اسم الباحث : زينب حمدي محمد صالح
اسم المشرف : ليث قابل عبيد
الكلمات المفتاحية :
الكلية : كلية التربية للعلوم الانسانية
الاختصاص : اللغة العربية واَدابها / اللغة
سنة نشر البحث : 2022
تحميل الملف : اضغط هنا لتحميل البحث
الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمُلْهِمِ عِبَادَهُ الْحَمْدَ وَفَاطِرِهِمْ عَلَى مَعْرِفتهِ، والصلاةُ والسلامُ على أركانِ التوحيدِ، مناهلِ معرفةِ اللهِ، وآياتِ قدرتهِ، وسادةِ خلقهِ محمد واله الطيبين الطاهرين.
أما بعد
فقد ظهر في النصفِ الثاني من القرنِ العشرين فرعٌ لسانيٌ جديدٌ، هو اللسانياتُ النصِّيةُ، يعملُ على تجاوزِ أُطرِ الجملةِ الواحدةِ إلى دراسةِ النَّصِ بوصفه وحدةً متكاملة شاملة، فهو لا ينصرفُ عن دراسةِ الجملةِ، بل يدرسُها بنظرةٍ مغايرةٍ، إذ تتآصرُ أجزاءُ النَّصِ وتترابطُ، فلا يُغني جزءٌ منه عن الجزءِ الآخر، بعد أنْ كانتْ الجملةُ هي الوحدةُ الكبرى في الدراساتِ اللغوية طيلة قرونٍ كثيرةٍ.
قدَّم (دي بوجراند) لعلمِ النَّصِ منهجًا شاملًا، جمعَ فيه الجهودَ السابقةَ للعلماءِ النصيين، فاقترحَ سبعةَ معايير للنصيةِ أصبحتْ أساسًا لكلِّ باحثٍ يريدُ الدخولَ إلى هذا العلمِ، اختصتْ دراستي بالمعيارينِ المختصيَنِ بالنَّصِ ذاتهِ، هما: الاتساقُ والانسجامُ.
فأصبحَ عنوانُ رسالتي هو:(الاتساقُ والانسجامُ في رواياتِ كتابِ التوحيدِ للشيخِ الصَّدوقِ (ت381ه) )، وهي دراسةٌ تطبيقيةٌ على وفقِ المنهجِ الوصفي، جاءتْ مقسمةً على تمهيدٍ وثلاثةِ فصولٍ وخاتمةٍ.
اشتملَ التمهيدُ على محورين، أولُهما: الاتساقُ والانسجامُ: المفهومُ والأثرُ، لبيانِ الوظيفةِ التي يؤديانها لتحقيقِ الاستمراريةِ التي هي صفةُ النصيةِ، والآخرُ: تعريفٌ بالشيخِ الصدوقِ بوصفهِ مصدرًا من مصادرِ الروايةِ عند الإماميةِ، والكلامُ عن توثيقهِ وإجماعِ العلماءِ على صحةِ كتبهِ واعتمادِها، ثم تخصيصُ الكلامِ في كتابهِ التوحيدِ الذي هو عينةُ الدراسة.
وجاء الفصلُ الأولُ من هذه الدراسةِ بعنوانِ: (الاتساقُ الصوتيّ والمعجميّ في رواياتِ كتابِ التوحيدِ)، مقسمًا على مبحثين: الأول: (الاتساقُ الصوتيّ)، وذلك بدراسةِ اثنين من وسائله هما: السَّجْعُ، والجناسُ، والمبحثُ الثاني: (الاتساقُ المعجميّ) الذي اشتملَ على محورين، الأول: التكرارُ، والثاني: المصاحبةُ المعجميةُ.
أمَّا الفصلُ الثاني فكان عنوانُه: (الاتساقُ النحويّ في رواياتِ كتابِ التّوحيدِ) متضمنًا ثلاثةَ مباحثَ هي: الإحالةُ، والحذفُ، والوصلُ.
وجاء الفصلُ الثالثُ تحت عنوان: (الانسجامُ في رواياتِ كتابِ التوحيدِ): مشتملًا على مبحثين، حملَ الأولُ عنوانَ:(العلاقات الدلالية)، والذي تضمّنَ سبعَ علاقاتٍ دلاليةٍ هي: السببُ والنتيجةُ، والإجمالُ والتّفصيلُ، والشرطُ والجزاءُ، والسؤالُ والجوابُ، والتقابلُ، والإضافةُ، وعلاقةُ التمثيلِ، أما المبحثُ الثاني فحملَ عنوانَ: البنيةُ النصيةُ الكبرى.
ويتكونُ كلُ مبحثٍ من هذه الفصولِ الثلاثةِ من جانبِ نظري مختصرٍ، ثم دراسة تطبيقيةِ على رواياتِ كتابِ التوحيدِ للشيخِ الصّدوقِ- رحمَه اللهُ -، وابتعدتِ الباحثةُ عن كثرةِ التنظيرِ، والتتبعِ التاريخي، لتركّزَ على التحليلِ من منظورٍ إجرائي، لكثرةِ ما كُتِبَ في مجالِ التنظيرِ، وقد تجاوز البحث أيضا الوقوف على ما ورد من هذه المصطلحات في طيات كتب التراث العربي – إلاَّ في بعض الإشارات العابرة – ليس إنكارا لجهود العلماء الاقدمين، بل لكثرة اشتغال الدارسين به، ولكونِ الدراسةِ التطبيقيةِ تقتضي كثرةَ التطبيقِ، واختصارَ التنظيرِ.
أما أهميةُ الموضوعِ؛ فتكمنُ فيما يمنحَهُ هذا الموضوعُ من قدرةٍ تحليليةٍ ومعرفيةٍ إذ إنَّ فهمَ القارئ للنصِ واستيعابَه يتوقفُ بشكلٍ كبيرٍ على فهمِ أجزاءِ النصِ وطرقِ ترابطهِ، كما أنَّ الاهتمامَ في بنيةِ النَّصِ من شأنهِ أنْ يُسهمَ في بناءِ عقليةٍ منظَّمةٍ قادرةٍ على التعاملِ المنطقي مع المعلوماتِ، وعلى اكتسابِ مهاراتٍ نصيةٍ متعدَّدةٍ، كمهارةِ الحجاجِ والاستدلالِ واكتسابِ أنواعِ التفكيرِ المنهجي.
أما سببُ اختيارِ الموضوعِ؛ فلكونِ علمِ النصِ أفضلَ نقطةٍ يلتقي عندها علمُ البلاغة وعلمُ اللغةِ مع تجاوزِ أطرِها التقليديةِ إلى علمِ الاتصالِ والتداوليةِ، فيتمكنُ الدارسُ من دراسةِ علومٍ عديدةٍ في آنٍ واحدٍ، والوقوفِ على معارفٍ متعددةٍ. وكان سببُ اختيارِ كتابِ التوحيدِ عينةً للدراسةِ دونَ غيرهِ؛ لنيلِ شرفِ التعاملِ معَ ألفاظِ رواياتِ أمراءِ الكلامِ، وسادةِ البلاغةِ والبيانِ، فضلا عن كونِها في توحيدِ الحقِ المتعالِ، فهي خيرُ ما يوقفُ عليه لنيلِ باسقاتِ تلك الغصونِ، وأشرفُ ما يصرفُ لها أوقاتَ الزمانِ، فهي نصوصٌ متسقةٌ نحويًا ومنسجمةٌ دلاليًا، وخيرُ أمثلةٍ للتطبيقِ الإجرائي.
ولكتاب التوحيد للشيخ الصدوق دراسة واحدة سابقة بعنوان: (تداولية الخطاب الديني في كتاب التوحيد للشيخ الصدوق) وهي أطروحة دكتوراه للباحث محمد صادق شمخي.
أما أهم المصادر المعتمدة في هذه الدراسة فهي: النص والسياق (استقصاء البحث في الخطاب الدلالي التداولي): فان دايك، النص والخطاب والإجراء: روبرت دي بوجراند، لسانيات النص مدخل إلى انسجام الخطاب: الدكتور محمد الخطابي، نسيج النص (بحث في ما يكون به الملفوظ نصًا): الأزهر الزنّاد، علم لغة النص النظرية والتطبيق: الدكتورة عزة شبل، نظرية علم النص (رؤية منهجية في بناء النص النثري): الدكتور حسام أحمد.
والحمد لله رب العالمين، وعليه قصد السبيل.
Rp-Cohesion and Coherence in Narratives of 'Al Tawheed' Book by Sheikh Al Sadouq ( Died 381 H.).pdf
Abstract:
The textual linguistic exceeds the individual sentence framework to the study of a whole text as a complement unit; that is its parts connect and correlate. So, each part can’t compensate the other, that it does not ignore studying the sentence, rather it studies the sentence from another view starting from the real adjectives of the part which cannot accurately be limited unless it is studied with an entire framework. De Bojrand introduced a complete approach to the text science where he collected the previous efforts of the textual scholars. So, he suggested seven textual criteria which became a base for every researcher wants to enter the text world. Therefore, the current study was devoted to the two specialized criteria of the text itself, represented by:
1. Cohesion
2. Coherence
The current study which is entitled ” Cohesion and Coherence in Narratives of ‘Al Tawheed’ Book by Sheikh Al Sadouq ( Died 381 H.)” is an applied study in accord with the analytical description. Thus, it is divided into a preface and three chapters. The preface has two sections; the first was a bout Sheikh Al Sadouq for he is considered one of the Imami Caste sources, talking about his documentation and the scholars’ agreement about the correctness and reliability of his book; then devoting the speech on his book ‘ Al Tawheed’ which is the core study. The second section was about ‘ Cohesion and Coherence’: the concept and significance to clarify their role in achieving continuity which is the textual adjective by specializing with cohesion through observing the achieved continuity in the text phenomenon by the external formal connection devices and filling the gaps that penetrate the text, while the coherence criteria is specialized by semantic continuity achieved in the text world represented in the system of concepts and the connected relations between them. The first chapter which is entitled ‘ the phonological and morphological coherence’ has two sections. The first was about the phonological coherence’ by studying two of its devices rhyme and alliteration that add to the text the continuity feature through repetition and the phonological coherence they made. The second section was about the morphological coherence that included types of repetition and the morphological accompany.
The second chapter which is entitled ‘ the grammatical coherence’ has three sections represented by conveyance, deletion, and relatives. The relative markers and the textual conveyance formed a remarkable percentage and clear hint in the narratives of’ Al Tawheed’ book among other phonological, morphological, and grammatical messages, to the extent that no test do without them.
The third chapter which was about coherence has two sections. The first was about the semantic relations which tackled seven semantic relations: cause and effect, briefing and details, conditional, questions and answers, synonyms, addition, and representation relation. The second section was about the highest textual structure, the discourse subject.
The subject significance is implied in the reader’s understanding to the text and his comprehension highly relies on understanding the text parts and its coherence ways. The interest in the text structure may participate in the building an organized mentality able to communicate logically with the information, as well inquiring multiple textual skills such as argumentation and induction skills, and inquiring types of thinking.