هل الحَلَمْ الزراعي عائد إلى علم الحشرات أم هو علم قائم بذاته؟

اسم الكاتب (المؤلف) :
.أ.م. طه موسى محمد السويدي
الكلية:
قسم وقاية النبات / كلية الزراعة / جامعة كربلاء

تتعرض النباتات من محاصيل حقلية وخضر وأشجار فاكهة ونباتات زينة وأدغال وغيرها إلى العديد من الآفات سواء أكانت مسببات مرضية أم حشرية أم حيوانية غير حشرية، وكلّ منها تعود إلى علم من علوم الأحياء. فمثلآ عرف علم الحشرات باسم Entomology و Pathology Plant لعلم أمراض النبات، وهذا العلم أهتم بدراسة العديد من المسببات من فطريات وبكتريا وفايروسات ونيماتودا وغيرها. إلا أن كلاً منها اعتبرت علماً قائماً بذاته. وهناك مختصون ومهتمون في كل من هذه العلوم بصورة مستقلة عن الآخر. أو يمكن أعتباره فرعاً من فروعه الرئيسية، فيشمل علم الامراض الفطرية النباتية Plant fungal pathology وعلم الامراض البكترية النباتية Plant bacterial pathology وهكذا للعلوم الاخرى . أما بالنسبة لعلم الحشرات Entomology فيعتبر من العلوم الاحيائية الذي يهتم بدراسة الحشرات وعلاقاتها بالكائنات الآخرى وتأثرها وتأثيرها في المحيط الحيوي الذي تعيش فيه. وهناك الكثير من الحيوانات ذات صلة بهذا العلم صنفت كرتب Ordersأو عوائل Familiesتصنيفية إلا أن الحَلَمْ Mites والقراد Ticks لم يقم أي عالم أحيائي أو مهتم بتسجيل عائديتهما الى علم الحشرات. بل صنفا في مرتبة تصنيفية مستقلة هي Class: Arachnidia في المملكة الحيوانية وهذه غير المرتبة التصنيفية التي تعود لها الحشرات المختلفة في المملكة الحيوانية وهي Class: Insecta . إذ لا يزال الكثيرون ممن يعتقدون – بالأخص في الدول العربية والشرق الاوسط – بأن الحَلَمْ الزراعي والأنواع الإخرى من الحَلَم بأنه جزء من علم الحشرات، وهذا الاشكال قد يعود لأسباب عديدة، من أهمها بأنهما يعودان الى الشعبة مفصلية الأرجل ذاتها Phylium : Arthropoda في الترتيب التصنيفي في المملكة الحيوانية. وصغر حجم جسم الحلم الذي يشبه العديد من الحشرات الصغيرة جدآ، مما لا ترى إلا باستخدام المجهر الإلكتروني. والسبب في هذا الاشكال هو قلة المختصين وندرة الدراسات التي تهتم بدراسة الأنواع المختلفة من الحلم، مما أدى إلى قلة الالمام بهذه الآفة الخطيرة التي تسبب اضراراً كبيرة للإنسان والنبات والحيوان. ولكننا في الوقت نفسه نجد إهتماماً في أغلب الدول المتقدمة في المجال العلمي بدراسة الحلم بأنواعه. وقد أعطيت تسمية علم الاكارولوجي Acarology للعلم الذي يهتم بدراسة الحلم Mites و القراد Ticks، وAcarologist للشخص الذي يهتم بدراستهما. والدواعي التي جعلت هؤلاء العلماء يهتمون به ويميزونه بوصفه علماً مستقلاً قائماً بذاته ترجع للفروقات الكثيرة التي توصلوا لها سواء أكانت هذه الفروقات مظهرية أم تشريحية. فعلى سبيل المثال يبدو الحلم صغير الحجم جدآ لا يرى بالعين المجردة في الغالب، وجسمه كأنه قطعة كيس واحدة. وقد قام المختصون بدراسته بتقسيم جسم الحلم الى ثلاث مناطق وذلك لتسهيل دراسته والتعرف على أهم صفاته التصنيفية والتشريحية. وتلك المناطق هي: منطقة الجسم الفكي Gnathosoma ومنطقة الجسم Idiosoma ومنطقة مؤخرة الجسم Opisthosoma والجسم في حالة الجنينية مكون من 13 حلقة أو عقلة، في حين تكون الحشرات بأحجام مختلفة كبيرة وصغيرة ، وجسمها مقسم الى ثلاثة مناطق واضحة هي: الرأس Head والصدر Thorax والبطن Abdomen والجسم في الحالة الجنينية مكون من 21 حلقة او عقلة. والحلم له ثلاثة أزواج من الارجل في الطور اليرقي‘ وأربعة أزواج في طوري الحورية والبالغة، عدا الحلم الاريوفي فله زوجان من الأرجل. اما الحشرات فلها ثلاثة ازواج من الأرجل الصدرية. و تتكون اجزاء فم الحلم من الفكوك الكلاليبية Cheliceraوالاقدام الملمسية Pedipalpisأما اللسان أو الشفية اثري Hypostome ، أما أجزاء الفم في الحشرات فتتكون من الشفة العليا Labrum و الفكان العلويان Mandibles و الفكان السفليان Maxillae و الشفة السفلى Labium. وكذلك في الوقت التي تملك فيه أغلب الحشرات الاجنحة Wings إلا أنه ينعدم وجودها في الحلم مع قرني الاستشعار Antenn اللذين يتواجدان في الحشرات كأعضاء حس Sense organs ، والعيون المركبة في الحلم لا توجد لكن احيانا قد توجد اعين بسيطة اما في الحشرات فموجودة . و هناك الكثير من الصفات التصنيفية والتشريحية الأخرى التي مكنت العلماء والمهتمين بدراسة الحلم بأنواعه المختلفة من أن يجعلوه علمآ قائمآ بذاته مستقلآ عن الحشرات.