من منطلق الأهمية العالمية التي يتبوأها التعليم العالي دولياً، وما أثبته الواقع من أن جودة التعليم أصبحت واجبا متأصلاً، ومسؤولية كل فرد ينتمي لهذا القطاع، فضلاً عن مؤسساته المختلفة والمتعددة، ولاسيما جامعة كربلاء والتي أخذت على عاتقها هذا الدور، وسعت بخطى حثيثة إلى تحقيق مزيد من التميز والمنافسة، وتنمية الدورين الأكاديمي والبحثي لمخرجاتها، وتعزيز مكانتها الوطنية والدولية، وذلك بالاستمرار في تفعيل أساليب أكثر حداثة وتطوراً، لتحسين مستوى المخرجات والوصول إلى المعايير العالمية.
كما دأبت الجامعة الثبات على مسيرتها، لتدعيم وتنفيذ وتعضيد السياسات التي تضعها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والجامعة تشرع في تطبيق مشروعها الحضاري والعلمي باتجاه المزيد من التطور والبناء والانتاج المعرفي والانساني؛ بعد ان تجاوزت الجامعة منعطفاً هاماً في تحديد اولوياتها وصناعة انموذج اكاديمي قادر على تجاوز التحديات، ووضعت الجامعة اهداف البرنامج الحكومي 2022-2018 ، على سلم اولوياتها وحددت الخطوات المنهجية اللازمة لترجمته الى مشاريع على أرض الواقع، وفق مدد زمنية محددة.
وبالنظر الى خصوصية جامعة كربلاء في التعاطي مع بيئتها ذات التأثير الشديد، باعتبار مكوناتها وبيئتها الدينية الموغلة في القداسة، ما اضاف على الجامعة واجباً غير تقليدي في ممارساتها الاكاديمية والعلمية وفي اسلوب العمل، وكذلك طبيعة الانشطة والفعاليات وطرق صياغتها وفق روح مستندة الى الارث العقائدي والانساني للمدينة، لتكون بوابة حقيقية في بناء ورفد المجتمع بالطاقات والخبرات العلمية بوصفها صرح علمي ودعامة معرفية تسهم في بناء العراق.
وتنظر الجامعة الى منتسبيها ــ اساتذة وموظفين وطلبة ــ بانهم عصب الحياة فيها، وهم العامل الاساس الذي توجهت الجامعة الى تدعيم فاعليته وتنشيطه ليسهم مع العناصر الاخرى في تشكيل العملية الاكاديمية بشكل متقدم، بوصفهم الهدف النهائي لكل الجهود التي بذلتها وتبذلها الجامعة، ان كان هذا التوصيف في اطاره العلمي أو الانساني، فكلا الاطارين مطلوب بشكل عالي الاهمية لتحقيق مستويات متقدمة في الاداء والحضور على الساحة الوطنية والدولية.