خطاب الإمام الحسين عليه السلام قبل واقعة الطف – دراسة تاريخية

رسالة ماجستير

اسم الباحث : وليد مجدي زرير

اسم المشرف : سوسن عباس حسين

الكلمات المفتاحية :

الكلية : كلية التربية للعلوم الانسانية

الاختصاص : التاريخ الاسلامي

سنة نشر البحث : 2022

تحميل الملف : اضغط هنا لتحميل البحث

الحمد لله الذي رفع السماء بلا عمد, وبسط الأرض, وثبتها بالرواسي الذي خلق الإنسان من طين, وأنشأ السحاب الثقال, فأنزل من المعصرات ماءً ثجاجاً الذي تفرد بالعز والبقاء, وقهر عباده بالموت والفناء﴿ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَيَوٰةَ لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفُورُ﴾( ) .
والصلاة والسلام على المبعوث خاتما للنبوات ومناراً للحياة الثابت القدم على زحاليفها في الزمن الأول معلم التوحيد,وسر الحق المجيد الطهر الطاهر الدر الفاخر حامل رسالات السماء إلى الأرض أمين الله على وحيه وعزائم أمره الخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل, والمهيمن على ذلك كله محمد الصادق الأمين, والدر الثمين صلوات الله عليه واله الطاهرين .
اما بعد:
لقد خاض الحسين 7في كربلاء معركة الذروة العظمى بين كل مختزلات الخير وجميع خلاصات الشر وما لا ريبه عند احد في ذلك أن ارض الطف مازالت تعطي في كل آنٍ ثماراً جديدة يانعتاً يتناقلها الاحرار ومنهم الموالون في ذلك الحضور الأخاذ للملحمة الفاجعة التي انتجت دمعة ساكبة لا تكفكف وحشرجةُ في الحلق تورث الشجن وفكراً نيراً يملك القابلية لأسقاط كل ماهو باطل وأعلاء كل ماهو حق ,ولم يكن يوم الطف ليكون لولا حضور الحسين 7 فيه وحضوره في الحسين على نحو الاندماج التكويني الذي اراده الله سبحانه وتعالى معلماً دموياً استشهادياً مميزاً في مسيرة هذه المخلوقات من نعلم منها ومن لا نعلم , بيد ان الامام الحسين 7 لم يكون وليد كربلاء فحسب واستطيع ان أقول ان كل حركة من حركاته المباركة يوم العاشر من محرم ذاك وكل الأرهاصات التي تتالت امام ناظرية الشريفتين ,كانت وليدة شخصية اقل ما يقول عنها انها زرع الله وزرع رسوله 6,نجد لذلك مرداً ومرتجعاً من لحضةُ تشرفت الدنيا بولادته الى ان نصب راسه على رأس الرمح الطويل , ومازال هدير الخير يتتالا كل ما ذكر اسم الحسين7 ,فقد قر منه الجسد ولم ولن تقر منه الامامة ولست بهذا الكلام مقللاُ من شان واقعة الطف فلا يقول بذلك الا افاكاً متهور او زنديقاً متجبر , انما اطمح ان استبيح من خلال كربلاء الزمن بالرجوع معه وان كان على قهقرة لنرى وفق مايحيط بصرنا القاصر ايام اباعبد الله خارج الطف بعيداً على الفاجعة العظمى ,فذلك من حقه علينا لا ان يبقى محصور الذكر في يوم عاشوراء وهو الامام ابن الامام ابو الامام , وقد يوفق الباحث في تحليل شخصية او سرد واقعة يجيئ بها الزمان في وضع ولون واحد ,لكن ابداً لن يكون موفقاً بالإحاطة بسر المعصوم الا ان يكون معصوماً مثلة فما بالكم في البحث في عدة مشاهد وصور لأمامنا الشهيد يستند كل منها الى اوضاع اجتماعية وثقافية في بعداً دنيوي قد نفهم بعضة وفي بعداً اخروي تكويني نجهل اكثره , ولكننا ابتلينا بأهل هذا البيت بيت نبيناً باب حطة الذي من دخلة كان آمناً , اقول ابتلينا بلسان حال الروايات التي تصب في مضمونا واحد ان الله ابتلى هذه الامة بحبهم ومودتهم كفارق ومائز بين الحق والباطل ومائز ايضاً بين اهل الجنة والنار
فكان هذا الأسى باعثا على اختيار هذا الموضوع من اجل دراسته
فتناولت رسالتي الموسومة ” خطاب الامام الحسين (ع) قبل واقعة الطف دراسة تاريخية
أما محاور الدراسة فقد اشتملت على مقدمة وثلاثة فصول وكالتالي :
اختص الفصل الأول بالتعريف بماهيّة الخطاب , وبيان منابعه الفكرية ,والعلمية , وقد قسم هذا الفصل إلى خمسة مباحث , وخصص المبحث الأول لبيان معنى الخطاب لغةً واصطلاحا ,أما المبحث الثاني, فقد خُصص للمقومات الفكرية للخطاب, والخطبة في القرآن الكريم , وأما المبحث الثالث, فقدضم الخطاب, في السنة النبوية , أما المبحث الرابع, فقد تضمن أنواع الخطاب الرسالي في فكر الإمام الحسين 7 , كما تطرقت في المبحث الخامس فلسفة الخطاب عند الإمام الحسين
على حين أن الفصل الثاني بلورة الخطاب القيادي عند الإمام الحسين 7 حتى موت معاوية , وقسم على اربعة مباحث إذ خُصص المبحث الأول للمحة عن حياة الإمام الحسين 7 , أما المبحث الثاني, فقد تطرقت لموقف الإمام الحسين 7 في زمن الشيخين , وعرض المبحث الثالث خطاب الإمام الحسين ورؤيته المستقبلية للثورة أما المبحث الرابع فهو خطاب الإمام الحسين 7 الذي ارخ إلى حقبة تاريخية .
أما الفصل الثالث فقد كان بعنوان خطاب الإمام الحسين 7 بين خصوصية الهدف ومشروعية التطبيق, وكان على ثلاثة مباحث تناول المبحث الأول خطاب الإمام 7 الذي هو البيان الأول لنهضته المباركة, أما المبحث الثاني, فقد خصص عن حتمية المواجهة في خطاب الإمام الحسين 7 و أما المبحث الثالث فقد ارتكزت الدراسة فيه استراتيجية الخطاب الحسيني الثوري بين مكة وكربلاء .تلت هذه الفصول خاتمة فيها ما توصلت اليه الدراسة بعد القراءة التحليلية لخطاب الإمام الحسين 7 , ثم قائمة المصادروالمراجع التي اعتمدتها الدراسة , وختمت الدراسة بملخص باللغة الأنجليزية
وبدا للباحث أن المنهج الوصفي التحليلي هو الأنسب في هذه الدراسة ,
اما اهم المشاكل التي واجهة الباحث في كتابة الدراسة, صعوبات جما لان الحسين 7ضروفه التي شهدت ماشهدت صخباً وجلباً لدى الامة في كل مستوياتها مازالات اصدائها الى يومنا هذا بل ان قيام المهدي 7 هو نتاج تلك الظروف التي عايشها ابو عبد الله الحسين 7 وبديهيُ ان عصيبة قابلت دينا ورغبات وقفت بوجهً قسطاً وعدلاً ومصالح انيه آننيه قبليه جاهلية قارعت عقيدة وثقافة ومنهاج سماء استطاعت ان تقبع اكثر ما امكنها من سيرة الحسين 7 كسيرة جده وابيه واخية بيده ان نور الله جل جلالة غير قابل للإطفاء لا بالأفواه ولا بغيرها , والدس صنفان صنف يعتمد التوهين والتضعيف للشخصية مقدمتاً للأسقاطها وهو اسلوباً كان ولم يزل مكشوفاً منذ لحظات استشهاد الحسين 7, فقد روى لنا التاريخ ان الحسين 7 فاوض وناور وطلب وضع يده بيد يزيد ومع ذلك فقد استطاع شاهداً ان يتفلت بروايته ليدحض مزاعمهم وهو عقبة بن سمعان مولى الرباب عندما قال : نقلة الطبري وغيره صحبت حسيناً عليه السلام ، فخرجت معه من المدينة إلى مكة ومن مكة إلى العراق، ولم أفارقه حتى قُتل، وسمعت جميع مخاطباته الناس اليوم مقتلة , فو والله ما أعطاهم ما يتذاكر الناس، وما يزعمون من أن يضع يده في يد يزيد بن معاوية، ولا أن يسيّروه إلى ثغر من ثغور المسلمين الى نهاية الراوية ( ).ان هذا النمط من التشويه سهلاً نقده ويسيراً تفنيده ولكن هناك نمط اخر اتبعوا هو دس السم بالعسل حيث يهان مقام الحسين من حيث يردون مدحهُ كقواهم انه كان طالب حكماً او ساعي الى رياسة او صاحب مشروع سياسي في مقابل مشروع يزيد بن معاوية ,كما لابد لنا من ملاحظة اثار العصبية القبلية السلطوية التي ارتاحت ردحاً طويلاً على صدر على الزمن مشوهتاً ما امكنها من تشويهه مستعملة الرجال والسنتهم والاموال ورنينها في سبيل جعل افراد البيت النبوي الشريف انهم هم الشواذ عن هذه الامة والخارقين لأصول الجماعة والمارقين من حزام الألفة , وفاتهم انهم هم الذي اسسوا للنكث تارة والمروق اخرى وغدر مرات ومرات ولكنها حيل العاجزة وطفرة المفلس .
فلابد من التمادي في التدقيق ومقارنه الامور في محاولة للوصول الى الصورة الجلية والسيرة التي تنقى من شوائب الدهر وصنوفه وخاصتاً وأن الاقلام التي تناولت سيرة الحسين لم تكن بمعظمها بريئة او منصفة بل مشبوه تتقرب الى السلطة زلفى ولا أعني السلطة الزمنية التنفيذية فحسب فهي التي باشرت قتل الحسين 7بل السطلة الدينية الشوهاء الخرقاء التي بدلت الكلمة من بعد مواضعه واوصلت من جمله ما اوصلت يزيد بن معاوية وعبيد الله بن زياد وشمر بن ذي الجوشن وغيرهم رؤوس حربات المشروع الذي شاهدنا حز الرقاب جلياً ولم نشاهد بنفس الجلاء تغير المشروع والانقلاب على صاحبها لان النسج في الاوداج ومع الدم يكون اوضح من النسج في الاحكام والتشريعات, لحرارة الدم اولاً وميل الانسان لتقديس الفاجعة ثانيتاً فكيف اذا كان لدم الحسين 7 حراراً في نفوس المؤمنين لن تنطفئ ابدى
اردنا بعد كل هذا ان نقول ان الحديث عن يوم عاشوراء قد يكون سهلاً لغزارة مصادرها وتفاعل الناس معه وتكراره على انه مصيبة راتبه , لكن الحسين 7 قبل الطف هو سيرة ومنهاج للقداسة لكن المصادر هناك اكثر شحتاً والدس والتحريف اكثر مكراً والكيد اكثر خفائاً , فالله نسأل ان يوفقنا لما يحب ويرضى
ومن الأسباب التي دفعتني لاختيار الموضوع هو أهمية ثورة الإمام الحسين 7وأهمية الخطابات التي ألقاها الإمام الحسين 7 قبل ثورته وأثنائها كون هذه الخطابات تمثل الباب المشرع للدخول إلى عوالم الثورة الحسينية والغوص , في عمقها, فجاءت هذه الرسالة محاولة لتفكيك الشفرات التي وضعت على الخطابات الحسينية ولطرح افكارحول هذه الخطابات بعد تحليلها , فالخطاب الحسيني يمثل الأنطلاقة الأولى للرفض في الجزيرة العربية .

Imam Hussein's ( p.b.u.h.) Discourse before Al Taf Battle: A Historical Study

Abstract:
All praise is due to God, creator of the creation, we him respectively to get benefit from what we had learnt to facilitate the knowledge for us, his guide and the all able; hence, we end our research and knowledgeable task with the most sacred man’s speech that have ever been known after his grandfather, father, mother, and brother, that was Imam Hussein bin Abi Talib ( p.b.u.t.). the study searched the results, after collecting the historical documentary material, checking the chapters and sections, investigating the historical information, and deducting the historical text in accord with the Quranic and prophetic information. These results can be summarized and arranged according to the chapters and sections of the thesis as the following:
1.Through the current study, it is stated that the discourse is the speech which is spoken or the action that implement it where its purpose is to convey an idea or subject and it is linguistically derived from the triple letter verb ” khataba”. The study also showed that discourse includes every expression that exceeded the sentence meaning which carries more meanings than the sentence size.
2.The study mentioned that the concept of discourse exceeded the concept of speech in a way that every speech be discourse and not every discourse be a speech, for the discourse is the extract of the thought that the addresser wanted to convey to the addressee. It stands on three principles: the addresser who sends the discourse, the addressee who receives the discourse and the discourse which is performed by the addresser.
3.It was shown through the study that message and discourse were mentioned more than one hundred twenty forms in the holy Quran.
4. The concept of prophetic discourse is all that was issued by the Prophet from an oral, transmitted, or non-linguistic kinetic statement that is seen, or transmitted to the recipient or the questioner.
5.The study declared that Imam Hussein’s discourse, during his sacred uprising was one of the purposes that carry out the social justice and to vary the Husseini discourse into the political, social, media, and the tactical in all these discourse Imam Hussein witnessed by the holy Quran spiritually and logically as he witnessed by the prophetic Sunah. Thus, through the study, it was shown that his holy discourse was a real extension to the great prophet’s discourse.
6.The study proved through Imam Hussein’s sacred discourse that he extorted the legitimacy of the ruling regime by his emphasis on the ruler’s tyranny by undressing the faces that were wearing faith masks and following the prophet Sunah. He stated that the authority does not work with what Allah descended as well does not restrict with Imam’s code and its implications that was be seen through his describing Muaywiyah and his party by oppress whom Allah messenger ordered to fight them.
7.Through the current study, it was clarified that Imam Hussein’s discourse is a project to aware the Islamic nation and raise to its great principles that Muaywiyah tried to bury by killing the faithful knowledgeable elite that carried the code from the beginning.
8.The study showed that there was manipulation with events, news, and situations that accompanied Muaywiyah’s death that forgers of the Umayyad and Abbasid authorities worked to weaken the force in which Imam Hussein faced Yazid’s threatening message if Imam Hussein refused paying loyalty. This was implied in the historical heritage which is without doubt and misgiving that relied on a group of dreams and visions that can’t stand in front of the research and discussion.
9. Through the current study, it was shown that Imam Hussein’s discourse in Mina was a qualitative move to the right media rebel to remove dust from the wrong cultural domination, beside, than Imam Hussein’s discourse does not carry a political project, in contrast to Muaywiyah’s ruling project; indeed, it was a corrective project that kept the right in its correct path and informed the nation who were the closest to the prophet, what was the price of the message, who were the firsts?
10.The study concluded through Imam Hussein’s discourse that he didn’t attempt or plan to get ruling or authority, as well he didn’t look at a momentary victory due to his knowledge of impossibility of this aim, but he looked at the renewal victory in the nation’s conscience, for the nation state at that time was looking for a miracle event represented by standing Al Hussein with small group against the tyranny regime represented by Umayyad ruling. Thus, Imam Hussein made from his chaste blood and blood of his family and supporters a cry of refusal that following generation recalled later and which will stay to the doom day.
11. Through the current study, it was shown that Imam Hussein’s discourse relied on a noticeable variety where the style is different due to the asker’s personality where Hussein’s response to some askers represents silent answer to the asker.
12.The study showed that Imam Hussein’s refusal to yazid’s paying loyalty was a stable matter in the Husseini discourse as a basic starter for Imam Hussein stated from the beginning and in the council of Medina ruler, “A man one like me does not pay homage one like him”.
13.The study proved that Imam Hussein’s strategy in asking for reform was the project of all prophets and reformers in accord with Allah wording ” We have sent Our Messengers with proofs, and sent them with the Book and the Scales, so that people might establish the Scale (of justice). “, while Imam Hussein’s tactics came according to the available information in order to carry out the justice divine theory in his project.