اوضاع التعليم في سوريا 1971-1985 (( دراسة تاريخية ))

رسالة ماجستير

اسم الباحث : محمد علي حسين نادر الحساني

اسم المشرف : أ.د. حاتم راهي ناصر الزوبعي أ.م.د. خليل جودة عبد الخفاجي

الكلمات المفتاحية :

الكلية : كلية التربية للعلوم الانسانية

الاختصاص : التاريخ الحديث

سنة نشر البحث : 2023

تحميل الملف : اضغط هنا لتحميل البحث

عانت سوريا اوضاعاً اجتماعية وسياسية واقتصادية غير طبيعية جراء السيطرة العثمانية عام 1516 , التي تركت اثارها على جميع نواحي الحياة ولا سيما النواحي الثقافية , فقد كانت الامية منتشرة في المجتمع بسبب الظروف المعاشية القاسية التي فرضت على السوريين, ومن ناحية اخرى كان التعليم سيئاً نتيجة بقائه في ظل ادارة تقليدية تجري وفق اساليب قديمة اطلق عليها (بالكتاتيب) وهي عبارة عن اماكن غير مقسمة على مراحل احتلت عادة زاوية من زوايا المساجد يأتي تلاميذها متباينون في اعمارهم( ), وكان التعليم في تلك الاماكن يجري وفق الاساليب القديمة التي تهدف الى تعليم مبادئ الدين والقرآن الكريم وحفظه والالمام بمبادئ الكتابة والحساب وهي على نوعين, الاولى تعليم ديني اعتمد بصفة شخصية على رجال الدين وعدد من الشخصيات وعلى الطريقة البدائية القديمة وبمعزل عن سلطة الحكومة المركزية( ), وكان يقوم على ادارتها اشخاص يتقاضون الخمسية عن كل ولد يعلمونه القرآن الكريم الى جانب بعض مبادئ الخط والحساب, والنوع الثاني وقفي يجري فيه التعليم دون مقابل؛ لان اساتذته يأخذون راتبهم الشهري من الوقف الذي عينهم لذلك الغرض( ).
اهتمت المدارس الدينية العالية بتدريس العلوم الدينية من تفسير وحديث وفقه واصول وفرائض وما يخدم تلك العلوم مثل النحو والصرف والمنطق والبلاغة, وغالباً ما تلحق تلك المدارس بالمساجد, وتقام لها ابنية خاصة , وقد بلغ عددها (42) مدرسة , ويعود فضل انشائها الى محبي العلم, ومن تلك المدارس (المدرسة العثمانية الشعبانية والقرناصية, والمدرسة السيافية, والاسماعلية والمنصورية والبهائية) واغلب طلابها من الكبار, وكان يخصص لطلاب تلك المدارس رواتب تعينهم على العيش الكريم , وكان اكثرهم من مناطق مختلفة من سوريا( ).
ثم ادركت الحكومة العثمانية ضرورة الاهتمام بالتعليم عندما لمست بانها فقدت مكانتها في الحروب, وقد شهدت سوريا نوعاً من الاهتمام بالجانب التعليمي, فقد أنشأت الحكومة العثمانية عدًدا من المكاتب الابتدائية الاميرية في مختلف مناطق سوريا, كما أنشأت صندوقاً للمعارف تجمع فيه غلات الاوقاف وتنفق على تلك المكاتب, وأنشأت مكتباً للإناث عام 1893, ثم مكتب الصنائع ومكتب دار المعلمين في ارض الميدان الاخضر شمال حلب, ومكتب دار المعلمات في دار البلدية محلة جميلة, وبذلك اتسع نطاق التعليم واستمر حتى قيام الحرب العالمية الاولى عام 1914( ). وفي عام 1913 تأسست مدرسة الحقوق واتخذت بيروت مقراً وكانت تابعة للجامعة السورية ثم نقلت الى دمشق عام 1914 واصبحت فيها النواة الاولى لجامعة دمشق, علماً ان دمشق لم تكن منفصلة انذاك عن بيروت وتم نقلها مرة اخرى الى بيروت عام 1918 0
تدهورت اوضاع سوريا أثناء مدة الحرب العالمية الاولى, وعانت من التفكك والخراب والضعف في جميع احوالها, وعليه كان لا بد من التوصل الى حل لتسوية المشاكل التي افرزتها ظروف الحرب, وكان لتحرير دمشق اهمية سياسية كبرى لتحقيق الاماني الوطنية بالحرية والاستقلال( ).
دخلت القوات العربية بقيادة الامير فيصل بن الحسين( ) دمشق يوم الثلاثين من ايلول 1918 بعد ان طردت القوات التركية منها وأعادت الى البلاد وجهها العربي الاصيل الذي افتقدته قروناً, إذ قام الامير فيصل مع اركان حكومته في العمل على اعداد تنظيم البلاد في اقامة حكم عربي فيها, وكان امام الحكومة الفيصلية الكثير من الاعمال التي يتوجب عملها, واول ما قامت به تعريب المدارس التي كانت موجودة أثناء السيطرة العثمانية , واستحداث دروس في اللغة العربية في دوائر الحكومة لتدريب الموظفين على الانشاء العربي وتحويل لغة الدواوين من التركية الى العربية, وقد جاء تركيز الحكومة الفيصلية على التعليم في القانون الاساسي الذي وضعه المؤتمر السوري العام( ) الذي نص على ما يأتي:
1- المادة (20) نصت على انه يجب ان يكون اساس التربية والتعليم والخصوصية واحدة على اساس المبادئ الوطنية في جميع المقاطعات السورية.
2- المادة (21) نصت على ان يكون التعليم الابتدائي اجبارياً وفي المدارس الرسمية مجاناً.
3- المادة (22) نصت على ان تأسيس المدارس الخصوصية حُرُّ ضمن قانونها الخاص الذي ينصه المؤتمر( ).
انشأت الحكومة الفيصلية ديواناً للمعارف في الرابع والعشرين من تشرين الثاني, وعهد اليه النظر في تنظيم ميزانية المدارس, وتصحيح الكتب المدرسية المعدة للطبع, وتعيين المعلمين, والنظر في عدد من القوانين المتعلقة بالمعارف وترجمتها, كما اهتمت الحكومة ايضاً باعداد المعلمين ووضعت خطة من اجل زيادة عددهم, وتشجيع الانتساب الى تلك المهنة, كما اجيز للمعلمين الذين لا يحملون شهادات بالبقاء في وظائفهم بصفة وكلاء الى ان تثبت اهليتهم ويعطونهم شهادة اهلية , ومن الاعمال الاخرى التي قامت بها الحكومة الفيصلية هو افتتاح فصول جديدة في دار المعلمات( ).
وقد عقد الحلفاء بمدينة سان ريمو في ايطاليا اجتماعاً في المدة (19-26) نيسان 1920 تم في ضوئه فرض الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان والانتداب البريطاني على العراق والاردن وفلسطين( ), فقد سارعت فرنسا بفرض سيطرتها على سوريا مما وجه المفوض السامي الفرنسي الجنرال غورو( ) في الرابع عشر من تموز 1920 لان يوجه انذاراً لفيصل يتوعد بنفيذه في ثلاثة ايام والذي نص على تسريح الجيش العربي, وتسليم الشخصيات الوطنية المعادية للسياسة الفرنسية, وتسليم سكة حديد حلب من اجل نقل القوات الفرنسية لسورية, واذا لم ينفذ الانذار فان القوات الفرنسية ستكون مطلقة الايدي وحرة التصرف لما تراه لازماً( ).
وقد حسم الامر في معركة ميسلون( ) التي خسر فيها السوريون ودخلت القوات الفرنسية على اثرها مدينة دمشق في 25 تموز 1920 وهنا بدأ عهد الانتداب الفرنسي على سوريا لما يزيد عن ربع قرن , اذ طبق الحكم العسكري المباشر, وقيدت الحريات وتم حظر التداول فيما يخص الاوضاع السياسية وساءت الاوضاع العامة جميعها, وتم تجزئة سوريا الى دويلات واعتُقل الوطنيون السوريون( ).
فرضت سلطات الانتداب الفرنسي على سوريا الثقافة الفرنسية واصبحت الفرنسية اللغة الرسمية للبلاد, وتم زج اعداد كبيرة من الموظفين الفرنسيين في المؤسسات السورية, وربطوا الاقتصاد السوري بالاقتصاد الفرنسي, واصبحت الليرة السورية تحت رحمة الفرنك الفرنسي, وقد اثر ذلك سلباً على اقتصاد سوريا, واصبح المفوضون الفرنسيون يتمتعون بصلاحيات واسعة, ولم يتبعوا سياسة موحدة اتجاه سوريا , مما اثر ذلك على الاوضاع السياسية في سوريا( ) , وبعد الاحتلال الفرنسي لسورية الذي فرض عليها بموجب صك الانتداب عام 1920, ادرك الفرنسيون ما للتربية وللتعليم من تأثير في تكوين الناشئة؛ لذلك نجدهم ساروا اثناء المرحلة الاولى على النمط التعليمي العثماني, كما عمدوا الى سن قوانين وتعليمات ضمنت هيمنتهم على شؤون التربية والتعليم( ).
ونتيجة لذلك قام الفرنسيون بالاكثار من المدارس الفرنسية الخاصة وخصصوا لها معونات, فقد كان القبول فيها متاحاً للاقليات الدينية والاسر الثرية التي فضلت ان لا يترعرع أبناؤها في الاوساط الشعبية, كما اداروا شؤون التعليم في المدارس العامة ادارة مباشرة, وفرضوا تعليم اللغة الفرنسية على جميع المراحل بعد ان قللوا من نفقات المدارس الرسمية , اذ كان لكل مدرسة حكومية مدرس واحد للدروس الفرنسية التي احتلت مكاناً بارزاً في المناهج, وعلى الرغم من ان التعليم كان باللغة العربية لذلك قسمت الدراسة الابتدائية على مرحلتين, الاولى اولية وابتدائية ويترتب على طلاب المرحلة الاولى اجتياز امتحان في غير مدارسهم استعداداً للسنة الخامسة, في حين يتحتم على طلاب المرحلة الاخرى ان يجتازوا امتحاناً شاملاً لينالوا الشهادة الابتدائية حتى تؤهلهم الدخول للمدارس الثانوية( ) .
ولم يكتف الفرنسيون بذلك بل اهملوا فتح المدارس الصناعية بنوعيها الفني والزراعي على الرغم من حاجة البلاد اليها, ولم يتوسعوا في التعليم الثانوي والعالي 0

Rp- Learning Situations in Syria from 1971 to 1985: A Historical Study.pdf


Learning is considered one of the basic principle that rise and development of society rely on. Thus, the educational sector in Syria during the Syrian president Hafidh Al Asad had witnessed continuous work and an increasing effort to create cooperation with society in the learning sector. So, Syrian government worked hard to carry out the educational cooperation with the educational institutes through participating in the symposiums, meetings, and the educational conferences that ministry of education held with other educational institutes in order to develop learning inside Syria and to raise Syrian people in a way that accord the international scientific development. Besides, learning in Syrian forms the cornerstone in human development, as well, it has a main role in building a productive work power, and performs an important role in bringing up generations on patriotism, rights, duties, mind improvement that help in building and development process because learning is the basic base for the social and economic progress in Syria.
The thesis material included introduction, a preface, three chapters, and conclusion. The preface was entitled “situations in Syria since the end of Ottoman era until independence 1946”. The first chapter was entitled “learning situations in Syria from 1946 to 1971″, it was distributed into three sections. The first section tackled statistics about schools, universities, number of schools, and a number of students. The second section discussed the educational policy that was adopted in education and learning. The third section was about the political situations in Syria and their reflection on learning before 1971. The second chapter presented the political situations during reaching Hafidh Al Asad to power. It has two sections. The first section was about learning development during the first period of Hafidh Al Asad (1971- 1978). The second section mentioned statistics about number of schools, universities, students, and new curriculum that entered learning in accord with old curriculum and number of schools. The third chapter which is entitled ” learning during the second period of Hafidh Al Asad ( 1978- 1985) has three sections. The first section stated learning progress during the second period of Hafidh Al Asad ( 1978- 1985) , universities, schools, teachers, and its reflection on the government policy and the extent of its inference with learning. The second section mentioned the curriculum and its reflection on the government policy and the extent of its inference with learning. The third section was about the administrative system of learning in the ministry of education and learning. The study ended with results, suggestions, and recommendations.
The study relied on a number of references such as the published Arabic documents issued from statistics of Syrian ministry of education and Syrian planning municipality and other published documents that supplied the thesis with information related to the situations in Syria and some Syrian state documents that participated with information was exploited in the thesis chapters which enriched the thesis with significant information.
University dissertations and theses contributed with principle information including thesis of the researcher Ibrahim Ahmed Ali Al Qasir and others, a comparative study of learning system in teachers preparing institutes of the compulsory stage in Syria and Jordan, a thesis by the researcher Enayat Ibrahim Al Zayid, development of the educational and health services in Syria Arab republic that the researcher Ala Mahmoud Mesoud used in his thesis, Syrian ministry of education, dissertation of the researcher ( Lemya’ Malik Abdul keream Al Shimeri ) Hafidh Al Asad and his role military and political role in Syria from 1970 to 1985, and other important thesis and dissertation.
The Arabic Publishing and printed materials supplied the study with important information such as the author Ahmed ali Ken’an, quality indicators in higher education college of education in Syria Arab republic as a model, the author Hussein Selamah, the self-administration and decentralism in learning, the author Semihah abdul memead Al Merhish, learning in Syria and its critical problems, in addition to the Arabized books such as by the author Khalid Qartoush, learning in Syria: its establishment and progress translated by Nezar Abadha and the author Patrick Cell, Al Asad and the conflict in Middle East translated by the general institute of studies, publishing, and distribution, and a number of English books as A. Hourani, Syria and Lebanon, a political essay.
Books of encyclopedias and references presented important definition material for characters and some events as the encyclopedias of the author Bewab Sulaiman seleam, encyclopedias of well-known Syrian figures in Twentieth century / the political encyclopedia of Syria: the structure and the builders/ state university ( 1918 – 2005).
Periodicals enriched the thesis with the enhanced scientific material such as culture journal, Al Omran journal, Al Nethear journal and others. This is in addition to the published researches and journals including the study of the researcher Nadir Qebani and others, problems of supporting the higher education concerning joining and equating in Syria, the researcher Mahmoud Al Seyed, the educational system in Syria: reality, challenges, and growth, the researcher Adnan Al Amean, towards Arabic atmosphere for higher education, the global challenges and the societal responsibilities, and other published researches. The journals had their contribution due to their accompanying events and accidents including Syrian journals represented by the official newspaper, Al Ba’th newspaper, the capital newspaper, Teshrean newspaper, and Al Thawra newspaper, and a number of other newspapers for these newspapers presented a bold detailed analytical material about the Syrian learning during the reign of Hafidh Al Asad, the most important development and influence of the changes on Syrian society.
Beside to what was mentioned before, the internet was employed in number of clarifying margins that the research was searching carefully in dates, months, and years. The researcher faced many difficulties and the most prominent one relating to the rareness of neutral references that talked about the president’s life Hafidh Al Asad, his most important works for learning, as well as shortage of time. Nevertheless, the researcher tried to overcome those difficulties by spending effort to obtain significant information in learning and about the contribution of the president’s life Hafidh Al Asad in the field of learning.