تلوث البيئة وأثره في صحة الإنسان

د. محمد ناظم بهجت البياتي
أ.د. حميدة عيدان سلمان الفتلاوي
زهراء محمود شاكر سعيد

كلية التربية للعلوم الصرفة /قسم الكيمياء

يُطَلقُ على عمليةِ الاخلال بالتوازن الطبيعي للبيئة والذي يؤثر في حياة الكائنات الحية مصطلح ( التلوث البيئي ). ويواجه الإنسان في عصرنا الحالي مشكلة كبيرة هي تلوث البيئة، مما يوجب تظافر جهود الجميع للحد من الآثار السلبية الناتجة عن ذلك. إن الإنسان له دور واضح في زيادة المخاطر من خلال نشاطاته المختلفة التي أصبحت تهدد الحياة البشرية [1]، تُعدُّ الإدارة السليمة للنفايات الخطرة جزءًا لا يتجزأ من حماية التربة و الهواء والمياه من التلوث. وتشمل الإدارة البيئية السليمة للمواد الخطرة ممارسات المناولة والتخزين المناسبة التي تقلل من المخاطر على الأفراد وتقليل توليد النفايات , التلوث البيئي أحد أكثر المشاكل خطورة على البشرية ، وعلى أشكال الحياة الأخرى التي تدبُّ حاليًا على كوكبنا , تهدد ملوثات الماء والتربة قدرة المزارعين على إنتاج الغذاء الضروري لإطعام سكان العالم ، كما تهدد الملوثات البحرية الكثير من الكائنات العضوية البحرية [2]. والتلوث يكون على عدة انواع ومنها:
1 – (تلوث الهواء) يُقَصدُ بتلوثِ الهواءِ انطلاق الغازات المختلفة والمواد الصلبة الدقيقة، والسوائل المتناثرة إلى الغلاف الجوي بمعدلات عالية تتجاوز قدرة البيئة على تبديدها و تخفيفها و امتصاصها ، وقد تسبب تراكيز هذه المواد في الهواء العديد من المشاكل الصحية والاقتصادية وبعض المشاكل الجمالية غير المرغوب فيها , إنّ ظاهرة تلوث الهواء ليست جديدة وتعود إلى العصور الوسطى. إن مصادر تلوث الهواء تشمل: المصادر الطبيعية ، والمصادر التي من صنع الإنسان. والمصادر البشرية لتلوث الهواء أكثر خطورة على صحة الإنسان من المصادر الطبيعية وبالتحديد (وسائط النقل والصناعة)، وأن هناك العديد من الأمراض التي لحقت بالإنسان جراء التلوث أهمها الأمراض الجلدية والعيون وأمراض الجهاز التنفسي و أمراض القلب, وبما ان الهواء عنصر أساسي لهذه الحياة ، وتلوث هذا العنصر يؤثر كثيراً في جهات عدة ، منها آثاره على الإنسان , واثارها على البيئة وغيرها , لذا يجب الحَدُّ من هذه الظاهرة. [3]
2 – (تلوث التربة) يُشير مصطلح تلوُّث التربة إلى تراكم بعض المواد مثل: المركبات السّامة، والأملاح، والمواد الكيميائيّة ، والمواد المشعّة، وجميع العوامل المسببة للأمراض في التربة، والتي تؤثر سلباً على كل من نمو النباتات وصحة الحيوانات والإنسان ويعود السبب في وجود مثل هذه الملوّثات في التربة إلى الأنشطة البشرية ، إلّا أنّها يُمكن أن تتكون بشكل طبيعي ، مثل تراكم العناصر المعدنية في التربة بتراكيز أكبر عن الحد المسموح به ، ويُشكّل تلوث التربة خطراً خفياً على البيئة ,إذ يصعب بشكل مباشر تحديد ما إذا كانت التربة ملوّثة أم لا بالعين المجرّدة,[4], ومن العوامل التي تؤدي إلى تلوّث التربة هي: تسرّب النفايات من المكبّات الخاصة بها إلى التربة, وتفريغ نفايات المصانع في التربة. نفاذ المياه الملوّثة إلى التربة, وانفجار صهاريج التخزين الموجودة تحت الأرض , واستخدام المبيدات الحشرية والأسمدة بشكل مبالغ فيه, وتسرّب النفايات المنزلية الصلبة إلى التربة. هناك بعض الحلول للتحكم في تلوث التربة منها تقنيات الاستخراج والفصل , الطرق الحرارية , الطرق الكيميائية ,طرق المعالجة الميكروبية ,إعادة استخدام بعض المواد وإعادة تدوير المواد وغيرها [5].
3 – (تلوث المياه) التّلوث المائي هو كل تغيير في الصفات الطبيعية للماء من خلال إضافة مواد غريبة تسبب تعكيره أو تكسبه رائحة أو لوناً أو طعماً ، وقد تكون الميكروبات مصدراً للتلوث, تحتوي المياه الملوثة على مواد غريبة عن مكونها الطبيعي، قد تكون صلبة ذائبة أو عالقة، أو مواد عضوية أو غير عضوية ذائبة، أو مواد دقيقة مثل البكتيريا أو الطحالب أو الطفيليات، مما يؤدي إلى تغيير خواصه الطبيعية أو الكيميائية أو الأحيائية، مما يجعل الماء غير مناسب للشرب والاستهلاك المنزلي، كذلك لا يصلح استخدامه في الزراعة أو الصناعة, كما ان تلوث البيئة المائية له علاقة وطيدة بالتوسع الصناعي السكاني في العالم وخاصة تلك التي تقع عند شواطئ البحار والمحيطات مما ينتج عنه فقدان السيطرة والمراقبة على ما يطرح من فضلات الى المياه . ان تلوث المياه العذبة هو مُسبباً رئيسياً للأمراض والوفاة في معظم دول العالم النامي, وهنالك نوع اخر للتلوث المائي هو التلوث الطبيعي للمياه ويعبر عنه بالتلوث الذي يغير الخصائص الطبيعية للمياه، مما يجعله غير صالح للاستخدام ،وذلك من خلال تغيير درجة حرارته أو ملوحته ، أو عن طريق زيادة المواد العالقة ، سواء من أصلٍ عُضويّ أو غيرِ عضويّ، [6] . إن الماء يعتبر المصدر الرئيسي والمهم لجميع الكائنات الحية (الانسان والحيوان والنبات ) فضلاً عن أهميته الكبيرة في الجوانب الأخرى، إذ يشكل الماء نسبة 71% من الكرة الأرضية و70% من جسم الإنسان، لكن مع زيادة معدل النمو السكاني في العالم والتطور التكنولوجي المرافق للحياة المعاصرة ازدادت المشكلة الأخطر، ألا وهي مشكلة التلوث [7,8] .
المصادر:-
Smith, V. (2013). Economics of Natural & Environmental Resources (Routledge Revivals). Routledge.

‏Trip, L., & Sc, C. B. (2001). Canada-wide standards: a pollution prevention program for dental amalgam waste. JOURNAL-CANADIAN DENTAL ASSOCIATION, 67(5), 270-276.‏

Krenkel, P. A. (Ed.). (2013). Heavy Metals in the Aquatic Environment: Proceedings of the International Conference Held in Nashville, Tennessee, December 1973. Elsevier.

Hellawell, J. M. (2012). Biological indicators of freshwater pollution and environmental management: Springer Science & Business Media.

Cheremisinoff, N. P. (2003). Handbook of solid waste management and waste minimization technologies. Butterworth-Heinemann.

Swarup, R., Mishra, S. N., & Jauhari, V. P. (Eds.). (1992). Control and Sensing of Environmental Quality (Vol. 8). Mittal Publications.

Heck, W. W., Heagle, A. S., & Shriner, D. S. (1986). Effects on vegetation: native, crops, forests. In Air pollution (pp. 247-350). Academic Press.‏

Adetunde, L. A., & Glover, R. L. K. (2010). Bacteriological quality of borehole water used by students’ of university for development studies, Navrongo campus in upper-east region of Ghana. Current Research Journal of Biological Sciences, 2(6), 361-364.‏