الفضاء الشعري عند الوأواء الدمشقي ( ت390هـ)

رسالة ماجستير

اسم الباحث : مروه زهير عبدالزهره العزاوي

اسم المشرف : فهد نعيمة مخيلف البيضاني

الكلمات المفتاحية :

الكلية : كلية التربية للعلوم الانسانية

الاختصاص : اللغة العربية واَدابها / اللغة

سنة نشر البحث : 2022

تحميل الملف : اضغط هنا لتحميل البحث

الحمدُ لله ربِّ العالمين ، الذي عرفنا خيرةِ خلقهِ ، محمداً وآله المصطفين الأطهار ، صلوات الله عليهم اجمعين .
اقترن بعنصر المكان ولهذا العنصر تمثيل واسع في الأعمال الأدبية على تنوعها، حتى غدا اقتران المكان بالفضاء أمراً مسلماً بهِ في العمل الأدبي ونقدهِ مع ضرورة الإشارة إلى إنَّ الاختلاف في وجهات النظر حول هذا الرأي لا يزال قائماً. ولعل من أولى البذرات المختلف بشأنها ماطرحهُ( باشلار) في كتابه جماليات المكان المنقول إلى العربية عبر جهود (غالب هلسا) ذلك بأنَّ الفضاء في حدود الرؤية المطروحة من قبل (باشلار) يقابل المكان في حدودهِ المتفق عليها، في حين يرى حسـن نجمي أنَّ هناك اجحافاً لحق مدلول الفضاء؛ لأنَّهُ أوسع وأكثر شمولية ولا ريب إِنَّ الجدل لا يزال قائماً، ويحتاج مع عامل الزمن مزيداً من الدراسات لإعطاء الدليل حول دلالة مصطلح الفضاء وكيف يمكن التأكيد على أَنَّ الفضاء غير المكان ولا يشمل المكان فحسب ويمكن الاهتداء إلى صورة هذا المفهوم عبر الدراسات المعاصرة؛ فقد قُدمتْ للمعَني بشأن (مصطلح الفضاء) بالاستناد إلى ﺁراء متقدمة تخص فلاسفة قدماء على أَنَّ الفضاء ليس مفهوماً واسعاً وشاملاً يمثل الـسعة والامتداد فحسـب، وإنَّما يتعداه إلى فضاءات تشكل نظاماً متجانساً من العلاقات والسلوكيات، وهذه السلوكيات والعلاقات يمكن أنَّ تجد لها مكاناً ملموساً ومحسوساً استطاع الشاعر عبرها أنْ يصفه ويعبر عنه بالصورة الفنية والشعرية، فغموض هذا المفهوم يرجع سببه؛ أوّلاً:- إلى التباين في الرؤى والأفكار من حوله. وثانياً:- لكونه واسعاً وشاملاً وميزته السعة والشمول أيْ إنّهُ يشمل كلّ الأمكنة المرتبطة بالزمان أيضاً؛ لأنَّه لا يمكن إِنَّ يكتمل العمل الأدبي من دون توافر العنصرين الزمان والمكان ضمن الفضاء، فالأحداث والذكريات والمواقف والزمن الذي تدور فيه هذهِ الاحداث والذكريات تعمل متنافرة ومتضامنة لتشكيل العمل الأدبي الذي لا يتم بدونها، فالفضاء الشعري عند الوأواء يبدو محتضناً لسيرة حياة الشاعر، وعبر عنها بشكل واضح بالاقتران بالعنصرين الذين يتشكل منهما الفضاء، وهما الزمان والمكان، إذْ بثَّ الشاعر فيه احساسه ومُعاناته ومشاعره وعبرَّ فيه عن الاحداث والذكريات التي دارت في مكان معين وزمان معين مُلازم لها، والوأواء عاش في العصر العباسي الثاني في بلاد الشام وكان هذا العصر زاخراً بضروب الأدب وأنواع الفن وكان للشعر والشعراء القدح المُعلى ودليل ذلك ما خلفوه من الشعر الذي أبدعوهُ بأبدع صورة.
وكان الوأواء واحداً منهم، جذبته مفاتن الحياة وخاضَ في واقعهِ الاجتماعي والسياسي السائد آنذاك، وآية ذلك التقرب إلى الخلفاء والأمراء عبر مدحهم، فضلاً عن الانغماس بما كان سائداً من أسباب اللهو وأساليب الترفيه الممتزج بالطبيعة الساحرة لبلاد الشام.
ولعل أسباب اختيار الموضوع التي جعلتني أغور في أعماق حياة الشاعر هو غزارة شعره وقلة الدراسات المتعلقة به؛ ولأنّهُ شاعر جدير بالدراسة والذكر، وقد اقترح عليّ الاستاذ الدكتور فهد نعيمة البيضاني عنوان هذه الرسالة مشيراً إلى المقدرة في النهوض بها على صعيد المبنى والمعنى وإيضاح العلاقة بين الشاعر ومحيطه والوقوف على جملة من التفصيلات تخدم العنوان العام وإنَّها تشكل ظاهرة أدبية لم تخرج إلى النور بعد.