أ . م. د. علاء حسين مهدي الصافي
كلية التربية للعلوم الصرفة /قسم علوم الحياة
تعد عملية التكوين الجنيني هي الأساس لإنشاء الشكل النهائي للأشخاص البالغين، وهذه العملية لا تتكون ببساطة من نمو جنين مصغر Preformed بالحجم، بل هي عملية ديناميكية هائلة تتميز بقدر كبير من حركة الخلايا Morphogenetic movementوإعادة ترتيب الأنسجة Reorganization، الجنين يبدا باعتباره خلية واحدة هي البيضة المخصبة Zygote التي تخضع للعديد من الانقسامات المتكررة (انقسام بالخلايا دون الزيادة بالنمو) مما يؤدي الى انخفاض تدريجي في حجمها والتي تترتب بشكل نمطي بحيث تولد الشكل النهائي للجنين، تدعى هذه الخلايا بالفلجات Blastomers التي تتشكل بعدها كتلة تدعى التويتة Morula تتكون من 16 خلية (1).
تتألف التويتة في هذه المرحلة من مجموعة من الخلايا الموجودة مركزيا تكون خلاياها بطيئة الانقسام تدعى كتلة الخلايا الداخلية Inner cell mass تنشا منها انسجة الجنين ومجموعة من الخلايا المحيطية تكون طبقة واحدة من الخلايا سريعة الانقسام تحيط بالأولى تسمى كتلة الخلايا الخارجية Outer cell mass وهي التي تكون خلايا الارومة الغاذية Trophoblast (2).
في الوقت الذي تصل فيه التويتة Morula الى تجويف الرحم تبدأ سوائل الرحم باختراق المنطقة الشفافة Zona pellucida الى الفسح الموجودة بين خلايا الكتلة الداخلية وتندمج الفسح الموجودة بين الخلايا مع بعضها تدريجيا بحيث يتكون تجويف واحد يدعى الجوف الارومي Blastocoel وهكذا تصبح كتلة الخلايا الداخلية متصلة مع احد قطبي التويتة بالسطح الداخلي لخلايا الكتلة الخارجية تسمى التويتة في هذه المرحلة بالكيسة الاريمية Blastocyst ،اما خلايا الكتلة الخارجية فإنها تتسطح وتسمى بخلايا الأرومة الغاذية Trophoblast (3).
بما ان لخلايا الأرومة الغاذية الميل القوي لأحداث اتصال حميم مع بطانة الرحم Uterine
endometrium للوصول الى المواد الغذائية بعد التهام ظهارة الرحم Uterine epithelium لذا تغزوها وتستقر في بطانة الرحم ، من المهم ذكره ان المنطقة الشفافة تمنع التصاق خلايا الارومة الغاذية على ظهارة الرحم خلال رحلة البيضة المخصبة من انبورة Ampulla قناة البيض الى تجويف الرحم ، عند الرحلة يتلقى الجنين الغذاء من افرازات الغدد الرحمية ، ومع تكوين الكيسة الاريمية الجنين يكون في حاجة ماسة الى التغذية الإضافية وهذا لا يمكن تحقيقه الا عن طريق التصاقها ببطانة الرحم والانغراس فيه ولا يصبح ذلك ممكننا الا عند فقدان المنطقة الشفافة والتي اهم وظيفة لها انها تمنع الحمل خارج الرحم ، لينغرس الجنين في المواقع المعتاد عليها، من الممكن عند تلاقي انسجة الام وانسجة الجنين ان تحدث استجابة مناعية Immunological response لكن المنطقة الشفافة تعمل بمثابة الحاجز الذي يفصل الام عن الجنين وتعد خاملة ولا تؤدي أي فعل مناعي لجهاز الام المناعي (4).
بعد وصول الكيسة الاريمية للرحم تبقى من يومين الى ثلاثة أيام وهي الفترة التي تستمد بها غذائها قبل عملية الانغراس من افرازات بطانة الرحم التي تسمى باللبن الرحمي Uterine milk (5).
في حوالي اليوم السادس بعد التخصيب يفرز الرحم انزيم البروتيز Protease الذي يقوم بإذابة المنطقة الشفافة المحيطة بالكيس الاروميأ، وبمجرد ان تتخلص الكيسة الاريمية من المنطقة الشفافة يلتصق طرف كتلة الخلايا الداخلية او يتعلق بجدار الرحم (6) .
المصادر :
1.Coward, K. and Wells, D.(2013).Textbook of Clinical Embryology . Cambridge University Press. Cambridge, UK.
2.Sadler, T.W.(2012) . Langman’s Medical Embryology .12th ed., Lippincott Williams and Wilkins pp. 7-25 .
3. Schoenwolf , G.C. (2009) . Larsen’s Human Embryology . 4th ed. Philadelphia , P.A. : Churchill Livingstone . P.P.53.
4. Kadasne, D.K.(2011). Kadasne’s Textbook of Embryology. Jaypee Brothers Medical Publishers,1st ed.,New Dalhi, India.
5. Guyton, A.C. and Hall, J.E. (2016). Text book of Medical Physiology. 13th ed.. Saunders co. Elsevier, U.S.A.921-938.
6. Jones, R.E. and Lopez, K.H.( 2006) .Human Reproductive Biology .4th ed., Elsevier.