اسم الباحث : حيدر جابر كاظم تميم
اسم المشرف : حسين كاظم حسون القطب ال طعمة
الكلمات المفتاحية :
الكلية : كلية التربية للعلوم الانسانية
الاختصاص : التاريخ الاسلامي
سنة نشر البحث : 2022
تحميل الملف : اضغط هنا لتحميل البحث
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق والمرسلين أبي الزهراء والقاسم محمد ابن عبد الله وعلى اله الغر الميامين وصحبه المنتجبين ومن والاهم بإحسان الى يوم الدين وبعد .
تعرض الشيعة بشكل عام الى الانتقاد والتكفير منذ ظهورهم الى يومنا الحالي , واتهموا بالكثير من الاباطيل والعادات والافعال السيئة التي لا تمت اليهم بصلة , كما وضعهم اغلب المؤرخين والكتاب من الأوائل والمتأخرين في عداد الفرق الخارجة عن الإسلام أصلا , واتهموا بالشرك أيضا , دون تمييز بين فئة وأخرى من الفئات الشيعية الامامية , والامامية الاثني عشرية هي واحدة من اهم فرق الشيعة والتي سيكون التركيز عليها في ثنايا البحث .
تأتي أهمية الموضوع ” موقف الشيعة الاثني عشرية في بلاد الشام من الحروب الصليبية حتى سنة 690هـ ” من ناحيتي الزمان والمكان , زمانيا تعرض الشرق الإسلامي بشكل عام والمسلمين بشكل خاص الى اخطر مرحلة من مراحل التاريخ , اذ تعرض المسلمون في أواخر القرن الخامس والسادس الهجري/ الحادي عشر والثاني عشر الميلادي الى عدوان من الغرب المسيحي على شكل حملات منظمة , عرفت فيما بعد بالحملات الصليبية نسبة الى علامة الصليب الذي نقشت على ملابس الجند , اما مكانيا فبلاد الشام تعد من المناطق المهمة التي تمر عبرها خطوط التجارة , اذ تعد موانئ البحر المتوسط حلقة وصل بين أوروبا واسيا , إضافة الى وجود الأماكن الدينية المتمثلة ببيت المقدس وما له من أهمية لدى المسيح والمسلمين على حد سواء .
تمكن الصليبيون من الدخول الى بلاد الشام سنة (490هـ/1096م) وتأسيس عدة امارات لهم , وهي الرها وانطاكيا وبيت المقدس وطرابلس , كان للصراعات بين المسلمين خارجيا متمثلاً بالصراع بين العباسيين والفاطميين , وداخليا متمثلاً بالصراع داخل البيت السلجوقي الذي له الدور الكبير في تسهيل عملية دخول الافرنج , إضافة للتنوع العرقي والديني في تلك المناطق , ولم يقف المسلمون في بلاد الشام مكتوفي الايدي بل واجهوا ذلك الغزو بمقاومة كل من موقعه وامكانياته .
تعرض الباحث الى تبيان موقف الشيعة من تلك الغزوات الذي كان موقفا رافضا لها , اذ عمل الشيعة الاثني عشرية على مقاومة الصليبيين , التزاما منهم بالشريعة الإسلامية وتطبيق احد فروع الدين الا وهو الجهاد , الذي يتطلب بذل الانسان اغلى ما عنده وهو بذل النفس اذ وقع الكثير من الشهداء في صد ذلك العدوان ” والجود بالنفس اقصى غاية الجود ” .
ومن الأسباب التي دعت الى الكتابة في هذا الموضوع هو عدم وجود دراسة متخصصة بشكل منفصل لهذه الطائفة ذات التاريخ المشرف والتي تعتبر الطائفة الاولى التي التزمت بسنّة النبي المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم) , فتبلورت الفكرة للقيام بدراسة منفصلة عنها , إضافة الى قلة الدراسات والبحوث على حد اطلاعنا التي تناولت دور الشيعة الاثني عشرية لبلاد الشام للتصدي للغزو الصليبي والتي تمثلت بصمود طرابلس الى عام (502هـ/1109م) , كذلك صمود شيعة حلب بالتعاون مع بقية المكونات بوجه الهجمات الصليبية والحصار الذي فرض من قبلهم ، وقد تبلورت فكرة اختيار الموضوع لِما للشيعة وعلمائهم من دور مهم في مواجهة تلك الغزوات التي شنها الغرب المسيحي بدوافع عديدة , فخرجت الدراسة التي حملت عنوان ” موقف الشيعة الاثني عشرية في بلاد الشام من الحروب الصليبية حتى سنة 690هـ ” بهذا الشكل .
وقد اعتمد الباحث عند كتابته للبحث منهجية تعتمد على قراءات واستقراءات وتحليل للنصوص التاريخية التي تحدثت عن فترة الغزو الصليبي للبلاد الإسلامية , ومن خلال تلك المنهجية تم تحديد مجموعة من الأفكار والاستنتاجات التي امكن عرضها , وإبراز الدور السياسي والعسكري والشعبي للشيعة الاثني عشرية من بين ثنايا النصوص التاريخية .
اقتضت طبيعة الموضوع ان تقسم هذه الدراسة الى مقدمة وتمهيد وأربعة فصول رئيسية وخاتمة احتوت على اهم ما توصلت اليه الدراسة وقائمة بالمصادر والمراجع , وقد كان الفصل الأول الذي حمل عنوان ” واقع المجتمع الإسلامي والصليبي قبيل الحروب الصليبية ” الذي تضمن دراسة الواقع الذي كان يعيشه المجتمع الإسلامي قبل فترة الغزو الصليبي , وتوضيح مفهوم الشيعة عامة , والفرقة الامامية الاثني عشرية بصورة خاصة , إضافة الى ايراد بعض علماء الاثني عشرية ممن سبقوا فترة البحث والمعاصرين له , ودراسة واقع المجتمع الصليبي قبيل حملاته على الشرق الإسلامي .
اما الفصل الثاني الذي حمل عنوان ” النشأة التاريخية للشيعة في بلاد الشام ” وهو الفصل الذي يعرفنا على فترة ظهور الشيعة في بلاد الشام , وبسبب قلة المصادر حول الموضوع فقد عالجنا ذلك بعنوان سياسة اتلاف الكتب , كذلك تطرقنا لاهم اثنين من المؤلفين الذين فقدت اثارهم كونهم من الشيعة الاثني عشرية , وذكرنا أيضا الاثار الشيعية في تلك المنطقة إضافة الى توضيح ابرز دوافع الشيعة الاثني عشرية لمواجهة الغزو الصليبي المتمثلة في الجهاد , ومن هذا المنطلق تم الحديث عن الجهاد في القران الكريم والسنة النبوية إضافة الى الجهاد عند الاثني عشرية .
كما اختص الفصل الثالث بمدينة طرابلس الذي جاء بعنوان ” دور طرابلس في مواجهة الحروب الصليبية ” اذ بينا فيه طرابلس تحت الحكم الفاطمي , كذلك استقلال طرابلس عن الفاطميين , مرورا بجلال الملك , ثم تطرقنا الى موقف فخر الملك بن عمار تجاه الصليبيين وموقفه من الحصار الصليبي لمدينة طرابلس .
وحمل الفصل الرابع والأخير عنوان ” دور المجتمع الحلبي من الحروب الصليبية ” الذي تناولنا فيه المجتمع الحلبي ودوره في الغزو الصليبي , ثم تكلمنا عن دور ال الخشاب في مقاومة الصليبيين , ثم بعد ذلك تكلمنا عن موقف الزنكيين والايوبيين والمماليك من الشيعة في بلاد الشام ؛ لما لهم من دور في انحسار التشيع في منطقة بلاد الشام .
ومن ابرز الصعوبات التي واجهت الباحث اثناء اعداد هذه الدراسة هي عدم توفر المعلومات اللازمة بشكل مباشر من المصادر المختلفة حيث تناثرت هذه المعلومات في ثنايا الكتب من مصادر ومراجع ؛ مما دفع الباحث الى بذل كثيرٍ من الجهد في جمع هذه المعلومات , إضافة الى قلة عدد المصادر والمراجع الأجنبية ذات العلاقة بموضوع الدراسة في مكتبات الجامعات المحلية ؛ مما جعل الباحث يرجع الى بعضها من خلال المراجع المنشورة المترجمة ، وقد أشار الباحث الى ذلك في التوثيق .
The Attitude of the Twelver Shia in the levant Sham from the crusades up to a year 690 H.
Abstract:
The importance of the topic ” The attitude of The Twelver Shia in the levant sham from the crusades up to a year 690 H.” comes from the point of view of time and place. Temporarily, the Islamic East in general and Muslims in particular were exposed to the most dangerous stage of history, as Muslims were exposed in the late fifth and sixth AH / eleventh centuries. The tenth and twelfth century AD led to aggression from the Christian West in the form of organized campaigns, later known as the Crusades in relation to the sign of the cross that was inscribed on the clothes of the soldiers. Spatially, the Levant is one of the important areas through which trade lines pass, as the Mediterranean ports are a link Between Europe and Asia, in addition to the presence of religious places represented by Jerusalem and its importance to Christ and Muslims alike The current study tackle Stand of Twelfth Imams Shia and shedding the light on them in their resistance in the Crusade invasion to Cham land. Through the Shia existence in that region which returns back to the first half of the first Hijri century the sixth Christian century; therefore, the study reached the following prominent point:
1.It discussed the conflict and disintegration that prevailed the Islamic community during the period that preceded that invasion represented by the conflict between Fatimid, and Abbasid caliphate; in addition to the interior quarrels among the ruling families in Sham land in particular.
2.The majority of Twelfth Imams Shia land had a wide and significant preceding in standing against the Crusade invasion in different axis and directions.
3.The Twelfth Imams Shia represented two sides. The political side that is represented by the ruling authority represented by Amar’s family as Tripoli ruler. The second side which is the social and religious side represented by scholars like Zahra’s family from Aleppo and the judges Al Kheshab’s family.
4.The study proved that Twelfth Imams Shia were the first who worked for the Islamic unit through recourse to the neighboring powers of their domains represented by recourse to Fekher Al Malak Bin Amar with rulers of the neighboring state as well, his going to Baghdad, the center of Abbasid caliphate to ask for support; this is in addition to the Aleppo envoy who asked support from the local rulers and Abbasid caliphate.
5.There are response and support from the Islamic forces and Abbasid caliphate to Fekher Al Malak which lead to Tripoli fall by the hand of Crusade after a hard resistance from the side of Bin Amar and his followers when he adopted a political, military, and economic system that delayed invaders’ occupation till 502H./ 1108 A.D.
6.The vital and influential role by scholars and people of Aleppo Twelfth Imams Shia and others supported by some Islamic forces lead to endurance of the city in the face of Crusaders invaders; moreover, it became a shelter for refugees escaping from the
neighboring cities that fell by the hand of invaders in spite of the deteriorated economic state due to the Crusade siege to the city.
7.The prominent role of religious men and Twelfth Imams Shia through presenting support and strong adhering to jihad movement whether by the real participation or by urging Mujahidin to join the Islamic forces by mobilization contributed in what happened after liberation movements toward the invasion in a final form.
8. The jihadi role of Twelfth Imams Shia was faced by tyranny regime procedures from the rulers side by establishing schools and speech house.