التوجيه النّحوي عند النّقوي (ت1440هـ) في تفسيره ضياء الفرقان في تفسير القرآن

اطروحة دكتوراه

اسم الباحث : كريم سوادي معين ناصر

اسم المشرف : جنان منصور كاظم الجبوري

الكلمات المفتاحية :

الكلية : كلية التربية للعلوم الانسانية

الاختصاص : اللغة العربية واَدابها / اللغة

سنة نشر البحث : 2023

تحميل الملف : اضغط هنا لتحميل البحث

الحمــد لله الذي أظهــر في الخــلائق فضلــه وقدرتــه، وفضّل البشــر بقيــادة الحيــاة بمــا أودع فيهــم العلــم والإنسانيــة بمنّـه وإرادتـــه، واختصّ مــن بيــن البشــر محمّداً وآلــه فجعــلهم نبــراس الهدايــة ومنبع العلم بعلمه وحكمتــه، والصلاةُ والسلامُ على المخصوصِ من الحكمـةِ، محمّد نبـيّ الرحمــة، وعلى آلــه وأصحابه أجمعيــن، ومن تبعهم بإحســان إلى يوم الدين، وبَعدُ :
إنَّ القــرآن الكــريم أشــرفُ كتــاب، وأبلـغ كـــلام علــى هــذه البَسِيطَــةَ فهــو مــن أجــلِّ النّعـم قدرًا، وأوجبها شكرًا، أعجزت آياتُه من كان البيان والإيضاح والتفصيل والوضوح في الكلام زينتهم، وفـن الكلام حيلتهم؛ ولذا عكف النحويون والمفســرون على خدمتــه والاهتمــام به، والانصراف إليه، والتفرغ له، والتفكير في أموره؛ ببيان علومه وتفسيرها، وكل علم مرتبط بكتاب الله سبحانه وتعــالى يُعدّ من أرفــعِ العلـــوم، وأشرفهــا قدرًا وأكثرها أهمية، وأسماها منزلة ورفعة شأنًا، فــإن العلوم إنما تنـال شرفهــا من شــرف ما تـرتبـط به ومن هنا فـإن علوم العربية من أرفع العلوم وأشرفها؛ لأنها ما وضعت، ولا ألّف فيها النحويون والمفسرون إلّا لِفهْمِ كتاب الله تعالى وصيانة له . فالعربية لغة شريفة، ولها مقام محترم، كرّمها الله تعالى بنزول القـرآن الكـريم بهــا، ولأن بعض تـراكيب القــرآن يكون ظاهرهــا مخالفـة للأصول التي وضعهــا النحويون واللغويــون، فعملــوا على توجيــه ما خــالف تلك الأصـــول والقـــواعـــد حتى وافقــــت تلك القــواعد، بهدف انسجـــــام النــص مع القــــاعــدة .
ويعّدُ تفسير السيد محمد تقي النّقوي المسمى ضياء الفرقان في تفسير القرآن من المصــادر الغنيــة بعلوم اللغة لما تتضمنـه من جـوانــب لغــويــة ومن قــراءات قــرآنيــة، إذ جمــع فيه بين عــلــوم القـــرآن ألفاظًــا وتراكـيـبَ وأســاليــبَ ما يجعـلــه مرجعًا لأهل اللغة والقراءات، فكــان حريًا بنا أن نقف على هــذا الكتــاب الثمين تحريـًا واستكشــافًــا لعلم هذا العــالم الجليــل الذي عُــرِف ببراعتــه في هــذا الميــدان، وكــان هذا الأمـــر أحد الأسبــاب التي أدت إلــى أن يكون موضوع هذا البحث موســوما بـ( التوجيه النّحوي عند النّقوي(ت1440ه) في تفسيره ضياء الفرقان في تفسير القرآن ) والــذي دفعنــي لانتقاء هذا التفسيــر ما حواه من مســائلَ لغويــةٍ ونحويةٍ تستحــق ُ الدراسةَ والاهتمامَ، وما في صحائفِه من أقوالِ العلمــاء الســابقيــن لـــه وآرائهـم . فضلا عن إظهــار ما خفي من هذا التفسيـــر من خــلال دراستــه من جوانبــه المختلفــة، فهو موضوع يستحق أن تكشف عن أسراره وتُجلى آثاره، يضــافُ إلى ذلك قلــة البحـــوث والدراســـات حـولــه، وقــد تكــون هــذه الدراســة الأولى في هــذا التفسيــر، وربّمـا مــردُّ ذلك إلى أنّه طُبِــعَ حديثـــا.
واقتضت طبيعــة الدراســة الاعتماد على المنهـج الوصفي التحليلي، في التعامل مع المادة العلميــة في تفسيـــــر الضياء، من خلال استقراء النصوص القرآنية مع الوقــوف على آراء العلمــاء القدماء والمحدثيـن لمعرفــــة الآراء النحويـــة التــــي بيّنهــــا النحويون والمفســـرون في توجيــه النص القرآني، والمــوازنــة بينهـــا .
واستقى البحث مادتـه العلميــة من القرآن الكريم، وكتب النحو والتفسير، وكذلك كتب الأصــولِ، وكتــــب معــــاني القــــرآن وإعرابــــه، وغيرِها مِمَّا يحمِلُه البحث في طيَّاتــــه، فضلاً عـــن الاستعانــة بالدراســات التي اطلعت عليهـــا والتي كــان لها فضـــل السبــق فــي هـــذا الميــدان.
وقد اقتضت طبيعة الدراسة أن تكون في خمسةِ فصولٍ، تسبقها مقدمة وتمهيد، وتتلوها خاتمة تتضمن أبرز النتائج، وثبت بالمصادر والمراجع .
أمّا التمهيد فجاء في مطلبين، الأوّل في التعريف بالمفسّر، وآثاره العلمية. وأمّا المطلب الثّاني فجاء في بيان مفهوم التوجيه النحوي، وأنواعه .
وجاء الفصل الأوّل بعنوان (التوجيه النّحوي في القراءات القرآنية عند النّقوي)، وضحت في مقدمته القراءات مفهومها، وأقسامها، والاختلاف من ناحية الاستشهاد بالقراءات القرآنية عند العلماء، ومن ثم قسمته على ثلاثة مباحث الأوّل: في (المرفوعات)، والمبحث الثّاني: في ( المنصوبات)، والمبحث الثالث: في ( التوابع ) .
وعُنِي الفصل الثّاني بدراسة:( التوجيه النّحوي في تأويل التقديم والتأخير عند النّقوي )، مشتملًا على مبحثين: الأوّل: ( تقديم العمدة وتأخيرها )، والآخر ( تقديم الفضلة وتأخيرها ) مع إيضاح مفهوم التقديم والتأخير عند العلماء القدامى والمحدثين .
وخصص الفصل الثالث لدراسة (التوجيه النّحوي في تأويل الحذف والتقدير عند النّقوي)، مقسمًا على ثلاثة مباحث: الأوّل: في (الحذف في الأسماء)، والثاني : في ( الحذف في الفعل والجملة)، والثالث: في (حذف الحروف)، مسبوقة بمدخل يوضح فيه مفهوم الحذف.
وجعلت الفصل الرابع في دراسة : (التوجيه النّحوي في تأويل الزيـادة لحروف المعــاني عند النّقوي)، موزعًا على ثلاثة مباحث : الأوّل: في ( الزيادة في حروف الجر)، والثّاني: في (الزيادة في الحروف العاطفة)، والثالث: في ( الزيادة في حروف آخر)، مكتفيًا بالحرف في هذا الفصل لقلة ورود الزيادة في الأفعال والأسماء في تفسير الضياء. وقد سبقت هذه المباحث بمدخل وضحت فيه مفهوم الزيادة وأهميتها، وكذلك اختلاف النحويين والمفسرين حول ظاهرة الزيادة في النص القرآني .
وخصص الفصل الأخير لدراسة (التوجيه النحوي في تأويل الحمــل على المعنـى عند النّقوي)، وجاء على ثلاثــة مبـــاحث، الأوّل : ( الحمــل على المعنى من جهـــة الإفـــراد والـتثنيـة والـجمــع ).
والثّاني: (الحـمـــل على المعنى من جهة التذكير والتأنيث)، والثالث:( التضمين)، موزعًا على التضمين بالأفعال والتضمين بالأسماء والنيابة بالحروف، وقد سبقهما مدخل في إيضاح مفهوم الحمل ورأي العلماء فيه .
تـــلا هـــذه الفصــــول خـــاتمــة تضمنــت أهــــم النتـــائـــج، ثـــم قـــائمــــة للمصـــــادر والمـــراجــــع .
ولقد واجهت الدراسة بعض الصعوبات التي تغلبت عليها بمرور الوقت بحمد الله، ولعل أبرزها عدم وجود دراسة تُعنى بتفسير الضياء؛ لأنه من التفاسير التي طبعت حديثًا ممّا استدعى في أغلب الأحيان الاعتماد على النفس في قراءة التفسير بصورة كاملة، والوصول إلى الآيات المطلوبة وإحصائها والوقوف على معانيها ومدلولاتها .
وقبل الختام لا بد من كلمة شكر وإن كانت قاصرة أوجهها إلى من يستحقها فالشكر أولاً وآخراً للباري (عزَّ وجلَّ)، فله الحمد من قبل ومن بعد .
واعترافًا بالفضل ورداً للجميل يدفعني أن أقدم شكري العظيم وامتناني الخالص إلى أُستاذتي الفاضلة الدكتورة جنان منصور كاظم، التي واكبت مسيرة بحثي ولم تبخل عليَّ بنصيحة أو بملحوظة أفادت البحث وسددت خطى الباحث، وحسبي منها التشجيع المتواصل لإنجاز هذه الاطروحة، فلها مني وافر الشكر وجزيل الامتنان وجزاها الله عني خير الجزاء .
وعرفانًا منِّي بالجميل، أتقدم بالشّكر الجزيل إلى عمادة كلية التربية للعلوم الإنسانية ـــ جامعة كربلاء ــــ وكذلك رئاسة قسم اللغة العربية لتذليل الصعاب أمام طلبة الدراسات العليا، وكذلك أشكر أساتيذي الأفاضل في قسم اللغة العربية كلية التربية الذين رفدوا البحث والباحث بكل ما من شأنه أن يرفع من منزلتهما، ويدلهما على صواب الطريق .
وأقول فليسَ الكمالُ إلا للباري وحده ولا ادَّعي لعملي التمامَ والكمال وإنِّي لأدعو الله أن أكونَ قد وفِّقتُ في وضعِ لَبِنَةٍ نافعةٍ في المكتبة العربية، راجيًا المغفرة من رب العزة والعطاء، وأنا بعد ذلك أسأله السداد. والحمدُ لله ربِّ العالمين .

The Grammatical Orientation to Al Neqewi ( Died 1440) in his Interpretation " Dheya' Al Furqan fe Tefsear Al Quran

Abstract:
The research aims at emerging importance of the Grammatical Orientation and its role in understanding the Quranic text; since some Quranic structures are explicit and different from principles that grammarians and linguists put, they work to direct what was against the principles and rules till they agreed these rules in order to make the text in harmony with the rule.
Interpretation of Mohammed Teqi Al Neqewi which is called ” Dheya’ Al Furqan in Tefsear Al Quran ” is considered one of the rich source in Arabic that made it a reference to linguists and readers; that’s why we stop at this precious book to reveal and investigate this honorable scientist’s knowledge who was by his skill in this field. This matter was one of the reasons that led to this study which is entitled ” The Grammatical Orientation to Al Neqewi in his Interpretation ” Dheya’ Al Furqan in Tefsear Al Quran”.
The study contained five chapters preceded by an introduction and preface and followed by conclusion of the most significant results as well a list of references and bibliographies.
The preface has two parts. The first was about the interpreter and his scientific traces. The second part stated the concept of grammatical orientation and its types.
The first chapter which is entitled ” influence of guiding writing in the grammatical complexity ” was about Al Dhya’ interpretation . it’s beginning stated readings: its concepts, types, and the difference with other scientists’ Quranic readings concerning citation. It has three sections. The first section was about the nominatives. The second section stated the accusative. The third section discussed the genitives.

The second chapter which is entitled ” guiding reading by fronting and postponing “. It has two sections. The first section was about fronting and postponing in the major. The second section stated fronting and postponing in extra. This is beside clarifying the concept of fronting and postponing to old and modern schools.
The third chapter which is devoted to ” influence of ellipsis and estimation in the grammatical guidance to Al Neqewi “. It has three sections. The first section was about ellipsis in nouns. The second section stated ellipsis in verbs and sentences. The third section discussed ellipsis in prepositions; that was preceded by an entrance clarifying the concept of ellipsis.
The fourth chapter which is entitled ” increase in meaning prepositions”. It has three sections. The first section was about increase in preposition. The second section stated increase in preposition which are neither ablative nor coordinated . The third section discussed increase in coordinated preposition. It was enough for the preposition in this chapter due to shortness of increase in verbs and nouns in Al dhya’ interpretation. These sections were preceded by a preface that clarifies the concept and significance of increase; as well the difference between grammarians and interpreters concerning the increase concept in Quranic text.
The last chapter which is devoted to ” supposition and its influence on grammatical guidance”. It has three sections. The first section was about supposition concerning single, dual, and plural. The second section stated supposition concerning masculine and feminine. The third section discussed implication, which is divided into implication by verbs and implication by nouns and deputation by preposition. These were preceded by an introduction explaining the concept of supposition and scholars’ opinion about it.

These chapters were followed by conclusion included the most important results and a list of references and bibliographies. However, the most prominent points were the following:
1.Al Neqewi is considered one of the modern scholar and interpreter who produced a valuable group of the scientific production. This outcome is characterized by the scientific enhancement.
2.What evoked grammarians and interpreters to the process of the grammatical guidance is to keep the grammatical origin that cannot be objected or touched for it relied on grammarians in building their grammatical rules.
3.It is difficult to know the grammatical school accurately and clearly that Al Neqewi belongs to, for he is present when the meaning is straight. Sometimes, he encourages Basri school and other times Kufi school, though he was explicitly closer to Basri school.
4. Al Neqewi depended on opinions of the scholars and interpreters who preceded him. Despite his ability to comprehend these opinions, his ability to interpret and guide is clarified through his displaying for opinions in the Quranic text, his discussing, commenting, and following these opinions that other interpreters mentioned as well responding, preferring what is suitable, excluding some others. This is in addition to the opinions he presented and stated that were not found before, as well, they were suitable to aya meaning in holy Quran without distorting the grammatical rule.
5.It was clear through the research that interpretation of “Dheya’ Al Furqan fe Tefsear Al Quran” by Seyed Mohammed Teqi Al Neqewi ( died 1440 H.) is precious treasure, rich, and linguistic, rhetoric, grammatical, and morphological studies. The learner has to dig deeper in studying his pages where he is going to find what urge his willing for search and discovery.