أ.م. د. محمد وسام المحنا
زبيدة محمد ناظم الموسوي
كلية التربية للعلوم الصرفة -قسم علوم الحياة
تعد الأسماك العراقية المحلية مصدرًا للاستهلاك اليومي في حياة الإنسان؛ لأنها تحتوي على قيمة غذائية عالية فضلاً عن الفوائد الصحية في عضلاتها (1)، والتي تمثل غذاءً صحيًا طازجًا للإنسان (2). صنف الأسماك العظمية من أكبر الأصناف انتشارًا وتنوعًا في البيئات المائية العذبة والمالحة فهو يضم أكثر من (20000) نوعًا (3)، تعد رتبة الشبوطيات واحدة من أهم رتب الأسماك العظمية من الناحية الاقتصادية لما لها من قيمة غذائية للإنسان (4)، يعد الكارب العشبي من السمك الشبوطي الاقتصادي؛ كونه يصل إلى أحجام كبيرة تعود بالنفع على المستهلك ويطلق عليه محليًا بالسمكة الغريبة، وينتشر في مناطق مختلفة من العالم منها أنهار الصين وهو موطنها الأصلي، ونهر الأمور في روسيا (5) وقد أدخل إلى العراق كسمكة تربية في الأحواض عام (1968م) عن طريق اليابان (6)، فضلاً عن استهلاكها الواسع في السوق العراقية (7)، سمك الكارب الفضي موطنه يتوزع من نهر الأمور في الإتحاد السوفيتي السابق وحتى البحيرات والأنهار الكبيرة في الصين وشمال فيتنام ويطلق عليه محليا بالمبروك الفضي أو الرأس الأمامي السميك (8)، تم إدخاله إلى العديد من البلدان ومنها الأنهار الكبيرة جنوب العراق، وأول تسجيل له كان في العام (1968م) لكي يستخدم في المزارع السمكية (9)، إن المشاكل التي تواجه عالمنا يوميا تمثلت بشكل بارز بزيادة عدد البشر وهذا يرافقه الزيادة على طلب للغذاء بكافة أشكاله وألوانه ( 10)، وقد تصدى الباحثون لمعالجة مشكلة النقص الغذائي وبالخصوص البروتيني في المحاولة الجادة والحقيقية التي أضحت تهدد الأمن الغذائي للعالم النامي ، فقد بادرت الدول العظمى لحل هذه المشكلة عن طريق تقنيات متطورة لزيادة الإنتاج، وبحثت عن مصدر جديد خلاف الكثير من الدول التي لم تتخلص من هذه المشكلة كالنامية منها ، وتتمثل هذه المشكلة بالنقص البروتيني مع غلاء سعره لذلك أصبحت نظرة العالم متجهة نحو ثروة الأسماك لمعالجة هذا النقص في بروتينها الحيواني بعد زيادة أعداد البشر بصورة كبيرة مع النقص بالمورد الطبيعي (3) .
إن العراق يمتلك منخفضات مائية تقدر بـ(5%) من المساحة الكاملة له، وتتمثل بنهر الفرات ودجلة والروافد التابعة لهما مع الأهوار، والخزانات، والبحيرات وشط العرب، وشبكات البزول الكبيرة، وهذه تمتد من الشمال إلى الجنوب عند ملتقى خليج العرب تتخللها أحواض صناعية منتشرة بصورة كبيرة في الوسط والجنوب متخصصة لتربية وإكثار الأسماك، ولو استغلت بصورة مثالية؛ لكانت كافية لسد الحاجات اليومية وتزيد على ذلك (11).
إن لحم الأسماك يعد من الغذاء الجيد والمهم للإنسان الذي يتناوله بصورة مستمرة أو يومية فهو مجهز جيد للغذاء يصل لنسبة (63%) لبروتين الحيوان في العالم، وتم وصف بروتينه كبروتين عالي النوعية بالمقارنة مع البروتينات الأخرى المشتقة من الحيوانات، وإن نسبة بروتينه سهلة الهضم وتقدر هذه النسبة بـ(85-90%) (12).
إن المعدن الدقيق مصدره الأفضل والأمثل هو لحم السمك وهذا قد لا يتوفر في مصادر أخرى من اللحوم (13)، ولو جرت المقارنة مع معادن أخرى نجد أن الامتصاص يكون غير كافياً بالنسبة لعنصر الكالسيوم في الجسم ، فمقدار ما يمتص حوالي (25-30%)(14)، ويجهز هذا العنصر من مشتقات الحليب والأسماك مع عظامها، ولوحظ بأن امتصاصه من السمك يوازي الامتصاص من الحليب الخالي من الدسم (15)، وقد تحتوي لحوم الأسماك أيضاً على غيره من المعادن الأخرى كالسلينيوم ،والفسفور، والحديد، والزنك، والبوتاسيوم، واليود ( 14)؛ ولهذه الأسباب كثر الاستهلاك للحوم السمكية خلال العقود الأخيرة (16)، لما له من الأثر الإيجابي على الإنسان وصحته ( 17) ، فهو يحتوي على الأساس من الحامض الأميني الذي لا يمكن تخليقه داخل الجسم البشري (18).
المصادر
1. منصور، عقيل جميل. (2005). دراسة مقارنة لبعض الجوانب المظهرية والنسيجية لبعض الأسماك المحلية في جنوب العراق. أطروحة دكتوراه، كلية التربية، جامعة البصرة: صفحة 145.
2.Sidhu, K. S. (2003). Health benefits and potential risks related to consumption of fish or fish oil. Regulatory and pharmacology; 38: 336-344.
3. المحنّا، محمد وسام حيدر. (2015). دراسة مقارنة للغلاصم وبعض الخصائص النسجية للعضلات الهيكلية الجانبية في نوعين من الأسماك العظمية العراقية. أطروحة دكتوراه، كلية التربية للعلوم الصرفة، جامعة كربلاء، صفحة 134.
4. الحميري، جمعة خليفة أحمد ثالث. (2010). الأسماك والحياة البرية. هيئة التنمية والمعرفة البشرية في دولة الأمارات العربية المتحدة: صفحة 258.
5. Bardach, J.E., Ryther, J.H., and Melarney, W. O. (1972). Aquaculture and Farming and husbundary of freshwater and marine organisms. Wiley interscince, Inc.N.Y., 868pp.
6. Shireman, J.V., and Smith, C.R. (1983). Synopsis of biological data on the grass carp Ctenopharyngodon Idella FAO. Fish Synopsis (135). 86pp.
7.الأمين، محمد الأمين حمزة. (2001). استخدام تقنيات إدارة مختلفة في إنتاج زريعة اسماك الكارب العشبي ctenopharygodon Idella والكارب الفضي hypophthalmichthys molitrix، أطروحة دكتوراة كلية الزراعة، جامعة البصرة، العراق: 96 صفحة.
8. Xie, P., and Chen, Y. (2001). Invasive carp ain China’s Plateau lakes. Science., 224:999-1000.
9. Coad, B. w., (2010). Fresh water fishes of Iraq, Canadian Museum of Nature, p. o. Box344, stationd., Ottawa, Ontario, Canada., k1p6p4.
10. الخالدي، عبد السلام بن عبد الهادي بن محمد الزيد. (2005). تأثير التغذية بمستويات مختلفة من تفل الزيتون على نمو سمك البلطي النيلي Oreochromis nicloticus. رسالة ماجستير، كلية العلوم، جامعة الملك سعود، المملكة العربية السعودية: صفحة 136.
11.العزاوي، احمد جاسم محمد. (2004). دراسة بيئة العوالق النباتية في مبازل الجزء الشمالي للمصب العام. رسالة ماجستير، كلية العلوم، جامعة بغداد.
12. Islam, M.N., and Joadder, M.A.R. (2005). Seasonal variation of the proximate composition of freshwater Gobi, Glossogobiusgiuris (Hamilton) from the River Padma. Pak. J. Bio. Sci., 8 (4): 532 536.
13. Food and Agriculture Organization (FAO). (2010). The Department of Fishery and Aquaculture, Rome., 204 pp.
14. منصور، عقيل جميل. (1998). دراسة لعضلات وغلاصم ثلاثة أنواع من رتبة الصابوغيات Clupeiformes. رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة البصرة: 85 صفحة.
15. Mozaffarian, D., and Rimm, E.B. (2006). Fish intake, contaminants, and human health: evaluating the risks and the benefits., JAMA., 1(296): 1885-99.
16. Food and Agriculture Organization. (FAO). (2016). The State of World Fisheries and Aquaculture, Rome., 200 pp.
17.Tilami, S. K., Sampels, S., Krejsa, J., Masilko, J., and Mraz, J. (2018). The Nutritional Value of Several Commercially Important River Fish Species from the Czech Republic. eerJ. 6. 10.7717/peerj.5729.
18. Oluwaniyi OO, Dosumu OO, Awolola GV. (2010). Effect of processing methods (boiling, frying and roasting) on the amino acid composition of four marine fishes commonly consumed in Nigeria. Food Chem., 123: 1000–1006