أقامت كلية العلوم الاسلامية في جامعة كربلاء حلقة نقاشية بعنوان (الخطاب المتداخل في خطب الزهراء عليها السلام واثره في اعادة توجيه الخطاب الاسلامي ) على قاعة الامام الحسين وبمشاركة الاساتذة والطلبة في الكلية,
وقال المحاضر في الحلقة النقاشية الدكتور عاد كامل بأن هذه الدراسة لا تخرج عن وصفها محاولة صغيرة لتقديم قراءة جديدة في خطاب كبير للسيدة فاطمة الزهراء بل استذكار الى خطبها القيمة ، كونه خطاب مكتنز بخطابات مقدسة ، تؤسس لخطاب غايته استمرا وديمومة رسالة النبي ، وإعادة توجيه خطاب الاسلام الذي انحرف به الفكر المغاير للآخر المنقلب، وقد تمثّل بخطبتها المعروفة – مغالطةً – بـ(الفدكية) ، وترى هذه الدراسة أن الزهراء – سلام الله عليها – هي الامتداد الطبيعي للرسول الكريم ، ولرسالته السماوية السمحاء، وقد نهضت بأعباء ذلك بعد رحيله الى الرفيق الأعلى على سرعة اللحاق به، إلا أنّها – على الرغم من ذلك – أسست خطاباً رساليآ,
وتطرقت الدراسة الى خطاب الزهراء – عليها السلام – مقاربة تناصيه في ضوء مقولة تبنتها تتلخص بـ(تداخل الخطابات) التي تنهض على تشابك خطابين أُنتجا في سياقين مختلفين أحدهما غائب ويُستحضر في سياق جديد غير سياقه، والآخر حاضر يُسهم في إعادة توجيه السياق المُستحضّر .
وبين المحاضر بإن السبب المباشر الذي حرّك مفاصل هذه الدراسة يكمن في إكتناز المتن المُنتخَب فكريا وعقائديا ، بل هو يمثّل إنطلاقة رسالية جاءت لإتمام مسيرة الرسالة المحمدية ، وهي ثورة كلامية أرعبت الفريق المنقلب.
واشار المحاضر بأن الدراسة قُسمت على مبحثين اختصّ الأول بالجانب التنظيري لها ، فنظّر لثيمتها المركزية التي تمثّلت بتداخل الخطاب بوصفه مصطلحا مقترحا يستهدف تعديل مقولة (التناص) بصورة تتجاوز تشابك النصوص إلى تشابك الخطابات، فضلا عن الكشف عن المقولة التناصية بصورتها النقدية بوصفها آلية قراءة لا خصيصة تكمن في المتن.