م. انتظار جبار محمد
لقد حظيت سموم الافلا باهتمام كبير من بين مجاميع السموم الفطرية بسبب تأثيرها الفعال على صحة الانسان والحيوان , فضلا” عن انها من اكثر السموم الفطرية سيادة . تعد سموم الافلا من السموم الحادة والمزمنة mycotoxicosis Acute and Chronic، فالحادة تؤدي الى تسمم بعض الاعضاء وخاصة الكبد ثم يتبع ذلك حالة مرضية اوتؤدي الى الموت , اما المزمنة تؤدي الى تكوين اورام سرطانية وضعف في الجهاز المناعي . أن من اخطر التأثيرات المرضية التي تحدثها سموم الافلا حالات السرطان , فقد ذكرت الوكالة العالمية لبحوث السرطان ان سم الافلا يحتل المرتبة الاولى من بين العوامل المسرطنة للإنسان, إذ اكتشف هذا التأثير أثناء دراسات وبائية أجريت في بعض مناطق أسيا وأفريقيا ولوحظ الارتباط الكبير بين حالات السرطان المسجلة في الإنسان ومحتويات الغذاء من سموم الافلا .
أكدت العديد من الدراسات ان تعرض الانسان وحيواناته لسموم الافلا يؤدي الى أحداث امراض خطيرة منها تورمات في الاجهزة التناسلية والإجهاض والنزف الدموي والضعف العام مع تشوهات
في الهيكل العظمي فضلا ًعن تأثيراتها السامة على الحيوانات مثل انخفاض الإنتاجية وزيادة
الاصابة بالأمراض الفايروسية والبكتيرية نتيجة لا ضعاف او تحطم جهاز المناعة , على سبيل المثال في غرب الهند عام 1974 تسبب سم الافلا بموت 100 شخص هندي والذي يعزى الى تسمم الكبد Hepatotoxin الناتج من تناول السم المتواجد في الذرة الصفراء يوميا”.
ومـن الناحية الوراثـية فان لهـذه السموم تأثيرات على المستوى الجزيئي ، حيث وجد ان سموم الافلا مسؤولـة عـــن حـــالات تشوهـات الأجنة ( Teratogens ) والطفرات الجينية (Mutagens) ، وذلك من خلال تثبيط بناء الحامض النووي DNA وكذلك تثبيط تصنيع الحامض النووي RNA ، فضلا ً عن التأثيرات السمية على جينات الاستنساخ الأمينية ومن ثم تثبيط تكوين البروتـين ,
كما وان سموم الافلا تؤدي الى حدوث تغييرات شديدة في المادة الكروماتينية ، وتسبب زيادة غير طبيعية في حجم النوية مع احتقان وعائي في النسيج البرنكيمي للكبد وكذلك تأثيرات على نسيج الكلية لدى الفئران البيض . وبالنظر لخطورة هذه المركبات على صحة الإنسان والحيوان ولتقليل احتمالات التعرض لسموم الأفلا فقد وضعت مواصفات عالمية لا تسمح بتناول الغذاء من قبل الإنسان اذا كان ملوثا بأي جزء من الافلاتوكسينات في حين يسمح بتناول بعضها بوجود أجزاء منه في عليقة الحيوان,
اما المنظمة الامريكية لإدارة الغذاء والدواء FDA فقد حددت النسب المسموح لوجودها في أغذية الإنسان والحيوان من سموم الافلا , فقد سمحت بالحد 20 مايكروغرام /كيلو في الاغذية البشرية,
اما في أعلاف الأبقار فقد سمحت بالحد 300 مايكرو غرام /كغم , كذلك منع بيع المواد الغذائية بين الدول إذا تجاوز تلوثها بسم الأفلا مجموع 20 جزء في البليون أفلاتوكسين
و 0.5 جزء في البليون بسم الافلا M1 في الألبان. في حين وضعت المفوضية الأوروبية قيودا” على الفول السوداني يخضع لمزيد من المراقبة عند التجهيز اذ يمنع من البيع عندما تصل نسبة
تلوثه 15جزء في البليون لمجموع الأفلاتوكسين .
Guzmán-de-Peña,D. and Peña-Cabriales, J. J. (2005) . Regulatory considerations of aflatoxin contamination of food in Mexico. Microbiol., 47(3-4): 160-164.
Gratz,S. (2007). Aflatoxin Binding By probiotics:Experimental Studies on Intestinal Aflatoxin Transport, Metabolism and griseofulvin. Iranian J. of Pharmacology andTherapeutics,4,80
Lewis, L.; Onsongo, M.; Njapau, H.; Schurz-Rogers, H.; Luber, G.; Kieszak, S.; Nyamongo, J.;Backer, L.; Dahiye, A.M.; Misore, A.; et al. (2005). Aflatoxin contamination of commercial maize products during an outbreak of acute aflatoxicosis in eastern and central Kenya. Environ. Health Perspect., 113, 1763–1767.
Felicia, W. U. (2004). Mycotoxin risk assessment for the purpose of setting international regulatory standards .Environ. Sci. technol.,38(15):4049-4055.