اسم الباحث : رضا عمران عثمان
اسم المشرف : علي حمزة سلمان
الكلمات المفتاحية :
الكلية : كلية التربية للعلوم الانسانية
الاختصاص : التاريخ الحديث والمعاصر
سنة نشر البحث : 2022
تحميل الملف : اضغط هنا لتحميل البحث
ان تاريخ العراق الحديث والمعاصر بشكل عام مليء بالأحداث المهمة التي لها علاقة بحياتنا , في الجوانب الثقافية والاجتماعية والسياسية فهو يستحق بذل الجهود في البحث والدراسة , لأهميته في مسيرة العراق الحاضرة و المستقبل , لذلك جاءت الدراسة لو تثق جانبا مهما من التاريخ العراقي الذي جسدته النخبة الحلية المثقفة لمدة مهمة من تاريخ حيتنا بين عامي 1946- 1958 و جاء اختيار الموضوع لما يعنيه من اهمية تدوين حوادث واخبار الشعوب لهذه المدة الفاعلة و المهمة في حركة التأريخ في مدينة عراقية في غاية الاهمية في وجودها الحضاري والتاريخي , و لتسجل ارادة المواطن ووعيه الثقافي في التغيير والاصلاح , وان من الاسباب التي دفعت الباحث لاختيار الموضوع احساسه بأهمية توثيق حقبة زمنية هامة جسدت مواقف واحداث شهدتها مدينة الحلة بشكل خاص والعراق بشكل عام لاسيما انها جاءت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وما تسببت به من تأثيرات عدة على الواقع الاجتماعي والثقافي و السياسي للمجتمع الحلي على وجه الخصوص .
لمدينة الحلة اهمية خاصة فهي وريثة بابل صاحبة اقدم الحضارات ,حيث رسمت اول مسلة في التاريخ ,تلك هي مسلة حمورابي ,والتي قدمت للعالم منظومة في الحقوق والواجبات الانسانية ,وعلى ارضها عمرت الجنائن المعلقة ,احدى عجائب الدنيا السبع , بابل نبوخذ نصر , فكانت مدينة تاريخية وحضارية .
عاشت الحلة عبر تاريخها الحضاري متغيرات مهمة حيث سجل الغزو المغولي لبغداد سنة 1258م,منعطفا تاريخيا مهما و بعد مجيئ الشيخ علي بن محمد بن شهريار عام 1166م و تحول المركز العلمي (الحوزة ), من مدينة بغداد الى الحلة ,وكانت الدراسة الحوزوية في الحلة محطة اخرى اضافت اليها معلما اخر من معالم الحضارة والمعارف العلمية ,وكونت منبرا حرا للأجيال لتروي شغف المثقف الحلي ,الذي عاش ادوارا وواكب مسيرة التحدي في مواجهة التسلط الاستعماري ,وقد ولدت هذه الحوزة الادباء والعلماء والسياسيين ,الذين حملوا راية الفكر والثقافة وعملوا على نشر مختلف العلوم والمعارف ,حيث شكلت المدارس الادبية بمختلف تسمياتها اللبنة الاساسية لبناء حضارة علمية وجيل واع ,عاصر الاحداث والمتغيرات التي مثلت السمة الخاصة بالمدينة وحركتها الثقافية ,وقد انبرت النخبة المثقفة الحلية في مواجهة الاوضاع السائدة في البلد بشكل عام و الحلة بشكل خاص ,والتي أججت المشاعر والمسؤولية الوطنية لدى ابناء المدينة.
كان لاختيار سنوات الدراسة (1946_1958), أهمية لما تحمله من احداث ومتغيرات سجلتها جماهير الحلة , وما شهده الشرق الاوسط والعراق من تطورات سياسية مهمة على كافة المستويات ,والتغيير السياسي لبريطانيا اتجاه العراق ,وما نتج من تعاقب الحكومات الموالية للسياسة البريطانية ,حيث القت بضلالها على المجتمع العراقي و الحلي بشكل خاص و التي ادت الى قيام ردود الفعل والانتفاضات حتى الوصول الى التغيير في الرابع عشر من تموز 1958 ,والتي شملت عددا من الاحداث المهمة في تاريخ العراق المعاصر ,إذ إنَّ التطورات السياسية بعد الحرب العالمية الثانية_ ايلول 1939- ايلول 1945) وانتشار الوعي الوطني والثقافي ,وظهور الحركات الوطنية التي جسدت مطالبها بإجراء الاصلاحات السياسية والاقتصادية والثقافية , وحينما تغاضت الفئة الحاكمة عن الاستجابة, لجأت الحركة الوطنية الى استخدام التظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات الجماهيرية لأجل ارغام السياسة الحكومية على الاستجابة الى مطاليب الجماهير العراقية عامة , وكان للنخبة المثقفة الحلية موقفا من ذلك.
عبرت الدراسة عن مدة تاريخية مهمة تعرضت بها الحركات الوطنية الى ضروب العناء , و كانت للنخبة الحلية المثقفة موقفها البارز في قيادة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ,وان الدراسة تسهم في توثيق المواقف الوطنية للأجيال , لحاضر ومستقبل الحلة خاصة والعراق عامة ,ولتضيف عزيمة واعتزاز في امكانية التغيير والاصلاح لما قد يحل في البلاد من تشابه في الادوار الاستعمارية ,ليبقى سجل الذاكرة العراقية حاضرا ملبيا للنداء الوطني ,ويغني التراث الرسالي والحضاري بعنفوان واعتزاز وهو يسجل بريق امل يمد مسيرة الشباب والشعب للتجدد والنهوض .
قسمت الدراسة التي اعتمدت المنهج التاريخي التحليلي الى مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وخاتمة وقائمة مصادر وملخص باللغة الانجليزية , شمل التمهيد نبذة تاريخية عن الحلة من حيث تسميتها ,موقعها ,و مكوناتها الاجتماعية ,والاعمال السائدة و المناطق التابعة لها , وقد احتوى الفصل الاول على مبحثين تناول المبحث الاول روافد البناء الفكري للنخبة الحلية المثقفة مثل المناخ والموقع والوضع الاقتصادي والنهضة العلمية ,وكذلك الاسر الحلية الادبية والعلمية ودور المدارس التي انتشرت في المدينة و الحلقات التي اتخذت من بيوتات اصحابها و المساجد فيها اماكن للدرس والشخصيات الي عرفت بأسمائها المدارس ,واشهر البيوت والاسر ودورها الثقافي في وعي المثقف الحلي وفكره السياسي والانساني ,اما المبحث الثاني ,فقد شمل على اوضاع الحلة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية و اثرها في تكون النخبة المثقفة الحلية من بداية تأسيس المملكة العراقية حتى 1945, وظروف وانعكاس السياسة البريطانية على الاوضاع العامة في البلد والحلة خاصة,.
احتوى الفصل الثاني على ثلاثة مباحث تطرق الاول الى مجمل الاحداث العامة (الاقتصادية و الاجتماعية ) و موقف النخبة الحلية منها , اما المبحث الثاني فقد تطرق الى موقف النخبة الحلية المثقفة من معاهدة بورتسموث 1948, ناقشت التحولات التي حدثت بعد الحرب العالمية الثانية ايلول 1945,واثرها في التاريخ والشارع العراقي والحلي بشكل خاص ,وكيف تعاملت حكومة نوري السعيد مع المتظاهرين والشعب الرافض لمعاهدة (بورتسموث), كما واوضح الحوادث العربية الخاصة بفلسطين والموقف الحلي من ذلك ,وقد احتوى المبحث الثالث على احداث انتفاضة 1952 و موقف النخبة الحلية المثقفة منها , وم موقف الاحزاب الوطنية من ذلك ,واشار الى تأثير الاحداث الدولية على الشارع العراقي والحلي خاصة , و مواقف الحكومة العراقية منها ,وكيف عززت المشاركة الشعبية للمنظمات والنخب الحلية المثقفة و موقفها الوطني الداعم للثورة .
تناول الفصل الثالث موقف النخب الحلية المثقفة من التطورات السياسية في العراق 1953-1958 م, حيث تناول المبحث الاول موقف النخبة الحلية المثقفة من حلف بغداد 1955م , في غمار مواجهة القوى الوطنية للسياسات الاستعمارية في الشرق الاوسط والعراق ,قد وقف المثقف الحلي بكل قوة وصلابة لرفض الحلف والابتعاد عن اثاره السلبية من خلال التظاهرات والمواقف الكثيرة التي نسجت التناغم بين الحليين من فئات المجتمع المختلفة , كما ناقش المبحث الثاني الحدث المهم في الساحة العربية الا وهو العدوان الثلاثي على مصر وكيف تفاعل الشعب العراقي والنخب الحلية مع موقف الحكومة العراقية معبرين عن ذلك بانتفاضة 1956م,وتأييدهم ومشاركتهم تأميم قناة السويس في مصر بينما تناول المبحث الثالث موقف النخبة الحلية المثقفة من المشاريع الدولية ومشروع ايزنهاور 1957م,وما تم من اساليب للوقوف ازاء هذا الحدث , بينما تناول المبحث الرابع موقف النخب الحلية وجماهير المدينة من التغيير الكبير الذي حدث في الرابع عشر من تموز والتحول من الحكم الملكي الى الجمهوري ,وما رافق ذلك من حوادث مهمة ,عبر فيها المثقف الحلي عن دوره في معالجة القضايا للحفاظ على مكتسبات التغيير ,وما شهده الشارع الحلي.
The position of the intellectual elite on the general situation in Hilla (1945-1958)
Introduction
The modern and contemporary history of Iraq in general is full of important events that are related to our lives in the cultural, social and political aspects. It deserves to make efforts in research and study, due to its importance in the present and future path of Iraq. Therefore, the study came to document an important aspect of Iraqi history that was embodied by the elite intellectuals . The for an important period of the history of our life between the years 1946-1958, and the choice of the topic came because of the importance of writing down the incidents and news of peoples for this active and important period in the movement of history in an Iraqi city that is very important in its civilizational and historical existence, and to record the will of the citizen and his cultural awareness in change and reform And that one of the reasons that prompted the researcher to choose the topic is his feeling of the importance of documenting an important time period that embodied the situations and events witnessed in the city of Hilla in particular and Iraq in general, especially that it came after the end of World War II and the many effects it caused on the social, cultural and political reality of the local community in particular particular.
The city of Hilla has a special importance, as it is the heir to Babylon, the owner of the oldest civilizations, where the first obelisk in history was drawn, that is the obelisk of Hammurabi, which presented the world with a system of human rights and duties.
Hilla has experienced important changes throughout its civilizational history, as the Mongol invasion of Baghdad in the year 1258 AD recorded an important historical turning point, and after the advent of Sheikh Ali bin Muhammad bin Shahryar in the year 562 Ah , he transformation of scientific center (the Hawza) from the city of Baghdad to Hilla, and the seminary study was in Hilla was another station It added to it another landmark of civilization and scientific knowledge, and it formed a free platform for generations to narrate the passion of the intelligent