اسم الباحث : علي عدنان زرزور الحسيني
اسم المشرف : عبير عبد الرسول محمد التميمي
الكلمات المفتاحية :
الكلية : كلية التربية للعلوم الانسانية
الاختصاص : التاريخ الاسلامي
سنة نشر البحث : 2022
تحميل الملف : اضغط هنا لتحميل البحث
الخلاصة
أما بعد فأن من دواعي اختياري لهذا الموضوع قد جاء من رغبتي الحقيقية ان أقدم دراستي في من صنع امجاد التاريخ الاسلامي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)؛ لان اداة التفكير لدي تميل إلى ان تستمد الهاماً من دراسة التاريخ الاقتصادي للدولة الإسلامية في عصر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع), ومحاولة الوقوف على تلك الانجازات الحضارية في جانبها الاقتصادي التي شهدتها الدولة الإسلامية في عصر رسول الله ( (, وعصر الامام علي (ع), وان التأمل في تلك الانجازات تخلق نوعاً من التحفيز الفكري المنتج, وتجبر الباحث على سعة في الاطلاع والمتابعة والمقارنة من اجل صياغة افكار ونظريات تجعلنا أكثر فهما لاعمال عصرنا في الوقت الحاضر, وتجعلنا أكثر أتساعاً في استعمال اداة التفكير لدينا, وكذلك في تطوير المعرفة الذاتية عندنا, ومن هذا المنطلق تواصلتُ مع الاستاذ المساعد الدكتورة عبير عبد الرسول محمد التميمي, في اقتراح موضوع لدراستي فعرضت عليَّ موضوع دراستي هذه, وبعد الاستعانة والتوكل على الله سبحانه وتعالى, تم الولوج في الموضوع الذي كان يعد تحدياً كبيراً لي, وتطلب مني الكثير من الوقت والجهد والعمل المثابر الدؤوب من أجل الخروج بهذا الجهد المتواضع بالشكل الذي يتناسب مع أهمية هذا الموضوع .
وليس من السهل الكتابة عن سيرة الامام علي (ع) ودوره في البناء الاقتصادي للدولة الإسلامية, فيقف العقل متأملاً بين احضان هذه الدوحة المثمرة, وما تضمن هذا السَّفر الخالد من رؤى وافكار علمية, وعملية عالج فيها مشاكل الامة وقضايا الدولة بموقف تطبيقي يوجه فيه انظار الكل إلى المشكلة, ثم يُبنَّ اطرافها ووضع الحلول المناسبة لها, وما يفضي ذلك إلى بلورة وجهة النظر الإسلامية في كيفية النهوض الاقتصادي واستمرار التقدم والنمو, والوصول إلى النظام الأنتاجي الأمثل القادر على الديمومة في مواكبة الحياة الأنسانية.
تهدف الدراسة إلى مناقشة قيم الأنتاج وأثر تزايدها في عصر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في خلق عوامل الدفع والتطور في القوى الأنتاجية في الدولة الإسلامية خلال الحقبة الزمنية 35-40ه/655م-660م , ومارافقتها من أحداث تاريخية, ودور تلك القيم في خلق الحدث التاريخي, وما شهدت الدولة الإسلامية في ذلك العصر من حركة تطور اقتصادية, وتخلص من أسر التخلف والوصول إلى الاسلوب الشمولي في خطى الحركة الأقتصادية لتلك القوى في ظل منهجية القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة, وتقديم معرفةً بالنظرية الأقتصادية الإسلامية التي خاضها الامام علي () عملياً في مجالات التنمية والحاجة والأنتاج والرشد, وسبل الوقاية من الازمات الأقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وبيان العطاء الثري للجانب العملي والنظري الذي قدمهُ الامام علي (ع), وما حوى ذلك العطاء من قيمة تاريخية جعل الباحثُ يتناول بعض الجوانب السياسية والاجتماعية, ومدى تأثيرهما على الجانب الاقتصادي, ولاسيما الأنتاجي منه بالاعتماد على منهج البحث الاستقرائي التحليلي لعرض موضوعات الدراسة, وإبراز العلاقة التي تحكم الانشطة الأقتصادية للانسان التي تجمع مأبين عبادته لله سبحانه وتعالى, والموارد الأقتصادية المتاحة له, واعماله الأنتاجية لانتاج جميع الحاجات الضرورية, و جعل امتداد السلوكيات الأقتصادية تأخذ دورها في عمارة الارض, وتشكل الحصيلة النهائية في تحقق التنمية الأقتصادية في المجتمع المسلم, مع إبراز الدور الملموس الذي مارسهُ الامام علي (ع) في إثراء الفكر الاقتصادي الاسلامي من خلال خطبهِ وكتبهِ ورسائلهِ إلى عمالهُ على الاقاليم المختلفة, مما اقتضت طبيعة البحث أن تُقسم المادة إلى مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وخاتمة ومجموعة من الملاحق مع قائمة المصادر والمراجع.
التمهيد: تناول فيه الباحث لمحة عامة عن الأوضاع العامة في الدولة العربية الإسلامية قبل تسلم الامام علي (ع) الخلافة, وما حملت تلك الحقبة التاريخية من أحداث مهمة تركت أثرها الواضح على مجريات الاوضاع السياسية التي اثرت سلباً على الأنشطة الأقتصادية, والممارسات الأنتاجية في الدولة الإسلامية, وظهور العديد من المعوقات التي أثرت على حركة النمو والتقدم الاقتصادي, والتأكيد على أهمية تلك العوامل المهمة ودورها في إثارة النزاع والصراع بين فئات المسلمين, وإحداث ذلك الأثر الخطير على الواقع الاقتصادي في الدولة العربية الإسلامية.
وجاء الفصل الأول يحمل عنواناً مفهوم الأنتاج ومقوماته وضروراته في منهاج الامام علي (ع) وتضمن ثلاثة مباحث قُسمت على أساس أهمية توفير القواعد الاساسية لتأمين الضرورات والمقومات لقيام العمليات الأنتاجية في الدولة الإسلامية, اذ تناول الباحثُ في المبحث الاول: التعريف بالأنتاج والاستدلال عليه كمفهوم اقتصادي تطابق استعماله في تلك الحقبة الزمنية التي تتضمنها الدراسة, مع بيان دور الامام علي (ع) في تأصيل القيم الأنتاجية في الدولة الإسلامية على اساس مجموعة من المنطلقات من أهمها, ان الاختلاف الحاصل بالثروة هو إنعكاسٌ إلى الاختلاف الحاصل بالقدرة, ولاسيما المبحث الثاني الذي حمل عنوان الضرورات السياسية والأقتصادية في سيرة الامام علي(ع) ودورها في استقرار الأنتاج, وتأثير ذلك في تشجيع التدوال الخارجي والداخلي, وشعور المنتجين حالة الأطمئنان والأمان على اموالهم وممتلكاتهم بأنها محفوظة من قبل الخلافة او من يمثلها, والسير ضمن خُطى اقتصادية فعالة تعتمد التوازن والمساواة التامة في الحصول على الموارد الأقتصادية بالشكل الذي يجعل القيم الأنتاجية تتزايد بأطراد متكافئ النمو, أما المبحث الثالث: فقد ناقش الباحثُ فيه دور الامام علي (ع) في تعميق الاساس الرقابي وتقويتهِ في توجيهَ العمل الأنتاجي, ولاسيما في ان فعالية الاساليب الرقابة على الجهاز الاداري يترك اثراً ايجأبياً وهاماً على مجمل الحياة الأقتصادية, وتصبح عملية الرقابة على الجهاز الاداري للدولة الأداة العملية التي تعمل على زيادة القدرات الأنتاجية بصورة غير المباشرة, والعمل على تعزيز القدرات الأقتصادية في الدولة الإسلامية, باستخدام الرقابة الأقتصادية التي تصب اهتمامها بالدرجة الاساسية على التفاعل الذي يحدث بين القيم الأنتاجية للسلع والخدمات الداخلة للاسواق, وبين تحريك عجلة التداول في الاسواق الداخلية والخارجية للدولة العربية الإسلامية .
أما الفصل الثاني: الذي خُصص لسياسة الامام علي() في توجيه الأنتاج واثرها في نمو القيم المنتجة, وقد قسم هذا الفصل إلى ثلاثة مباحث لتنوع الأنتاج الزراعي والصناعي والتجاري الحاصل في الدولة الإسلامية خلال عصر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب () , وقد تضمن المبحث الأول: عنصر الارض في سياسة الامام علي () الإصلاحية, واسترسال الابعاد الأستراتيجية خاصة من ناحية الأهمية الأقتصادية, لاعتبارات مهمة متمثلة في أوجه عدة, كون ان هذا العنصر الأنتاجي مصدراً من مصادر الغنى والثروة الذي يتمتع به الفرد في الدول العربية الإسلامية, اما المبحث الثاني: اختص بإبراز اهمية عنصر العمل في سيرة الامام علي(), وتعظيم ودوره وضرورتهِ في المسيرة البشرية والحياة الأقتصادية, ومحاولة إبراز القيم العليا للعمل الصالح, والوصول إلى ذروة انتاجهِ, واظهار ذلك الاهتمام بالعامل, وتوفير كافة حقوقهِ من اجل تكريس جهدهُ في انتاج مخصص يتلائم مع امكانياته وقدراتهِ التي يتمتع بها العامل المنتج, وتحدثنا في المبحث الثالث: عن الأستراتيجية الممنهجة للامام علي() في تنويع الأنتاج وتأصيل علاقته, عِبْرَ التركيز على القطاع الأنتاجي الرئيس الذي يمارس الدور الكبير في احداث نمو على بقية القطاعات الأنتاجية الاخرى, بحيث يصل الامر ان كل مجال انتاجي هو باعث للعمل في المجال الأنتاجي الآخر, وكل نشاط انتاجي هو مكمل إلى النشاط الأنتاجي الآخر, والعمل على ربط جميع اجزاء الفعاليات الأقتصادية, فتصبح المنظومة الأقتصادية عبارة عن وحدة انتاجية متكاملة في الدولة الإسلامية .
كما ناقش الباحثُ في الفصل الثالث: تأثير إنعكاس تزايد قيم الأنتاج في عصر الامام علي (), وقدرة ذلك العصر على إحداث التنمية الأقتصادية, ويقع هذا الفصل في ثلاثة مباحث, وقد تضمن المبحث الاول: التنمية ومضامينها في الاسلام, اذ يمكن استنباط مفهوماً للتنمية من المعاني التي جاء ذكرها في القرآن الكريم, والسنة النبوبية المطهرة, ومن أقوال وأحاديث إلامام علي (), ثم التعريج على اهمية استكمال الاعمال التنموية في الدولة الامام علي () على وجود العدل بين الناس , والانسان العادل القادر على فرض العدل, تنمية الأنتاج تحتاج إلى تنظيم توزيع الموارد بالشكل الذي يضمن العدالة الأقتصادية بين جميع افراد المجتمع المسلم, اما المبحث الثاني: فقد خصصتهُ لنهج الامام علي() في مراعاة اولويات البيئة التنموية في جانبها الاجتماعي, سيما وان التنمية الأقتصادية تحتاج إلى التخلص من كافة المعوقات على الجانب الاجتماعي بالخصوص الفقر والجهل والافكار الضآلة والامراض الاجتماعية الخطيرة, والعمل على رفع الطبقة العاجزة والفقيرة في المجتمع عِبْرَ تحسين مستواهم المعاشي, وربط الأنتاج بالعمل والجهد المبذول من قبل الانسان, وجاء المبحث الثالث: بعنوان دور تزايد القيم في عهد الامام علي() في تنمية قدرات الانسان وموارده الأقتصادية, عن طريق محاكاة تزايد القيم المنتجة في تقليص حجم البطالة ورفع القدرات الأنتاجية, وتوحيد الرؤية الأنتاجية نحو التعاون التنموي في استغلال الموارد الأقتصادية, والعمل على تأمين تلك العناية التامة في الدولة العربية الإسلامية, مما يجلب الأزدهار والأَستقرار للبلاد الإسلامية, وتحقق قيم انتاجية متزايدة من جديد.
ثم الخاتمة التي أثبت فيها الباحثُ أهم ماتوصلت اليه الدراسة من نتائج, وأخيراً أرجو أن أكون قد وفيت الموضوع والدراسة حقها, وأن تكون بالمستوى الذي يليق بمكانة وسيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (), وأن يجعله الله سبحانه تعالى هذا العمل مقبولا عنده, وأسأله المغفرة, فالكمال لله وحده, وما توفيقي الا بالله العلي العظيم.
وعرضاً لاهم المصادر والمراجع فقد اعتمدنا في اتمام هذه الدراسة على جملة المصادر والمراجع المختلفة, وقد رتبناها على النحو الآتي:
اولاً- كتب التاريخ العام:- تعد هذه الكتب من المصادر القيمة لتناولها مختلف جوانب الحياة, التي اغنت الدراسة بالمعلومات التاريخية المتنوعة والقيمة, منها كتاب التاريخ لليعقوبي (المتوفى نحو: 292ه/ 904م), وكتاب تاريخ الأمم والملوك للطبري (ت: 310هـ/922م), ويعد من المصادر المهمة المرتبة على أساس الحوليات (السنين) وهو أوسع مصنف أفاض بالكثير من الأحداث, وكتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر للمسعودي (ت: 346هـ/957م) والذي أمد الدراسة بمعلومات مهمة خاصة في التمهيد والفصل الاول, وكتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (ت: 656هـ/1258م) والذي كان له الأثر البالغ في اغناء جميع فصول الدراسة لاحتوائه على أقوال الامام علي بن أبي طالب () وكتبهِ إلى العمال والولاة, بالأضافة إلى الاشارات التي حملها الكتاب لبعض الاحداث التاريخة التي تعتبر ذات صلة بالواقع السياسية والاقتصادي للدولة الإسلامية خلال حقبة الدراسة .
ثانياً- كتب التفسير:- اعتمد الباحثُ على بعض كتب تفسير القرآن الكريم لمعرفة تفسير بعض الآيات القرآنية, واستخدام بعض الآيات القرآنية للاستشهاد بها كمدلول قرآني على حكم معين أو حادثةً ما, ومن تلك التفاسير, كتاب احكام القران للجصاص(ت :370ه/980م), وكتاب الكشف والبيان عن تفسير القرآن للثعلبي (ت: 427هـ/1035م ), وكتاب تفسير الرازي للرازي (ت: 606هـ /1209م), وكتاب الجامع لاحكام القرآن للقرطبي(ت:671ه/1273م).
ثالثاً- كتب الحديث النبوي: حيث اعتمد الباحثُ على عدد من كتب الحديث والسنن, بهدف توظيف ما تضمنته من اخبار واحاديث صدرت عن رسول الله ( ), والامام علي () اذ اعطتنا مادة ذات قيمة تاريخية كبيرة ساعدت في إستقامة أوجه الاستدلال وتقريب وجهات النظر الأقتصادية في الدولة الإسلامية, منها المصنف لابن أبي شيبة(ت:235ه/849م), المسند لاحمد بن حنبل (241ه/ 855م), وكتاب صحيح مسلم لمسلم (ت:261ه /874 م), وتحف العقول لابن شعبة الحراني(من اعلام القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي), والسنن الكبرى للبيهقي(ت: 458ه/ 1066م).
ثالثاً- الكتب المعنية بالامام علي():- لقد استفاد الباحث كثيراً من هذه المصادر التي ارتكزت في عرضها للمعلومات التاريخية على ما تعلق بسيرة الامام علي() وما نُقل عنهُ من اقول وافعال ورسائل وكتب إلى العمال والولاة على الامصار الإسلامية, وما تحتويه هذه المصادر من معلومات قيمة, قد واكبت الدراسة في جميع فصولها, منها كتاب المعيار والموازنة لأبي جعفر الاسكافي (ت:220ه/ 835م), وكتاب فضائل أمير المؤمنين() لابن عقدة الكوفي(332ه/944م), وكتاب نهج البلاغة المختار لجامعه الشريف الرضي (ت :406ه/1015م), وكتاب عيون الحكم والمواعظ للواسطي (من اعلام القرن السادس الهجري/ القرن الثاني عشر الميلادي), وكتاب غرر الحكم ودرر الكلم للآمدي(ت:550ه/1155م) وكتاب مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب (ت: 588هـ /1192م).
رابعاً- كتب الفقه:- تعد من المصادر المهمة التي أغنت الرسالة في عموم فصولها, فهي تمثل ركن اساسي ساعدت الباحثُ على بيان اسناد التصرف في بعض الامور التي تهم الموارد الأقتصادية في الدولة الإسلامية, ويأتي في مقدمتها كتاب الكافي للكليني (ت: 329هـ/940م) وهو كتاب كبير ونفيس يحمل الفقه في طياته وقد حوى على أحاديث قيمة, ويلجأ إليه كثير من العلماء والباحثُين لاستنباط الأحكام الشرعية والفقهية, وكتاب دعائم الاسلام للقاضي النعمان(ت :363ه/974م), وكتاب (من لايحضره الفقيه) للصدوق (ت: 381هـ/991م), وكتاب المقنعة للمفيد (ت: 413هـ/1022م), وكتاب (الأحكام السلطانية) للماوردي (ت: 450هـ /1058م), واعتمدنا كتب كثيرة للطوسي (ت460هـ /1067م) منها كتاب (النهاية في مجرد الفقه والفتاوى), وكتاب (تهذيب الأحكام) هذه الكتب وغيرها.
خامساً- كتب التراجم والطبقات:- فقد افادت الباحثُ بتعريف الشخصيات التي ورد ذكرها في الدراسة والاشارة إلى بعض الحوادث التاريخية التي ارتبطت بها, ومن ابرزها كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد (230ه/844م), وكتاب جمل من انساب الاشراف للبلاذري(ت:279ه/892م), وكتاب الاستيعاب في معرفة الاصحاب لابن عبد البر(ت:463ه/1070م) وكتاب اسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الاثير(630ه /1238م), وكتاب الاصابة في تميز الصحابة لابن حجر(852ه/ 1448م).
سادساً- كتب معاجم البلدان:- أدلت هذه الكتب الباحثُ على اهمية المواضع والمدن وتحديد الأماكن, لما لها من علاقة وثيقة بالجانب الاقتصادي إذ غالباً ماتعطي هذه المصادر معلومات اقتصادية فريدة عندما تُخبر عن موقع مدينة والاهمية الأقتصادية لها, ومن هذه الكتب كتاب مسالك والممالك للبكري (ت:487هـ/1094م), وكتاب معجم البلدان لياقوت الحموي (ت: 626/1228م) والذي يُعدَّ من الكتب المهم في دراسة الجغرافية للدولة الإسلامية.
سابعاً- المعاجم اللغوية:- تعد هذه الكتب ذات أهمية كبيرة لايمكن الاستغناء عنها في كتابة التاريخ الاقتصــادي الاسلامي, لما احتوته هذه المصادر من مادة وفيرة عن الجانب الاقتصادي في صدر الاسلام, اذ انها تقدم المعنى اللغوي لكل مفردة غامضة في أي نص, ومن هذه الكتب كتاب العين للفراهيدي (ت: 175هـ/791م), وكتاب الصحاح للجوهري (ت: 393هـ/1002م), وكتاب معجم مقاييس اللغة لابن فارس(ت:395هـ/1004م), وكتاب المخصص لابن سيدة (458هـ /1065م), وكتاب شمس العلوم للحميري(573ه/1178م), وقد استفاد الباحث بشكل كبير من كتاب لسان العرب لابن منظور (ت: 711هـ/1311م) الذي يعد شاملاً للمصطلحات العربية.
ثامناً- المراجع:- اعتمدنا في بحثنا على مجموعة كثيرة من المراجع التي ساعدت الباحثُ على رسم الخطوط العريضة لموضوع البحث والدراسة, وساهمت في بلورة الافكار والاستنتاجات, اضافة إلى احتوائها على معلومات قيمة في تحليل الاحداث التاريخية, ومن بين تلك المراجع كتاب موسوعة الامام علي() في الكتاب والسنة والتاريخ للريشهري, وموسوعة سيرة اهل البيت لباقر شريف القرشي, وكتاب اقتصادنا للسيد محمد باقر الصدر, وكتاب مجموعة الابحاث لشعبان صبري الذي تضمن مجموعة كبيرة من الابحاث لمجموعة من العلماء, وكتاب توزيع العوائد على عناصر الأنتاج لمحمد زكريا , وكتاب الاسلام والتنمية الأقتصادية لشوقي احمد دنيا, وكتاب (الإعلام) للزركلي والذي ترجم لشخصيات لم تكن ترجمتها وافية في بعض المصادر, ومعجم اللغة العربية المعاصر لاحمد مختار. واستفدنا كثيراً من مجموعة الابحاث والدراسات التي قدمها الاستاذ الدكتور زمان عبيد وناس ولاسيما ( التوزيع والرقابة المالية واثرها في التنمية الأقتصادية في عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ) ، وبحث ( التنمية الأقتصادية في فكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام دراسة في ضوء عهده لعامله على مصر مالك بن حارث الاشتر ).
واخيراً يجب ان لاننسَ الدراسات السابقة التي تناولت الفكر الاقتصادي في عهد الامام علي () منها اطروحة واحدة كانت تبحث في الفكر الاقتصادي للإمام علي () وكانت تحت عنوان : ” منابع الفكر الاقتصادي عند الامام علي بن أبي طالب دراسة نظرية تطبيقية ” للباحثة غفران عبود حسين، مقدمة إلى كلية العلوم الدينية بجامعة بغداد, ورسالة الماجستير التي تناولت الفكر الاقتصادي عند الامام علي() في نهج البلاغة التي جاءت تحت عنوان ” الفكر الاقتصادي في نهج البلاغة “, للباحثة ذكرى عواد ياسر مقدمة إلى كلية التربية بجامعة البصرة, ورسالة ماجستير كانت تبحث في التوزيع والرقابة المالية في عهد الامام علي () جاءت تحت عنوان ” التوزيع والرقابة المالية في خلافة الامام علي بن أبي طالب () واثرها في اقتصاد الدولة 35-40هـ/655-660م” للباحث نجاح سماح محي الموسوي إلى كلية التربية بجامعة كربلاء.
The Production Values in the Time of Amear Al Mu'minean Ali Bin Abi Talib ( p.b.u.h) and their Impact on the Economic Development " 35-40 H"
Abstract
After finishing our research with Allah blessings in which we tackled the production values and increase in the Islamic state during the era of Amear Al Mu’minean Ali Bin Abi Talib ( p.b.u.h) We had seen that increasing of production values has a relation with a group of necessary basics and main principles that helped its growth and prosperity in the Islamic state during the period of the study and accelerated in carrying out the economic development in the Islamic society. However, through the study, the following prominent results were drawn:
1.Concerning the name of production, the term benefits that was mentioned in the discourse (Al Mugsad) by Imam Ali is a term close to the concept of production because the term of benefit connected with the progress of resources in the nature that Allah Al mighty created and inserted in them, the utility for Man through the use of his abilities. This will lead to present the various human needs which started improving in all forms and styles through the historical eras. The directional classification of the guaranteed gain can be seen as it is a close to the concept of production that based on indications with natural ( material) and artificial (immaterial) attributes that each type of the economic activity specialized in the Islamic state.
2.The political performance of Iman Ali (p.b.u.h.) introduced in dealing with the events of the political and military fields that Islamic state witnessed during his caliphate is one of the factors that helped in making developed influence in the production values. This was as a principles to protect Muslims’ economic resources and to stand against the beneficial and opportunistic forces that try to control over these resources to provide luxurious living styles for Muslims by practicing all the economic activities and to ensure the ways of their internal and external trade.
3.The study proved that admitting the social justice in the state of Iman Ali (p.b.u.h.) is considered a basic necessity that connected with fixing building pillars of the productive society by providing supportive environment for doing the economic activities, removing the injustice and oppression that lied on some categories in the society, and returning back the stolen rights. This all facilitates working of the economy and its enterprises for it provides a legislative and legal environment supporting to it.
4.The study emphasized the necessity of achieving the basic demand in drawing the economic policy of Iman Ali’s (p.b.u.h.) state which was based on two sides. The first is making the economic balance among all individuals of the society by supplying the society with necessary needs particularly the handicapped and the deprived categories; as well the society should enjoy with more relative prosperity to the extent that there is no problem in providing Man’s basic requirements. The second side is putting programs and developmental plans enough to raise the nation’s productive reality, to invest its resources and typically direct them, and to move towards achieving the economic development.
5.the study showed that activity of the invigilation styles on the administrative system leave an important and positive impact on the whole economic life, surveillance process on the state administrative system become the practical device to work to increase the productive abilities indirectly for its presence works to provide the suitable atmosphere for producers to freely work through producers’ sensing for total contentment to their money and properties are safe by the one who respect the Islamic caliphate. Iman Ali’s (p.b.u.h.)emphasis on surveillance concerning the market issues and others came due to several considerations that care about the interaction occurs between the material productive values and the services entered markets and actuate the exchange wheel in markets because increasing the productive values relates to presence of place that is able to spend and protect them.
6.The study proved that the general orientation of Iman Ali’s (p.b.u.h.) policy in dealing with the land productive factor springs from Iman Ali’s (p.b.u.h.) keenness in directing the productive man activation towards growing productive values and building and active productive man in the economic life to live on earth and get benefit from its plants, animals, and minerals through giving him the chance to all individuals in the society with their available abilities without discrimination in getting on the productive factors and the interest in emerging his production and traces of his reconstruction; this is in addition to dealing with land factor and what relates to it represent the practical side of the fair state aspects in the Islamic history that Iman Ali’s (p.b.u.h.) caliphate represented it to the nation through abolishing the exploitation stream and getting rid of all types of opportunistic control on the economic resources in the Islamic state.
7.The study gave a clear idea about the economic path of Iman Ali’s (p.b.u.h.) state in dealing with work factor, Reaching to its production top came from the interest with the worker and presenting all his rights and emphasizing his effort in specialized product suitable to his properties and abilities; this, in turn, reflects on proficiency and accuracy in the work; as a result, the works are done accurately and with short time. It also gives the work a chance for employing new labor forces and removing the labor forces extra in other productive sectors. So, the foundation for success was built to achieve the economic growth and to get rid of one of the development obstacles known as unemployment.
8. The study proved that the mixing process among all the economic activities in the Islamic state that Iman Ali (p.b.u.h.) worked to survive them, planted them in the society made the economy as on productive unit. Thus, every productive field is a starter for work in other productive field, and every productive activity is a complement to other productive activity. Therefore, this leaves clear impact in saving productive amount suitable to the population needs in providing them respected living which pave the way to achieve the economic development in the Islamic state.
9. The study showed that working to strengthen production relations with other economic activities ( distribution, exchange, consuming) that the Islamic state applied during Iman Ali’s (p.b.u.h.) era affected the production abilities to create influence in actuating other economic activities in the way that suits with the growing production movement in the economic sectors ( agricultural, industrial, commercial) that go in parallel with the linking power of the achieved economic growth of the Muslim society at that time. So, it become a union relation of influential powers in accelerating the developmental project that Iman Ali (p.b.u.h.), wanted to occur in the Islamic Society.
10.The study stated that the concept of the economic development in Islam is widely expressive concept containing a number of principles. The first principle if the legal necessity for production depending on the highest abilities and human powers in production, as well, the fair distribution occupies the second principle to the concept of development in Islam.
11.The study proved that the experimental programed dimension that Iman Ali (p.b.u.h.) adopted to abolish poverty which is considered one of the most important obstacles that stands against increasing production values and achieving development in society requires all efforts within the material abilities and human capacities through the typical employment of resources, in the way that combines cooperation with complementation among the individual’s work, society work, and the state work.
12.The study, in its experimental frame focused that unifying the productive vision that Iman Ali (p.b.u.h.) worked at to increase the productive values by relying on events of the cooperative union among all the economic activities through evaluating the main productive activity which is able to widen the growth extents in other activities with multidimensional fields, growing development that create impact of his efforts with a group of productive interactions surely indicating for making these developmental works in society.