الآلية الجزيئية للسرطان

م.م. كرار حسين حنيت
أ.د. ياسمين خضير خلف
أ.د. رشا عبد الأمير جواد
كلية التربية للعلوم الصرفة – قسم علوم الحياة

يحدث السرطان بسبب الأحداث الجزيئية التي تنطوي على تفاعلات بين الجينات المسؤولة عن دورة الخلية والمسرطنات وتسمى العملية بالتسرطن وتُعرف أيضًا باسم تكوين الاورام وهي عملية متعددة الخطوات تتضمن طفرة او طفرات متسلسلة تؤدي إلى تكاثر الخلايا بشكل غير طبيعي وتمتاز الخلايا الناتجة بقدرتها على الانقسام المستمر والهروب من الجهاز المناعي وايضاً لها القدرة على غزو الانسجة الاخرى (Diori Karidio & Sanlier, 2021). اذ يتم التحكم بدورة الخلية من خلال أنشطة العديد من الجينات و الحواجز checkpoints والتي تحدد فيما إذا كانت الخلية بها تلف في الحامض النووي أو لديها مشاكل في آلية دورة الخلية ولا تسمح إلا للخلايا الطبيعية بالاستمرار، وإن الجزيئات الرئيسية المستخدمة في الحواجز هي السايكلين المعتمد على الكاينيز cyclin-dependent kinases (Cdks) أما الخلية السرطانية لا تستجيب للإشارات المعتادة وتنقسم دون قيود (Bisteau et al., 2014). ينتج عدم الاستقرار الجيني في الخلايا السرطانية بسبب تراكم الطفرات في الحامض النووي والتي يمكن أن تكون هذه الطفرات في الخلايا الجرثومية او الجسمية لكن تنجم غالبية الأورام الخبيثة عن الطفرات الجسمية التي تحدث بسبب عوامل داخلية وبيئية مختلفة إذ إن الجينات الكابحة للورم (Tumor suppressor genes) والجينات الورمية الاولية (Proto-oncogenes) هما فئتان رئيسيتان من الجينات التي تتغير عادة في السرطان ويعد اختلال التوازن بين تنشيط وتعطيل هذين النوعين من الجينات يؤدي دورًا رئيسيًا في تطور السرطان (Alqahtani et al., 2019).
تعد الجينات الكابحة للورم (مضادات الأورام) متنحية وتعمل كجينات قابلية للإصابة بالسرطان ويتم التعبير عنها في الخلايا الطبيعية وتنظم تكاثر الخلايا وتمايزها ويمكن أن تمنع هذه الجينات الخلايا من دخول دورة الخلية وتحفز التمايز النهائي وموت الخلايا المبرمج وهي ضرورية للحفاظ على سلامة جينوم الكائن الحي وتثبيط نمو الورم والجينات p53 و Rb و p21 و PTEN هي أكثر الجينات المضادة للأورام شيوعًا (Grabinski et al., 2012). أما الجينات الورمية الأولية تنشط الخلايا لتدخل في دورة الخلية وتمنع موت الخلايا المبرمج وتمنع التمايز وفي الخلايا السليمة يتم التعبير عنها عند مستويات منخفضة جدًا ولا لكن يمكن أن تتسبب التأثيرات البيئية مثل الإشعاع المؤين والأضرار الفيزيائية والمواد الكيميائية في حدوث طفرات جينية في هذه الجينات مما يؤدي إلى تنشيط الجينات الورمية الأولية الى الجينات الورمية وفي سرطان الكبد يعتبر بروتين N-ras أكثر الجينات الورمية الأولية شيوعًا (Chen & Wang, 2015).
المصادر:-
Alqahtani, A., Khan, Z., Alloghbi, A., S. Said Ahmed, T., Ashraf, M., & M. Hammouda, D. (2019). Hepatocellular Carcinoma: Molecular Mechanisms and Targeted Therapies. Medicina, 55(9). https://doi.org/10.3390/medicina55090526
Bisteau, X., Caldez, M. J., & Kaldis, P. (2014). The Complex Relationship between Liver Cancer and the Cell Cycle: A Story of Multiple Regulations. Cancers, 6(1), 79–111. https://doi.org/10.3390/cancers6010079
Chen, C., & Wang, G. (2015). Mechanisms of hepatocellular carcinoma and challenges and opportunities for molecular targeted therapy. World Journal of Hepatology, 7(15), 1964–1970. https://doi.org/10.4254/wjh.v7.i15.1964
Diori Karidio, I., & Sanlier, S. H. (2021). Reviewing cancer’s biology: an eclectic approach. Journal of the Egyptian National Cancer Institute, 33(1), 32. https://doi.org/10.1186/s43046-021-00088-y
Grabinski, N., Ewald, F., Hofmann, B. T., Staufer, K., Schumacher, U., Nashan, B., & Jücker, M. (2012). Combined targeting of AKT and mTOR synergistically inhibits proliferation of hepatocellular carcinoma cells. Molecular Cancer, 11, 85. https://doi.org/10.1186/1476-4598-11-85