اسم الباحث : طاهر عدنان كريم
اسم المشرف : حسن حبيب عزر الكريطي
الكلمات المفتاحية :
الكلية : كلية التربية للعلوم الانسانية
الاختصاص : اللغة العربية واَدابها / اللغة
سنة نشر البحث : 2021
تحميل الملف : اضغط هنا لتحميل البحث
فإنه يُعدّ العصر الاموي احد اكثر العصور ازدهاراً في نتاجه الادبي وعلى وجه الخصوص الشعري ، فقد عادت الحيوية الى التأليف بعد الخفوت الذي لحقها إبان نهاية الجاهلية وفي صدر الاسلام . ومرد ذلك كله عائد الى التغيير الذي اصاب هذا العصر على كافة الاصعدة ، بدءاً من الحياة السياسية وتحويل نظام الحكم وجعلة وراثياً ، وصولاً الى هيجان العصبية القبلية ، هذا العوامل اسهمت بشكل او بأخر في ابراز نشاط شعري كثير ومتنوع ، إذ برزت على الساحة الادبية اغراضاً لم تكن معروفه من قبل ، إذ ظهر الشعر السياسي ، وانتعش الهجاء، ووجد شعر الخمر مجالاً للبروز ، فضلاً عن ذلك فقد بقيت الاغراض الاخرى على غرار الحكمة والفخر والغزل محافظة على مكانتها ، فكان النتاج الشعري الثري في هذا العصر ، هو الحافز لتسليط الضوء على احد صناعة ومبدعيه ( نابعة بني شيبان). وقد استوت موضوعة البحث عن المجال وقيمه في العصر الاموي من ضمن المتن المخصوص بشعر الشاعر نابعة الشيباني ، ويرجع الفضل في اختيار الموضوع الى استاذي الدكتور حسن حبيب الكريطي الذي رأى فيه ميداناً صالحا وخصباً للدراسة ، لما في شعره من قيم جمالية عج بها ديوانه . ويعود السبب في اختيار الموضوع الى عدة اسباب اهمها ، ان الشاعر وبالرغم من كونه مجيداً ومبدعاً ، اذ يقارع الفحول في عصره ،إلا انه لم ينل النصيب الكافي من الدراسة والبحث ، فلم يسلط الضوء على شعره ، وما ضمم بين دفتيه من درر ثمينه تعطي الصورة الواضحة عن التألق في ميدان الشعر في ذلك العصر ، فضلاً عن ذلك ان الشعر في هذا العصر وان كان محل اهتمام من لدن الدارسين ، إلا ان الباحث يرى انها اهملت جانباً مهماً يتمثل في تسليط الضوء على الملامح الجديدة التي طرأت على الشعر في هذا العصر ، من واقع تأثير الاسلام وكيف تفاعل الشاعر الاموي مع قيم الاسلام وتعاليمه ، وعطفاً على ذلك كان لابد من تشخيص ظاهرة مهمة غلبت على اكثر الشعر الاموي، الا وهي تسخيره لإغراض وغايات تخدم مصالح الفرق والطوائف المنتمي اليها الشعر، واتخاذه وسيله للتقرب من اصحاب الشأن والسلطة وكسب المال . وكان لابد من اظهار الالتزام الذي جرى عليه اغلب شعراء هذا العصر حيث السير على نهج القصيدة الجاهلية وجعلها المنبع الذي ينتهلون منه ومن ثمِّ جاءت القصيدة الاموية نسخة لسابقتها الجاهلية .
وبهذا تكون الدراسة قد بلغت محطتها الاخيرة تحت عنوان ( القيم الجمالية في شعر نابغة بني شيبان )
كما تجدر الاشارة الى ان الباحث قد أفاد كثيرا من دراسات رصينة سبقته تمثل متكأً يسهم في تشكيل الاطار النظري لبعض المداخل المهمة في البحث ومساره التطبيقي ، فقد كانت دراسة الدكتورة هناء جواد عبد السادة (( القيم الجمالية في الشعر العربي القديم ، الاخطل الكبير انموذجاً)) من اقرب الدراسات التي تشاركت مع البحث في مداخله ، كما كانت لدراسة الباحثة فاطمة حميد يعكوب (( القيم الجمالية في شعر شعراء الطبقة الثالثة الجاهليين )) الدور الكبير في رفد الباحث خلال مسيرة بحثه .
هذا فضلا عن دراسات اخرى على غرار دراسة الباحثة آيات عبد جوني في رسالتها ((القيم الجمالية في شعر الكميت بن زيد الاسدي)) ودارسة الباحثة نادية عبد علي في رسالتها (( قيم المرأة الجمالية لدى شعراء الغزل الحسي في العصر الاموي)) وقد كان للباحث في ذلك ديناً كبيراً يدفعه للإفادة من تلك الدراسات استكمالاً لمشوار البحث الذي يملي على الباحث مواصلة الجهود السابقة ، ولا اخفي سراً فعلى الرغم من هذه الدراسات إلا ان طريق البحث لم يخل من الصعوبات وكان ابرزها جائحة كورونا التي تسببت في شل الحركة وعدم التجوال مما شكل عائقا كبيراً على الباحث في جوب المكاتب بحثا عن المصادر ، فضلا عن ذلك فقد كان لقلة الدراسات الخاصة بالشاعر الاثر الكبير والعائق الاهم الذي اعترض طريقي حيث لم اعثر ، الا على دراسة واحدة تهتم بالشاعر ، وهي عبارة عن بحث تحت عنوان (( أثر الاسلام في النابغة الشيباني )) للباحث علي اريشيد المحاسنة ، من جامعة الملك سعود ، فضلا عن ديوان الشاعر الصادر عن دار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة بعنوان ( ديوان نابغة بني شيبان ) الطبقة الخامسة ، 2016م. وكانت هذه ابرز المعوقات الا انها شكلت لدى الباحث الحافز للدراسة والسعي للبحث عن الأسس الجمالية التي يمكن اخضاع ديوان الشاعر لها في اثناء التطبيق .
وعند دراستي لديوان الشاعر وجدت استيعاب الشاعر لأصول الشعر واساليبه الفنية، ففي مديحه نراه قد ارتفع بممدوحه الى ما يليق به، اما فخره فقد جاء من ينابيع رصينة من سابقية ممن اجادوا هذا في المجال وابدعوا فنراه يتغنى بمكارم خلفاء بني أمية ، ولم يغفل في فخره امجاد قومه ومفاخرهم ومحاسنهم ، اما غزله فجاء اغلبه عذرياً خالياً من الفحش مظهراً التزامه الديني والخلقي ، اما جانب الوصف فقد برع فيه الشاعر أيما براعة ، واظهر مقدرة فائقة فيه معيداً امجاد اسلافه على غرار امرى القيس والاعشى والنابغة الذبياني في تصويره للاطلال وحركة الحيوان فيها ، فضلا عن وصف الرواحل ، ومن يركبها ، فشكلت صورة الصحراء الرافد الرئيس لنسج شعره فنراه لهذا السبب قد اطال الوقوف على رسم الديار ، وماعمل بها تعاور الزمن وما اثار هذا المنظر من لواعج واحاسيس في نفسه، وبما ان الشعر كان ابداعاً ، ومكمن الجمال في هذا الابداع الذي يصنعه الانسان ، فيتذوقه الاخرون ويتفاعلوا معه، تعبيرا عن احاسيسهم ، كان الادب والفن أدوات التعبير عن هذا الاحساس ، وفي ضوء ذلك شكلت ثنائية الجمال في اللفظ والنغم الصوتي الفارق الذي تميز به شعر نابغه بني شيبان ، وكانت هذه احد اسباب تعدد القيم الجمالية في شعره ، ومن هنا اقتضت طبيعة البحث ان يقسم على مقدمة ، وتمهيد ، وفصول ثلاثة، فضلاً عن الخاتمة ، وقائمة المصادر والمراجع.
Aesthetic values in poetry Al-Nabigha Bani Shiyban
This study searched for the places of beauty in the Diwan of Al-Nabigha Al-Shayani, and this Umayyad poet who showed in his poetry a great ability in poetry systems and mastery in most of its purposes, however, he did not get much luck from the mention, so this study came to highlight the precious pearls that the poet created, and it was found Through the research, his poetry came similar to the poetry of his predecessors, where the traditional systems are in the form of the poem, starting from describing the journey, mentioning the beloved, standing on its worn out ruins and the animal that inhabited it, and how the image affects him in the soul of the lover, down to the praise that the character of politics boiled over him, if most of them are mocked. To praise the Umayyad caliphs and their right to take over the caliphate. In addition, the poet excelled in artistic images and was creative, and dealt with traditional topics, more than pride, whether in himself or in his tribe, in addition to a judgment that highlighted the conscious side of the poet, and the abundance of intertextuality in his poetry similar to religious, poetic, historical, and literary intertextuality. As for the poet’s music, it was full of aesthetic values, as he chose the common and famous metrics, which fit the purpose of the poem, down to the poet’s care in choosing his rhymes and his selection of the best and most delicate words for the person of the poem’s atmosphere with music that appeals to hearts and attracts minds. Finally, this study showed the most important aesthetic values that were celebrated in the poetry of one of the poets of the Umayyad era who did not receive attention and care.