القَرَائِنُ اللُّغَوِيَّةُ فِي شُرُوحِ المُفَصَّلِ للزَّمَخشَرِي (ت:538هـ) فِي القِرنِ السَّابِعِ لِلهِجرَةِ

اطروحة دكتوراه

اسم الباحث : نَبَأ سَعِيد عَبِد جودة المُوسَوِيّ

اسم المشرف : مُحَمَّد حُسَين عَلِي زعين

الكلمات المفتاحية :

الكلية : كلية التربية للعلوم الانسانية

الاختصاص : اللغة العربية واَدابها / اللغة

سنة نشر البحث : 2022

تحميل الملف : اضغط هنا لتحميل البحث

تعدُّ القرينة الأداة الفاصحة عن دلالة كثير من التراكيب اللغوية بأقسامها الصوتية، والصرفية، والنحوية، والمتتبع للنظام اللغوي يجده نظامًا محكمًا تحكمه علاقات معنويّة ولفظيّة استوقفت العلماء قديمًا وحديثًا طريقة الكشف عن هذه العلاقات ودأبوا على الاشتغال عليها رغبة في إدراك معانٍ خفية واستجلاء مقاصد لغوية، فالوصول إلى المعنى وفهم المقاصد بحسب الدراسات اللغوية الحديثة لا يتأتى إلاّ بوساطة معين متمثلاً بالقرينة اللغوية بنوعيها (المعنويّة واللفظيّة)، وقد وسمت هذه الدراسة بـ(القَرَائِنِ اللُّغَوِيَّةِ فِي شُرُوحِ المُفَصَّلِ للزَّمَخشَرِي (ت:538هـ) فِي القِرنِ السَّابِعِ لِلهِجرَةِ)، كما أن دراسة القرينة قديمًا لم تكن مستقلة ولم يفرد لها بحث خاص فقد جاءت متناثرة في بطون الكتب، أمَّا حديثًا فقد استقر عنوان القرينة وجاءت دراسات شاملة لهذا الموضوع منها رسالة ماجستير للدكتور دريد عبد الجليل( القرينة في الأسماء المعربة) سنة (1997م) في جامعة بغداد، بعد ذلك قدمت الدكتورة كوليزار كاكل عزيز أطروحة دكتوراه (القرينة في العربية) سنة (2002م) في جامعة بغداد، وجاء الدكتور لطيف حاتم الزاملي ليقدم دراسته ( أثر القرآن في التوجيه النحوي عند سيبويه) في الجامعة المستنصرية سنة(2003م)، ثم الدكتور أحمد خضير من جامعة الكوفة درس (أثر القرائن في توجيه المعنى في تفسير البحر المحيط) سنة (2010م) والأستاذ كاظم إبراهيم عبيس السلطاني من جامعة بابل درس (أثر القرينة في توجيه المعنى عند الفراء في كتابه معاني القرآن) رسالة ماجستير سنة(2011م)، و دراسة أخرى للطالبة وئام جواد كاظم بعنوان ( القرائن النحوية في أمالي ابن الشجري) رسالة ماجستير سنة (2014م) جامعة القادسية، و دراسة الدكتور قصي سمير عبيس (القرينة و أثرها في توجيه المعنى عند ابن يعيش(ت:634هـ) ) اطروحة دكتوراه سنة (2016م) جامعة بابل.
أمَّا دراستنا هذه فقد تطرقت إلى المسائل المتعلقة بالقرائن اللغوية (الصوتية، والصرفية، والنحوية) متخذة من شروح المفصل مدونة لتتبع هذه القرائن، فقد تدخل القرينة في بيان الدلالة الصوتية عبّر اختلاف التعبير الصوتي للفظة، فنطق اللفظة في موقف ما بنغم معين يؤدي إلى اختلاف دلالتها لذا كان للقرائن الصوتية التنغيم والوقف والتنوين أثرها البارز في تشكيل دلالة اللفظة عن طريق سياقها اللغوي العام.
والمستوى الصرفي لا يختلف كثيرًا عن نظيره الصوتي في أثر القرائن الصرفية في الكشف عن دلالة اللفظ وأهمها قرينة البنية إذ تختلف دلالة اللفظة باختلاف بنيتها . ومثلما قيل: زيادة المبنى تؤدي إلى زيادة المعنى ، إذن تؤدي قرينة البنية وظيفة خاصة بها تجعلها تدخل في تغيير المعنى العام للنظام اللغوي، فالتعبير باسم الفاعل مثلاً يختلف عنه بالتعبير عن الفعل.
والمستوى النحوي الذي كان له الحظ الأوفر من القرائن، إذ تجلت القرائن في مسائل نحوية كثيرة على مستوى اللفظ كالربط والأداة، والرتبة والتضام، أو على مستوى المعنى كالإسناد والتخصيص والنسبة والتبعية، وتمثل القرائن الروابط التي تربط بين الوظائف النحوية في التركيب العام للجملة ، وما يؤدي هذا من تأثير في المعنى العام ، ويفهم عن طريق العلاقات النحوية القائمة بين الكلمات.
وقد انتظمت الدراسة في مقدمة وتمهيد و ثلاثةِ فصول؛ اشتمل التمهيد على بيان مفهومي القرينة والأثر، أمَّا الفصول فقسمت على القرائن التي ذكرناها، إذ درس الفصل الأول منها القرينة الصوتية وكان على ثلاثة مباحث: الأول قرينة التنغيم، والثاني قرينة التنوين، والثالث قرينة الوقف، وخصص الفصل الثاني للقرينة الصرفية، وقسم على مبحثين الأول قرينة البنية، والثاني قرينة المطابقة، وجاء الفصل الثالث للقرائن النحوية وقسم على مبحثين الأول القرائن اللفظية وهي (قرينة الأداة، وقرينة الرتبة، وقرينة الربط، وقرينة التضام) والثاني القرائن المعنوية وهي (قرينة الإسناد، وقرينة التخصيص، وقرينة النسبة، وقرينة التبعية)، وختمت الدراسة بخاتمة تضمَّنت أبرز النتائج التي توصلت إليها، ثم قائمة بروافدها من المصادر والمراجع.
بنيت هذه الأطروحة على شروح المفصل المطبوعة التي أُلفت في القرن السابع للهجرة وهي: المفضل في شرح المفصل للسخاوي (ت:643هـ)، الإيضاح في شرح المفصل لابن الحاجب النحوي(ت:646ه)، شرح المفصل في صنعة الإعراب الموسوم بالتخمير صدر الأفاضل الخوارزمي(ت:671ه)، الإقليد شرح المفصل للجندي(ت:700هـ)، واستثنيتُ من ذلك شرح المفصل لابن يعيش(ت643هــ)؛ وذلك لوجود دراسة عليه وهي أطروحة الدكتوراه للباحث قصي سمير عبيس بعنوان ( القرينة وأثرها في توجيه المعنى عند ابن يعيش(ت: 643هــ) ).
وأتوجه بالشكر والعرفان إلى أستاذي الدكتور محمد حسين علي زعيّن الذي أشرف على موضوع الأطروحة، فكان خير عون لي في متابعتها وإنجازها، فلّه مني خالص الدعاء بأن يمنحه الله حسن العاقبة والرضا في الدارين إنَّه نعم المولى ونعم النصير.
والشكر موصول إلى جامعة كربلاء التي أتاحت لي هذه الفرصة وإلى كلية التربية للعلوم الإنسانية وعمادتها الموقرة التي لم تدع شيئًا إلا وقدمته لطلبة العلم، فكانت عونًا لهم طوال مسيرتهم العلمية، وإلى القسم الموقر قسم اللغة العربية ممثلاً برئيسه الأستاذ الدكتور ليث قابل الوائلي، وأساتذة القسم جميعًا ولا استثني أحدًا منهم بالذكر ولاسيما ممّن تلمذتُ لهم .
أمَّا أستاذي الأستاذ الدكتور سلام موجد خلخال فقد تفضل مشكورًا باقتراح موضوع هذه الاطروحة فلّه مني وافر الشكر والعرفان.
وكل عمل عرضة للنقص والوهن، ولا أدعي الكمال في ما كتبت فإنَّ أصبت فلله الحمد وإنَّ كانت الأخرى فهي من نفسي وأرجو أنْ تقومها القراءة السديدة والملاحظات العلميّة الدقيقة .

Linguistic clues in Al-Zamakhshari's Detailed Explanations in The Seventh Century A.H

Abstract:
The context is considered the declaring device that refers to many linguistic structures including the phonological, morphological, and grammatical. The one who is following the linguistic system finds it an enhanced system governed by moral and oral relations that made the old and modern scholars find a way to uncover the relations and worked hard in order to comprehend hidden meanings and induce linguistic intentions. Therefore, reaching the meaning and understanding intentions, according to modern linguistic studies do not come unless with presence of specific context represented by the two types of the linguistic context ( moral and oral). The current study which is entitled ‘ Influence of Linguistic Contexts in’ Sherouh Al mufesal’ in the Seventh Hijri Century’, the linguistic context the phonological, morphological, and grammatical taking Al mufesal explanations as corpus to follow these contexts.
The context state the phonological sense through the phonological expression difference of the item. Thus, pronouncing an item I a particular situation with a specific intonation lead to a difference in its meaning; that’s why the phonological contexts as intonation, pause, and … have a prominent influence in forming the item meaning by its general linguistic context.
The morphological level does not totally differ from its phonological analogue in the impact of the morphological contexts on uncovering of the item meaning and the significance of the structure context, for the item meaning differs due to the difference of its structure; as it was said, increasing the structure causes increasing in meaning. Then, the structure context leads to special function that makes it change the general meaning of the linguistic system. So, expressing by the subject, for example, differs from expressing about the verb.