الدَّرْسُ الصَّرفيُّ بينَ السَّاكْنَانِيِّ (ت 734هـ) وَالفَسَائِيِّ (ت بعد1134هـ) في شَرْحَيْهِمَا عَلَى الشَّافِيَةِ (دِرَاسَةٌ مُوَازَنةَ)ٌ

رسالة ماجستير

اسم الباحث : رامي محمّدجواد عبد الله جواد الأسديّ

اسم المشرف : الأستاذ المساعد الدكتور حيدر عبد علي حميدي

الكلمات المفتاحية :

الكلية : كلية التربية للعلوم الانسانية

الاختصاص : اللغة العربية واَدابها / اللغة

سنة نشر البحث : 2022

تحميل الملف : اضغط هنا لتحميل البحث

فإنَّ شأن اللغة العربية عظيم، ومنزلتها كبيرة؛ فهي اللغة التي شرّفها الله سبحانه وتعالى، ورفع شأنها بين سائر لغات الخلق أجمعين، وميّزها عن غيرها لأنّه اختارها – عزَّ وجلَّ-لتكون لغة خاتم كتبه الذي نزّله على خاتم رسله نبينا محمّد صلّى الله تعالى عليه وعلى آله الطاهرين؛ نزَّل عليه القرآن العظيم بلسان عربي مبين؛ فما أعظمه من شرف، وما أحسنه من تكريم لهذه اللغة، ولمن ينطق بها من العالمين.
اهتمَّ العلماء الأوائل بهذه اللغة اهتماما بالغا، فألّفوا الكتب التي تبين أحكامها، وقواعدها، وقضاياها، وتسهل للناس معرفة صرفها، ونحوها، وبيانها.
وعلم الصَّرف من أشرف علوم اللّغة العربيّة؛ فهو يمثّل العلم الذي تضبط به مفرداتها، وتوزن به كلماتها، وتعرف به أصولها من زوائدها، يقول ابن جنيّ في مقدمة المنصف: ” يحتاج إليه أهل العربية أتمَّ حاجة، وبهم إليه أشدُّ فاقة؛ لأنّه ميزان العربية، وبه تعرف أصول كلام العرب من الزوائد الداخلة عليها”( ).
عشت مع هذا العلم مدة من الزمن، أورثتني حبّه، والتعلق به، درسته في مرحلة الدراسات الأولية، على أيدي أساتذة أجلّاء، ثمّ تلمذت في الدراسات العليا في السنة التحضيرية لأستاذنا الكريم الدكتور حيدر عبد علي حميدي، الذي نمّى فيَّ حبّ هذا العلم، وزاد اهتمامي فيه؛ ما دفعني للخوض في بحره المائج، يدفعني ويقوي عزمي شرف هذا العلم، ودقّة مسائله، وقلّة المشتغلين به.
ولعلّ من أشهر المتون التي حملت قوانين، هذا العلم ومعاييره هي: الشافية لابن الحاجب (ت646هـ)، إذْ نَال هذا المتن من الاهتمام والعناية ما لَمْ ينله غيره، ويرجع هذا إلى جملة من الأسباب أبرزها:
أ-الإحاطة: إذ حوى هذا المتن المسائل الصَّرفية جميعها.
ب-طبيعة الدراسة: من حيث تبويب مسائل التّصريف، وترتيب أبوابها، وإحكام بنائها.
ت-والسبق الزمانيّ: إذ إنَّ المتتبع لهذا الفنّ يجد أنّه لم يُدرس بهذا الشكل الحصري والاستقصائيّ، المنطقيّ الشامل عند المتقدمين عليه.( )
ومن وجوه هذا الاهتمام كثرة الشروح عليه، إذْ لا يكاد يخلو قرن إلّا وفيه من الشرح عليه، فكانت رغبتي في أن أدرس أحد هذه الشروح؛ فاقترح عليَّ أ. د. حيدر حبيب حمزة متفضلا أن أدرس شرحين لعالمين جليلين كانا قد شرحا متن الشافية لكن لم ينالا نصيبًا من الشهرة مثل سائر الشارحين وهما محمود الأرّاني الساكناني(ت734هـ)، ومحمد معين الدين الفسائيّ(ت بعد 1134هـ)، فجاء عنوان الرسالة (الدّرس الصَّرفيّ بين السّاكنانيّ(ت734هـ) والفسائيّ (ت بعد1134هـ) في شرحيهما على الشافية) مع فارق زمني نحو أربعمئة عام يعطي للبحث مندوحة في إجراء الموازنة، على صعيد اللغة والتفكير الصَّرفيّ، واختلاف البيئة الزمانيّة؛ محاولةً للكشف عن طبيعة الدرس الصَّرفي في هذين الشرحين، منهجًا، وتحليلاً لآرائهما، وردودهما.
واقتضت طبيعة البحث من حيث التنظيم أنْ يكون على تمهيد، وثلاثة فصول ثمّ الخاتمة.
أمَّا التمهيد فكان في قسمين: القسم الأوّل عرضت فيه مصطلح التّصريف أصالةً وكشفاً حتى زمن الشارحين، ثمَّ عرفّتُ الموازنة وبينت أهميتها في الدراسات اللغوية، أما القسم الثاني: فعرّفت بالشارحين.
وأمّا الفصل الأول: فقد عرضت فيه أدلّة الصناعة عند الشارِحَيْن فضمّ أربعة مباحث هي:
المبحث الأوّل: السماع، فشمل: القرآن الكريم، وقراءاته، والحديث النبوي الشريف، وكلام العرب-شعراً ونثراً-.
المبحث الثاني: القياس، وفيه: القياس بحسب الاستعمال، والقياس بحسب العلة، والقياس بحسب الوضوح والخفاء.
المبحث الثالث: الإجماع، وعرضت فيه مصطلحاته الواردة عند الشارِحَيْن.
المبحث الرابع: العلة الصَّرفية، وذكرت بعض أنواع العلل التي علّلا بها.
الفصل الثاني: منهج الدّرس الصَّرفيّ عند الشارحين، وآراؤهما الصَّرفيّة، قسّمته على مبحثين هما:
المبحث الأوّل: منهجهما.
المبحث الثاني: آراؤهما الصَّرفيّة.
الفصل الثالث: درست فيه الخلاف الصَّرفي بين الشارِحَيْن وردودهما على العلماء، وهو على مبحثين هما:
المبحث الأوّل: الخلاف الصَّرفيّ بين الشارِحَيْن، درست فيه ما اختلف فيه الشارحان في بعض المسائل الصَّرفيّة.
المبحث الثاني: ردودهما على العلماء، عرضت فيه ردَّ كلِّ شارح منهما على العلماء، فوجدت أنَّهما ردّا على علماءَ كبار مثل: الخليل بن أحمد (ت 175هـ)، وسيبويه (180هـ) وغيرهما.
ثم جاءت الخاتمة وفيها أهم النتائج التي توصل إليها البحث.
وقد واجه البحث صعوبات منها: دقّة المادّة الصَّرفية، والموازنة في الدرس الصَّرفيّ بحد ذاتها، فضلًا على الأزمة الصحيّة وما يواجهه العالم في محاربة جائحة كورونا التي أصابتني وعائلتي إصابتين في أثناء مدّة الكتابة.
وقد تنوعت مصادر البحث بين المصادر الأصول مثل كتاب سيبويه، والمقتضب للمبرد (ت285هـ)، والأصول لابن السراج (ت316هـ)، والتعليقة لأبي علي الفارسي (ت377هـ) وغيرها، ومصادر حديثة تمثلت بـ: أبنية الصَّرف في كتاب سيبويه للدكتورة خديجة الحديثي، والعربية الفصحى للدكتور هنري فليش، وأوزان الفعل ومعانيها للدكتور هاشم طه شلاش، والمنهج الصوتي للبنية العربية رؤية جديدة في الصَّرف العربي للدكتور عبد الصبور شاهين.
وهناك دراسات موازنة سابقة اطّلع عليها البحث منها (الدرس الصَّرفي في شروح ألفية ابن مالك المطبوعة، أطروحة دكتوراه، تقدم بها: حيدر حبيب حمزة) و (الدرس الصَّرفي بين الرضي والجاربردي في شرحيهما على شافية ابن الحاجب دراسة موازنة ، جواد كاظم عناد).
وبعد:
فإنّه من الواجب عليَّ الشكر لمن يستحقه؛ فأشكر جامعة كربلاء الغرّاء المباركة التي أتاحت لي ولزملائي فرصة الدراسة، والتحصيل العلمي، والنهل من معينها الصافي،
وأشكر كليّة التربية للعلوم الإنسانية التي تلمذت بها النخبة من العلماء والأساتيذ الأفاضل. كما أشكر قسم اللغة العربية بهذه الكلية.
أمّا شيخي الجليل وأستاذي الفاضل (أ.م. د حيدر عبد علي حميدي) المشرف على هذه الرسالة فتعجز الكلمات عن الوفاء بما يستحقه من الشّكر والثّناء، فقد كان الموجّه الأمين، والمرشد النّاصح، وكان نعم العون والسند –بعد الله-تعالى إذْ كان لتوجيهاته السّديدة الأثر البليغ في تسديد خطاها وتصحيح مسارها حتى كانت على هذه الحال.
وأتقدّم بالشكر الجزيل إلى الأستاذ الدكتور حيدر حبيب حمزة ، الذي اقترح عنوان البحث، ومنحني استشهادًا خطيًا به، كما يطيب لي أن أشكر جميع أساتذتي وزملائي، وكلَّ من ساعدني في إنجاز بحثي، ولا أدّعي قط الكمال فيما كتبت بل فيها من الخطأ وعدم الصواب ما تصوبه القراءة الجادّة، والملحوظات السديدة من لدن لجنة المناقشة الموقّرة، الذين سيتفضلون عليّ بمثل هذه الهدايا ، ولا أتبرّأ للقارئ من الإغفال الذي لا ينفك عنه البشر سهواً ووهماً، ومن التعامل مع ما لم أُحطْ به علماً، وأرغب لمن حَقَّق فيه خللاً أنْ يثبته ويُفْصحه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، والصّلاة والسّلام على محمّد وآله الطّاهرين.

The Morphological Lesson Among the AL-SAKNANI (died 734 AH) And Al-FASA’I (d. after 1134 AH) in their commentaries on Al-Shafia(Comparison study)

This research showed the morphological lesson in explaining the healing to two venerable scholars (Al-Arranian Al-Sakani and Al-Fasa’i), and in conclusion, I mention the most important results it reached:
1- Concerning the evidence of the exchange industry according to the commentators:
A- Al-Sakanani was less cited in the Holy Qur’an than Al-Fisa’i.
b- The two commentators did not cite the recitation of the fourteen reciters except in accordance with the recitation of the seven reciters.
c- The two commentators used to argue the anomalous readings, and they can be counted as those who took the anomalous readings and did not weaken them.
d- The commentators did not mention the reading of Asim in his explicit name; There is no need for that, because most of their martyrdom in the Holy Qur’an – in other than this place – was based on his narration, as it is considered the most correct reading of the chain of transmission.
C- Al-Sakanani did not cite a reading of Al-Kisa’i that is unique to him and not other readers.
H – The commentators were among those who criticized their martyrdom of the noble Prophetic hadith, as the hadith was mentioned by al-Sakanani in four places, while al-Fasa’i cited it in only one place.
G – The two commentators adhered to the time limit by citing the poets’ poetry, as they did not depart from this limit except in one place, and it is by way of reference.
d- The explanations for the ills varied between didactic, normative, and dialectical theory, although the purpose of all ills was education.
Y – The two commentators did not go out in their explanations with these reasons from what the early scholars mentioned, as they did not mention a reason alone that was not mentioned by the ancients.
T – The inhabitant was generally more use of the causes than the Fasais, as he was in the most places relied upon and invoked for more than one cause.