برعاية السيد رئيس جامعة كربلاء الاستاذ الدكتور باسم خليل نايل المحترم ، نظم مركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة كربلاء حلقة نقاشية افتراضية بعنوان ( التجسيد الدستوري لتجليات ما بعد الحداثة ) ، وبمشاركة عدد من الباحثين والمختصين، حاضر فيها الدكتور سامر مؤيد عبد اللطيف مدير المركز ،
المحاضر تناول محاور متعددة حول الحداثة، تتبع في المحور الاول جذور فكر ما بعد الحداثة وانطلاقة ومرحلتها بعد الحرب العالمية الثانية التي جلبت الدمار للبشرية واسهمت- في الوقت عينه- في بروز تيار فلسفي يدعو الى تجاوز اخفاقات مشروع الحداثة في الغرب لمرحلة تاريخية جديدة سميت بـ ( ما بعد الحداثة ) عبرت عن التطورات التي عاشها الغرب باتجاه تبني شكل جديد من الرأسمالية, المستندة للتطور التقني والنزعة الاستهلاكية وصناعة الثقافة, واخلت فيه السياسات الطبقية الكلاسيكية الميدان لسلسلة واسعة من السياسات المرتبطة بقضية الهوية.
اما المحور الثاني عالج الملامح الرئيسة لمرحلة ما بعد الحداثة والتي تجلت في نبذ الفكر الشمولي والانساق الفكرية الكبرى والمركزية ، واستعاضت عنها بنمطٍ جديدٍ من الليبرالية يدعو إلى سياسات الخصخصة و فتح أسواق السلع وتسهيل انتقال السلع والخدمات ورؤوس الأموال على مستوى العالم اجمع تحت مظلة العولمة التي عدت الوجه الاخر لفكر ما بعد الحداثة والابنة الشرعية لها ، فاكتسبت الديمقراطية والمواطنة نتيجة لتلك التطورات ابعادا جديدة واطوارا اكثر دينامية ، واقل ارتباطا بمحتواها ووسطها الاجتماعي ، وعلى صعيد متصل تشبع فكر ما بعد الحداثة بالتسامح الميال لقبول التعددية في الحضارات والتنوع ثقافي والمعرفي واحترام الهويات الفرعية وتكريس حقوق الاقليات ضمن مستويات متنوعة من اللامركزية السياسية والادارية.