الخطاب الروائي عند روائيي كربلاء

اطروحة دكتوراه

اسم الباحث : علاء عباس أمين نصرالله

اسم المشرف : الاستاذ الدكتور عبد الامير مطر الساعدي

الكلمات المفتاحية :

الكلية : كلية التربية للعلوم الانسانية

الاختصاص : اللغة العربية/ادب

سنة نشر البحث : 2022

تحميل الملف : اضغط هنا لتحميل البحث

شهد القرن العشرون ، ولاسيما في عقوده الأخيرة ، العديد من الدراسات الأدبية والأبحاث، التي تناولت الرواية بين مختلف الأجناس الأدبية ، إذ لا تقتصر على الثقافة العربية فحسب، بل تشمل الثقافات العالمية المختلفة . وقد أصبحت الرواية حقلاً خصباً لكثير من الدراسات النقدية الحديثة ، ويُعد فن الرواية اليوم؛ هو الفن الأكثر طلباً وتميزاً بين فنون الكتابة الإبداعية كلها ، بعد أن كان المسرح وسيلة للترفيه والتعليم عند اليونان قديماً ، ثم جاء من بعده الشعر، ليحمل هموم البشر وأحلامهم ، وبما أن الشعر ديوان العرب القدماء ، جاءت الرواية اليوم لتضيف جمالاً جديداً يمس مشاعر الناس ، ويضيف متعة جميلة لاتقلّ جمالاً من الشعر .
وتعد الرواية الجنس الأدبي الأكثر تميزاً على المستوى الفني والجمالي ، إذ لقيت العناية الكبيرة من الدارسين والنقاد ضمن هذا المضمار، لأن الرواية قد استوعبت التجربة الانسانية بكل أبعادها وأعماقها ، وأنها مزجت بين عالم الواقع والخيال .
وبما أن الرواية الفنية لم تظهر في العراق إلا في القرن الماضي ، فقد ظهر روائيون أسهموا في تطور الابداع الروائي ، ولكن بشكل محدود ، حتى أخذت حيزاً كبيراً في الدراسات النقدية الحديثة ، وأعزو السبب إلى أن القارئ العراقي قد تعرّف على الرواية جاء متأخراً ، بسبب أن فن الرواية هو فنٌّ متأخر .
ويمكن أن يكون السبب الآخر هو أن مادة الأديب الأساسية للإبداع، هي؛ الحرية. ولما كان العراق في الحقبة التي تلت سقوط الملكية ، أخذ يعاني من الانقلابات والانظمة الشمولية ، التي قيّدت الأدباء والكتاب والمفكرين، عن الابداع لأن المادة الأدبية التي يتألق فيها الأديب المبدع ، يجب أن تنبثق من رحم المعاناة التي يعيشها الكاتب ، من دون رتوش، أو مجاملة لأحد على حساب الحقيقة ، وإن كان ليس بالضرورة أن يعبر الأدب عن الواقع بشكل عام ، ولكن لم يأخذ فن الرواية بحسب المضمون ولاسيما في حقبة الثمانينيات والتسعينيات الا النزر اليسير الذي خرج عن سلطة أيديولوجية النظام الشمولي في الداخل ، ولم يأخذ فن الرواية حظه من الابداع ، بسبب سلطة الرقيب التي
طالما قيدت الأدباء ، لكن بعد سقوط النظام الديكتاتوري عام 2003 ، اتجه كثير من الأدباء الشباب إلى الإبداع الروائي ، ولاسيما بعد انتشار (الانترنيت) ووسائل التواصل الاجتماعي ، وسهولة اتصال أدباء العراق بغيرهم من الأدباء في الوطن العربي ، واطلاعهم على نتاجات المبدعين ، وهذا الأمر أدى إلى اطلاع النخبة الأدبية ، وخاصة الشباب منهم على مستجدات الساحة الأدبية ، من شعر وقصة وأدب وروايات عربية وأجنبية بكل سهولة ويسر، فبرز شعراء وكتاب قصة ، وروائيون ، إستثمروا الواقع العراقي الصعب ، ليصوروه على الورق ، عن طريق أسلوب ربط الواقع بالخيال، لانتاج النص الذي يتلاءم مع الذائقة الادبية المعاصرة. وتحقق ذلك على مستوى القصة والقصة القصيرة والرواية .
أما سبب اختيار الباحث لهذا الموضوع فيتعلق بتسليط الضوء على الرواية الكربلائية، وإنها قد تأخرت حتى عام 2003 أي بعد سقوط النظام الشمولي، وبما أن الإبداع مرتبط بالحرية ، وعدم التقيد ، لذا رأينا عند سقوط النظام انفتح الباب على مصراعيه للجميع ، بمن فيهم من كتّاب مبدعين ، أو مبتدئين ، واستقطاب دور النشر حديثة الإنشاء لكافة الكتّاب بهدف تجاري بحت ، مستغلين غياب الرقيب ، الذي كان يشكل عائقاً أمامهم ، فظهرت كتابات جيدة ، لها قيمتها الفنية، وكتابات متوسطة ، وكتابات رديئة لا تستحق الذكر، ومن بين هذه الكتابات اخترت مجموعة من الروايات التي اشتهرت في الوسط الكربلائي ، التي بلغت أكثر من ثلاثين رواية لأكثر من أربعة عشر روائياً، يمكن القول بأنها شكلت ظاهرة أدبية ، تستحق أن نسلط الضوء عليها ودراستها ، فارتأيتُ أن أدرس هذه الظاهرة وتحديد العام 2000 إلى2020 لأن هذا التحديد يمثل بداية حقيقية ، لعدد من روائيي كربلاء المقدسة الذين اشتهروا بكتابة رواياتهم ، ونشر أجزاء منها في مجلات أدبية عراقية مرموقة كانت تصدر سابقاً، مثل مجلة (الأقلام) و(آفاق عربية) و(الطليعة الأدبية) وغيرها. وهذا لايعني أنه لم تكن هناك روايات عراقية لروائيي كربلاء قبل هذا التأريخ ولكن كانت محدودة جداً ، ولم تشكل ظاهرة . إذ إن هذه الدراسة يمكن عدّها الأولى في موضوعها، التي تسلط الضوء على روائيي مدينة كربلاء المقدسة ، ممن أسهموا في رفد المكتبة العربية ، بأفكار وثيمات تحمل بصمة كربلاء المقدسة مدينة الامام الحسين() ، وقد وضع الباحث تعريفاً خاصاً به لروائيي كربلاء المقدسة ، إذ عدّ الروائي الكربلائي هو : هو أحد ثلاثة ؛ الكربلائي المولد والنشأة من ولادته لحين
وفاته ، أو من ولد وترعرع في مدينة كربلاء المقدسة ، ولكن هاجر لظروف ألمّت به ، أو ترك مدينته كربلاء ،أو الروائي المولود في مدينة أخرى من مدن العراق وقد هاجر منها إلى كربلاء المقدسة ، وقضى شطراً كبيراً من حياته في هذه المدينة ، وتطبّع بطباع أهلها، وتفاعل معهم ، وأصبح من سكان هذه المدينة العريقة ، وانضم إلى عضوية اتحاد الأدباء العراقيين – فرع كربلاء .
وأستنتج من دراستي لرواياتهم ، هل إستطاعوا مواكبة تطور الرواية في العراق وفي العالم العربي، أم مازالوا في الهامش، وقد اعتمدت في دراستي هذه على المنهج الوصفي، ودعمته بالتحليل في بيان كيفية إفادة الروائي الكربلائي من التقانات الروائية الحديثة ، وإستحضارها في إنتاجهم الروائي ، والانطلاق من المستوى اللغوي المعجمي في بعض الاحيان إلى المستوى الدلالي الذي تكشفه المفردات اللغوية عن طريق معانيها المعجمية، ورصد الكلام الشعبي المنبعث من بيئة كربلاء ، وعن طريق ذلك يمكن الأستنتاج ؛ هل كان الروائي الكربلائي موفقاً في نتاجه الابداعي؟ والوقوف على إمكانية الروائي الكربلائي من العناية بالمكان ولاسيما مدينة كربلاء المقدسة ، وإستحضارها في أعماله الروائية، وكيف إستطاع توظيفه، وإبراز جماليته، على أن مفهوم المكان اجتماعياً ودينياً . يعني: البيئة الاجتماعية وتشمل أثر العادات والعرف والتقاليد، ونوع العمل السائد في المجتمع الكربلائي، وللإجابة عن هذه التساؤلات كافة ، سيتم البحث والاستقصاء حول نصوص الروايات الكربلائية ، للتعرف على شيء من مقاصد المؤلف للوصول إلى ماوراء النص بما يثيره النص ظاهرياً للبحث عن المسكوت عنه في متونه غير المعلنة .
وتم اعتماد خطة بحث تستهل بمقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وخاتمة وملحق في ترجمة بعض الشخصيات التي جاء ذكرها في متون الأطروحة، ومن ثم قائمة بالمصادر والمراجع فضلاً عن فهرس المحتويات، فجاءت فصول الاطروحة كالآتي :
التمهيد؛ الخطاب الروائي: والذي يشمل؛ أولاً: (مفهوم الخطاب)، وثانياً:(أحداث كربلاء باعثاً روائياً)، وثالثاً: (تطور الرواية في كربلاء المقدسة). ثم يأتي الكلام في الفصل الاول حول بناء الخطاب الروائي ، والذي يقسم على ثلاثة مباحث؛ تناول المبحث الاول منها الراوي ، فيما اختص الثاني بدراسة المروي ، أما المبحث الثالث سيتناول المروي له . أما الفصل الثاني الذي جاء بعنوان : (تقانات البناء الفني في الخطاب الروائي) الذي احتوى على مباحث ثلاثة الاول منها : تناول الفضاء الزماني، والذي تناول
مفهوم الزمن السردي وأشكاله وطبيعة حركته وأساليب التعبير عنه من خلال انساقه المعروفة( الترتيب – الديمومة – التكرار) وتقاناتها المختلفة، كالاسترجاع والاستباق والحذف، فيما تناول المبحث الثاني ، الفضاء المكاني: والذي تناول دراسة مفهومه وأشكاله وطبيعته والتعرض للوصف بوصفه شكلاً من أشكال تجسيد المكان. وتقسيماته كالمكان التأريخي والمكان الأليف والمكان المعادي . في حين تناول المبحث الثالث ، دلالات الشخصية وأبعادها في الحدث الروائي ، إذ تم تسليط الضوء فيه على تفاصيل بعض الشخصيات التي تم اختيارها من قبل الروائي، وتحليلها كما تناول مفهوم الحدث وطبيعته ونوعه واختياره من قبل الراوي.
أما الفصل الثالث فقد تناول : مضامين الخطاب الروائي : إذ يشتمل على مباحث ثلاثة، وهي: المبحث الأول: الذي تناول المضمون التأريخي والسياسي ، لارتباطهما في كثير من الأحيان ، فيما تناول المبحث الثاني : المضمون الديني والاجتماعي والفلوكلوري ، أما المبحث الثالث فقد تناول : المضمون النفسي (السايكولوجي) والعاطفي. وبالتاكيد جاءت الخاتمة عبارة عن النتائج التي توصل اليها الباحث، يليها الملحق الخاص بترجمة بعض الشخصيات التي وردت أسماؤها في الأطروحة ، ثم تليها قائمة بأهم المصادر والمراجع التي تم اعتمادها في هذه الأطروحة .
وقد اعتمدت في دراستي هذه على أبحاث أخرى سابقة خدمت هذا الموضوع ولعل أهمها: مجموعة من المراجع العربية والمترجمة للنقاد : سعيد يقطين، حميد لحميداني، سيزا قاسم، د. شجاع مسلم العاني، د. عبد الأمير مطر ، عبد الملك مرتاض، جيرار جينيت، ولطيف زيتوني، وغيرهم، وكأي باحث أكاديمي ، في موضوع جديد في مجاله ، فقد واجهت مجموعة من الصعوبات في هذه الدراسة أهمها: التشعب والتداخل في المفاهيم والتعريفات، ومدى تقاربها من بعضها البعض، وصعوبة انتقاء المراجع بسبب كثرتها ، وهذا راجع الى التعدد في النظريات واختلاف طرائق التحليل ، لذا فاني أعتذر عن الهفوات والسهو والنسيان التي من المؤكد أن يقع فيها كل باحث أكاديمي ينشد الكمال ، وما الكمال إلا لله تعالى وحده . ومن الصعوبات التي واجهتني هي انتشار وباء كورونا خلال السنة التحضيرية وما بعدها، وحظر التجوال الصحي ، وصعوبة التنقل ، والصعوبة الأكبر التي واجهتني وأستمد الصبر من الله تعالى عليها هي وفاة والدتي وقرة
عيني خلال سنة الكتابة ،التي كانت بمثابة السند الروحي والمعنوي بالنسبة لي ، أسأل الله تعإلى أن يتغمدها بواسع رحمته وأن يسكنها فسيح جنانه .
وفي الختام ؛ كلمات الشكر والثناء لاتفي حق أساتذتي الكرام كافة في كلية التربية للعلوم الانسانية في جامعة كربلاء، عمادة ًورئاسة قسم اللغة العربية ، الذين كان لهم الفضل الكبير عليّ ، في الدراسة التحضيرية ، وتقديمهم الدعم المعنوي لي في وصولي إلى هذه المرحلة ، وأنا مدين لهم بذلك ، ويجب أن لا أنسى تقديمي لأسمى آيات الشكر والعرفان، إلى جناب أستاذي وشيخي الاستاذ الدكتور عبد الأمير مطر الساعدي الذي لم يبخل عليّ بأية معلومة تخص مادة بحثي، سائلا المولى عزّوجل أن يوفقنا جميعاً لنيل رضاه ، ومن الله تعالى التوفيق والسداد

Rp- The Narrative Discourse of Kerbala'i Novelists from 2000 to 2020.pdf

The novel is considered the most prominent literary type on the artistic and aesthetic level, that’s why it received much care from students and critics in this respect. For the novel apprehended the human experience by all its dimensions and depths aw well it mixed the real world and imagination. The Kerbala’i literary man, during the last regime, was terrifyingly writing afraid of the observer. It can be said that the political causes were the most important reason behind delaying the novel appearance in Kerbala. Thus, after declination of the severe regime in Iraq, absence of the observer authority and multiplicity of private presses, poets, literary men and writers started to change what is going in their minds including painful memories and wounds of the oppressive time. Therefore, they recorded in their publication that were highly spread.
Kerbala novel included many implication such as history of Kerbala city that connect with the personality of Imam Hussein Bin Ali ( p.b.u.t.) and the sad memory of Al Taf battle. Kerbala history contained the most important bloody events and accidents that the city faced. Thus, Kerbala’i novelist consider them a narrative motif that evokes him to write his novel. This means that the Kerbala’i novelist firstly thinks how to attract the reader to show him the past and tries to plant the noble values in his memory to show the new generation about their grandfathers’ tournament in facing the oppressive enemy against their city as when happened in Al Makhour, Ghadear Dem, etc. Therefore, it achieves two targets. The first is carrying out benefit and enjoyment to the receiver. The second is enhancing the historical events related to the nation history, analyzing them in a way that made the reader interested to know it, and stopping at its joints. Kerbala’i novel also included a description to traditions and convention of Kerbala city people. It sheds the light on the way of their celebration in their religious opportunities and rituals. Their novels also included the political reality which was dominant on people during dictatorship time where the novelist tried to clearly focus on these sufferings through describing the jails and the way of torturing the political prisoners on the hands of the authority supporters.