد أتى ذلك بثمارِه. لقد مكنني الأساس الإنجليزي المتين الذي بنيته من التخرج من برنامج الماجستير وساعدني على التميز في دراستي للدكتوراه ومهنتي التدريسية. من ناحية أخرى، لا تنظروا إلى الدورات خارج مجال دراستكم على أنها غير مهمة.
وأخيرًا وليس آخرًا، حاولوا امتلاك حياة متوازنة وضعوا في اعتباركم أن النجاح لا يقتصر على الإنجازات الأكاديمية. فالصحة الجيدة وحب الأسرة والدعم من الأصدقاء كلها عناصر أساسية للنجاح. كونوا ممتنين ومقدرين لكل فرصة تُمنح لكم، ولكل مساعدة تُعرض عليكم، ولكل يوم ثمين لديكم. أطلعوا أسركم على حياتكم الجامعية وعبروا لهم عن حبكم وتقديركم قدر الإمكان. اعتنوا بزملائكم في الفصل وأصدقائكم، وساعدوهم كلما احتاجوا. العمل الجاد اليوم سيؤدي إلى إنجازات أكاديمية. إن كونك شخصًا حنونًا ومحبًا ومقدرًا اليوم سيساعدك على تحقيق السعادة طوال حياتك.
من أجل تقييم ما هو الأفضل لكم ولمستقبلكم بشكل صحيح، عليكم أولاً أن تعرفوا انفسكم. ويتضمن ذلك تحديد قدراتكم الأكاديمية وتطلعاتكم المهنية وبيئتكم الدراسية المفضلة.
أن جزءًا مهمًا من رؤيتي يتضمن:
تحقيق الريادة في النشر الدولي في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية المختلفة.
• خدمة لمسيرة البحث العلمي، والإسهام في إثراء المعرفة، من خلال نشـر الأبحاث والدراسات المعنية بالمجالات والميادين الإنسانية والاجتماعية في الداخل والخارج.
• نحن ملتزمون ببذل كل جهودنا لخدمة ودعم الجامعة وتعزيز سمعتها ومكانتها الدولية لتكون رائدة في مختلف المجالات.
رؤيتي لجامعة كربلاء هي البناء على التميز معًا كمجتمع من المتعلمين.
• جذب الطلبة ألأجانب للدراسة في جامعتنا فهو رصيد مستقبلي يساهم في رفع تصنيف جامعتنا الغراء
• سنعمل أيضا على استقطاب الأساتذة ألأجانب للتدريس والإفادة من تجاربهم البحثية.
• الاستمرار في بناء التميز الأكاديمي.
• خلق فرص دراسية ومنهجية داعمة وجذابة للجيل من المتعلمين.
• تشجيع ودعم تنوع المتعلمين المسجلين في جامعة كربلاء.
أتطلع إلى تحقيق ما يلي:
• إنشاء شراكات جديدة في مجتمعاتنا المحلية والعالمية.
• تطوير برامج جديدة ومميزة ومتخصصة.
• وأخيرًا، تعزيز قيمة التجربة التعليمية الجيدة التي يقدمها أعضاء هيئة التدريس والموظفون والإداريون في جامعة كربلاء.
والله الموفق،
أ.د. صباح واجد علي
رئيس جامعة كربلاء
15/8/2024