نمطية الاقتصاد المكي في عصر النبوة وأثره في الحياة العامة حتى عام 11ه

اطروحة دكتوراه

اسم الباحث : نورة كريم زغير

اسم المشرف : أ.د. عمار محمد يونس

الكلمات المفتاحية :

الكلية : كلية التربية للعلوم الانسانية

الاختصاص : فلسفة التاريخ الاسلامي

سنة نشر البحث : 2022

تحميل الملف : اضغط هنا لتحميل البحث

قال تعالى: ﱡﱁ ﱂﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌﱍﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔﱕﱠ( ).
الحمد الله على ما انعم وله الشكر على ما الهم، والثناء بما قدم، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين واشرف المرسلين ابي القاسم محمد واله الطيبين الطاهرين وبعد…
لم يعرف الاقتصاد المكي الفلاحة والزراعة على نطاق واسع خلال حقبة الجاهلية( )، ما قبل القرن السابع الميلادي، إذ أن بذرة الاقتصاد في مكة المكرمة خلال العصر الجاهلي ارتكزت على التجارة ومن ثم على باقي موارد الاقتصاد الأخرى، بعيداً عن الاقتصاد الزراعي الذي لم تكن له أرضية مناسبة لقيامه بحكم مكة المكرمة أرضها غير صالحة للزراعة، فقد كانت العوامل المناخية وطبيعة التضاريس تتحكم بصورة رئيسية في ادارة النشاط الاقتصادي، فضلا عن ان النشاط الصناعي الذي كانت فيه مكة المكرمة تعد مركزاً مهماً من مراكز الصناعات لمكانتها السياسية والاجتماعية علاوة على مكانتها الاقتصادية، وهنا يطرح تساؤل في ظل هذه الظروف ماهو نمط الاقتصاد السائد في مكة…؟ وهل ان التفكير الاقتصادي له القدرة على توليد وخلق مشاريع اقتصادية انتاجية تخدم واقع المجتمع المكي..؟ وهل الامكانيات المتوفرة كافية في تحفيز التفكير الاقتصادي الذي تحكمه العادات والتقاليد الموروثة على ايجاد فرص الانتاج للفرد والتحكم في ادارة الاقتصاد…؟ وكيف اثرت على الحياة العامة هذه التساؤلات وغيرها حفزت الباحثة على الخوض في موضوع الاطروحة الذي يحمل عنوان, (نمطية الاقتصاد المكي واثره في الحياه العامة حتى سنة 11هـ/ 632م)، والذي تفضل الدكتور زمان عبيد وناس بطرح فكرته وقد نالت اعجاب الباحثة.
خصوصاً ان الموضوع سوف يدرس من ناحية النمطية الفكرية ودورها في النشاط الاقتصادي وليس من ناحية سرد احداث تاريخية معروفة تخص الوضع الاقتصادي الذي شهدته مكة، أعتمد الاقتصاد المكي في الجاهلية بإطاره البدائي على الكسب المالي والذي اختصت به فئة معينة لتكون المتحكم في ادارة دفة الامور في مكة، وبدوره ينعكس على الوضع الاجتماعي وظهور التمايز الطبقي، بغض النظر عن تخريج الطاقات الكامنة في المجتمع.
وهذا يعود للحياة التي مارسوها والتي تتطلب توفير الاحتياجات الضرورية للعيش دون غيرها، وهذا الامر لم يحقق النمو المطلوب لتنمية الافكار وتطويرها للوصول الى نتاج فكري اقتصادي متمكن.
وقد واجهت الدراسة بعض الصعوبات من حيث تناثر المعلومات التي تخص موضوع الدراسة بين المصادر المتنوعة من كتب تاريخية وكتب السيرة والمغازي وكتب التراجم وكتب الجغرافية.
وقد اقتضت طبيعة الدراسة تقسيمها الى ثلاثة فصول، حمل الفصل الاول عنواناً: (الحياه الاقتصادية في شبه الجزيرة العربية قبل الاسلام)، درسنا فيه الاوضاع الاقتصادية في جزيرة العرب قبل الاسلام بشكل عام وفي مكة بشكل خاص, وتضمن مبحثان جاء عنوان المبحث الاول: (نمطية النشاط الاقتصادي)، ناقشنا فيه تعريف النمطية والوضع الاقتصادي كالزراعة والرعي والحرف والصناعات، فيما تناولنا في المبحث الثاني الذي جاء بعنوان: (أحوال مكة الاقتصادية)، درسنا فيه اقتصاد مكة من حيث الاحوال الاقتصادية لها، والمكانة الاقتصادية ومعرفة الانشطة التجارية التي كانت تمارسها، من حيث الاهمية وكيف زاولت قريش التجارة والكيفية التي تكون بها الاسواق من رواج وكساد وصفقات تجارية ومخازن التجار وانماط البيع.
اما الفصل الثاني جاء بعنوان: (العلاقة بين الانتاج النمطي وتطور الاقتصاد المكي)، درسنا فيه العلاقة بين الانتاج النمطي والاقتصاد المكي, وتضمن مبحثين، جاء المبحث الاول بعنوان: (دور الاسلام في تنظيم اقتصاد مكة), ناقشنا فيه عوامل الانتاج الاقتصادي وكيفيه بناء الفرد المحرك الرئيسي للإنتاج، واساسيات الاقتصاد المكي، والعلاقة بين الفرد والخالق في عملية الانتاج وموقف الفرد المكي اتجاه هذه العلاقة، اما المبحث الثاني جاء بعنوان: (تطور الاقتصاد المكي), سلطنا الضوء فيه على مواجهة الفرد المكي للمستجدات وتحديداً مدينة مكة ودور العمل في الانتاج وانواع العمل التي قسمت الى زراعي ورعوي وصناعي وتجاري.
اما الفصل الثالث جاء بعنوان: (نمطية الاقتصاد المكي في عصر النبوة)، وتضمن مبحثان، جاء المبحث الاول بعنوان: (نمطية الأقتصاد المكي)، سلطنا الضوء فيه على تعريف الاقتصاد وتوضيح كيفية تم تنميط الاقتصاد المكي، اما المبحث الثاني فقد جاء بعنوان: (الأنماط السائدة في أقتصاد مكة)، فقد درسنا مميزات نمطية الاقتصاد المكي في العهد النبوي ومنها النقد والصيرفة، كذلك نمطية المكاييل والاوزان في عهد النبوة، كما سلطنا الضوء على المعادن والاحجار الكريمة في الحجاز واليمن وأثرها على نمطية اقتصاد مكة كالمعادن والاحجار الكريمة.
وقد استندت الباحثة في بحثها الى العديد من المصادر والمراجع المهمة، في مقدمتها القران الكريم الذي يعد مصدرا مهما غني بالمعلومات التاريخية الذي اسهم في اغناء الدراسة بالروايات الاقتصادية الدقيقة التي نزلت بأياته تخاطب العقلية المكية.
كما ان كتب التفسير كانت ذات اهمية كبيرة في توفير المعلومات المهمة فيما يخص تفسير العديد من الآيات القرآنية الكريمة، والتي رفدت الدراسة بمعلومات تخص واقع المجتمع المكي، ولعل من أهم كتب التفسير التي اعتمدت عليها الباحثة كتاب “جامع البيان عن تأويل آي القرآن” للطبري، ويعد هذا الكتاب من الكتب المهمة لأهميته الكبيرة ولان الطبري كان مفسرا ومؤرخا الامر الذي اعطى قيمة كبيرة للمعلومات الواردة في تفسيره.
وافادت الباحثة من عدد من كتب السيرة والمغازي مثل كتاب (المغازي), للواقدي (ت: 207هـ/822م), فقد اختص بذكر الكثير من المعلومات المهمة حول القوافل التجارية لمدينة مكة من خلال ذكره الغزوات والسرايا للمسلمين التي حاولت اعتراض هذه القوافل التجارية، اما كتاب (السيرة النبوية) لابن هشام (ت: 218هـ/ 833م), الذي يعد من الكتب القيمة.
اما كتاب (أخبار مكة) للأزرقي (ت: 250هـ/ 864م), من بين الكتب المهمة التي أوردت معلومات كثيرة عن الحياة العامة لمدينة مكة قبل الاسلام.
ويعد كتب التاريخ فيعد كتاب (تاريخ الطبري)، لمحمد بن جرير الطبري (ت: 310هـ/ 923م)، من اوسع المصادر التاريخية التي رفدت الدراسة بمعلومات مهمة وقيمة تخص المجتمع المكي، كما كان لعدد من كتب المعاجم اللغوية أهمية خاصة في البحث، وتكمن أهميتها في أنها ساعدت على فهم العديد من مفردات اللغة وتفسير المصطلحات، ويأتي في مقدمتها كتاب (لسان العرب), لابن منظور (ت: 711هـ/ 1312م), الذي اعتمدت عليه الباحثة كثيراً، نظراً لما يحتوي من لمعلومات وافرة التي تضمنها، وكتاب (القاموس المحيط), للفيروزآبادي (ت: 817هـ/ 1415م), وهو كتاب لا يقل أهمية عن كتاب (لسان العرب).
أما المراجع الحديثة، فقد اعتمدت الدراسة على العديد منها، وأفاد بما قدمته من وجهات نظر وتحليلات أغنت موضوع الاطروحة وأضاءت معظم جوانبه، ومن أبرزها كتاب (المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام), للدكتور جواد علي، حيث أورد مؤلفه معلومات واسعة ومفصلة عن نمطية الاقتصاد المكي، وقد أفادت الباحثة من هذه المعلومات في أكثر من فصل، بالإضافة الى المراجع الاخرى التي ذكرت في هوامش الدراسة، و الى البحوث والرسائل الجامعية والتي سيرد ذكرها في قائمة المصادر والمراجع في آخر الاطروحة، التي أفادت البحث كثيراً، وفي الختام نرجو ان تكون الاطروحة قد قدمت دراسة علمية متواضعة وما كان فيها من سداد وصواب فهو توفيق الله وما كان فيها من هفوات فهو من قصور النفس والله ولي التوفيق.

Rp-The pattern of the Meccan economy in the era of prophecy and its impact on public life until the year 11 AH.pdf

Abstract
The Meccan economy did not know agriculture and agriculture on a large scale during the pre-Islamic era, before the seventh century AD, as the seed of the economy in Makkah Al-Mukarramah during the pre-Islamic era was based on trade and then on the rest of the other resources of the economy, away from the agricultural economy that did not have Suitable ground for him to rule Makkah Al-Mukarramah, its land is not suitable for agriculture, as the climatic factors and the nature of the terrain mainly control the management of economic activity, in addition to the industrial activity in which Makkah Al-Mukarramah was an important center of industries due to its political and social status in addition to its economic status, and here A question arises in light of these circumstances, what is the prevailing economic pattern in Makkah…? Does economic thinking have the ability to generate and create productive economic projects that serve the reality of the Meccan society? And are the available capabilities sufficient to stimulate economic thinking that is governed by inherited customs and traditions to create opportunities for production for the individual and to control the management of the economy…? And how these and other questions affected public life motivated the researcher to delve into the subject of the thesis, which bears the title, (The typicality of the Meccan economy and its impact on public life until the year 11 AH / 632 AD), which Dr.
Especially since the topic will be studied in terms of intellectual stereotypes and their role in economic activity, and not in terms of narrating well-known historical events related to the economic situation witnessed by Makkah. And, in turn, is reflected in the social situation and the emergence of class distinction, regardless of the graduation of the latent energies in society.
This is due to the life that they practiced, which requires the provision of the necessary needs for living without others, and this matter did not achieve the required growth for the development of ideas and their development in order to reach an empowered intellectual and economic product.
The study faced some difficulties in terms of the scattering of information related to the subject of the study among various sources such as historical books, biography books, epics, biographies, and geography books.
The nature of the study required that it be divided into three chapters. The first chapter bore the title: (Economic Life in the Arabian Peninsula before Islam), in which we studied the economic conditions in the Arabian Peninsula before Islam in general and in Mecca in particular. For economic life), in which we discussed excerpts from the economic situation such as agriculture, grazing, crafts and industries, while we dealt with the second topic, which came under the title: (Makkah Economic Conditions), in which we studied the economy of Makkah in terms of its economic conditions, and the economic status and knowledge of the commercial activities that it practiced, from In terms of the importance and how the Quraysh practiced trade and how the markets were in terms of boom and bust, trade deals, stores of merchants and sales patterns.
As for the second chapter, it was entitled: (The relationship between standard production and the development of the Meccan economy), in which we studied the relationship between standard production and the Meccan economy, and it included two topics. Production, the basics of the Meccan economy, the relationship between the individual and the creator in the production process, and the position of the Meccan individual towards this relationship. It was divided into agricultural, pastoral, industrial and commercial.
As for the third chapter, it was titled: (Systemology of the Meccan Economy in the Age of Prophecy), and it included two topics. It came under the title: (Prevailing Patterns in the Economy of Makkah). We have studied the prevailing economic patterns, stereotypes of usury, stereotypes of trade and patterns of commercial dealings.