تفْسيرُ المِيزانِ للسَّيد الطباطبائي (1402هـ – 1981م) دراسةٌ في ضَوءِ تحلِيلِ الخِطاب

اطروحة دكتوراه

اسم الباحث : خير الدين علي الهادي سليمان

اسم المشرف : نجاح فاهم صابر العبيدي

الكلمات المفتاحية :

الكلية : كلية التربية للعلوم الانسانية

الاختصاص : اللغة العربية واَدابها / اللغة

سنة نشر البحث : 2022

تحميل الملف : اضغط هنا لتحميل البحث

الملخص
توافرت الأدلة على أنَّ العلاقة بين الدرس اللغوي والقرآن الكريم مُتجذِّرةٌ وأصيلةٌ, فمنذ أوائل عصر النزول شَغَل النَّص القرآني تفكير الدارسين اللغويين الذين حاولوا تدبُّر آياته, ومعاينة بلاغته بالتفسير والتأويل؛ للوقوف على مقاصده والاهتداء إلى تلك المضامين المُحْكمة التي يسَّرها الله تعالى لعباده؛ ليخرجهم من تيه الضلالة وحَيَرَة المُنقلبِ إلى نُورِ الهداية والإيمان؛ بهدف الإصلاح وصناعة الإنسان الذي يمثِّل خليفة الله ومشروعه الذي استخلفه الأرض.
ولمَّا كان الدُّرس اللساني على حداثته مستوعباً لكثيرٍ من المجالات المعرفية اللغوية توجَّه المهتمُّون بالشأن القرآني إلى استثمار مبادئه ونظرياته لخدمة الخطاب القرآني ودراسته؛ لذلك تجرأت بالوقوف على أعتاب تفسير الميزان الذي تميَّز عن كُتب التفسير- المعاصرة- باستيعابه عموم المسائل اللغوية(الصوت والصرف والنحو والدلالة) فضلاً عن مسائل النص والخطاب, واجتهدتُ في دراسته في ضوء مباني تحليل الخطاب؛ عسى أنْ أقدِّم شيئاً من الخدمة للخطاب القرآني أوَّلا وللسَّيد الطباطبائي (رحمه الله) صاحب الميزان ثانياً, وحاولت عبر مُدَوَّنتي أنْ أقتفي آثاره الكبيرة على مَنْ سواه؛ لبيان حاجة الأمَّة لمثل متبنِّياتّه الفكرية في الوصول إلى الغايات المحددة.
وبعد أنْ اتخذتُ قراري في اتخاذ تفسير الميزان مادة للبحث والمفاتشة وتحليل الخطاب القرآني فيه منهجاً للدراسة أناخت راحلتي بين مناهج تحليل الخطاب المتعددة, فشرعت بمزاحمة الأساتيذ وسؤال أهل الاختصاص ولاسيَّما في أقسام اللغة العربية وعبر مواقع التواصل الخاصّة حتى أرشدوني إلى منهج (ديبورا شفرن) ومن تبعه في توليفته المنهجية في دراسة الخطاب وتحليله الذي تبيَّن أنّه يراقب الملفوظ عبر عدَّة مراحل ؛ إذ يدرسه من جانبه المعجمي ضمن المستويات اللغوية, ثُمَّ يراقب الملفوظ عبر المنهج النَّصِّي الذي يتمسك بحدود الجُمل المترابطة فيما بينها, فضلاًعن أنَّه ينتقل إلى المستوى الاستعمالي فيعالج الخطاب بوصفه استعمالاً تداوليَّا؛ لينتهي بذلك إلى مراقبة الظواهر اللغوية في تحوُّلاتها ما بين النظام والاستعمال.
وبالنَّظر إلى سعة منهج (ديبورا شفرن) واتسامه بالشّمولية لعموم تحركات الدّلالة الخاصّة بالملفوظ, فقد توافق مع رؤية صاحب الميزان أيضاً؛ إذ جاء هو الآخر بكثير من الإسهاب في معالجة مسائله وتوجيه تحليلاته المعرفية بدءًا من وجوده بوصفه ملفوظاً مرورًا بالجملة بوصفها وحدة مرتبطة مع عدَّة جُملٍ أخرى, ومن ثَمَّ بوصفه خطاباً مستعملاً مع استحضار المصاحبات والمؤثرات والعوامل التي ترافق انتاج الدلالة؛ لنتيقَّن أننا في سعينا وقفنا على أفضل منهجٍ لدراسة الخطاب على حدِّ علمي؛ ساعين بذلك إلى مراقبة الظاهرة القرآنية على وفق ما يتيسَّر من المسارات الكاشفة عن قصديَّتها.
وبعد أنَّ استقرَّت مادَّةُ مدونتي من القرآن(تفسير الميزان) ومنهج الدّراسة على وفق نظريات (ديبورا شفرن) في تحليل الخطاب جاء عنوان الأطروحة بالتشاورِ مع شيخي وأستاذي (أ. د نجاح فاهم العبيدي) الذي اقترح الصيغة النهائية لعنوان الأطروحةِ فوسم بـ (تفسير الميزان للسيد الطباطبائي (رحمه الله) دراسة في ضوء تحليل الخطاب).
ومن هنا يمكن تلخيص عددٍ من أهم أهداف الدراسة على النحو الآتي:
1- الكشف عن الثراء المعرفي واللغوي في تفسير الميزان ومحاولة بيان الأساليب المعتمدة في التحليل والتأويل.
2- مقارنة تفسير الميزان بالتفاسير الأخرى وبيان أثره على مَنْ جاء بعده من المفسِّرين وتأثُّره بمَنْ سبقه.
3- الكشف عن العلاقة بين آراء صاحب الميزان والروايات الخاصَّة التي نُقلت عن المعصومين (عليهم السلام) في توجيه الخطاب القرآني وسبقهم في التأصيل وأثرهم على المفسرين.
وبقصد الوقوف على أهداف البحث وتحقيق فوائده قُسِّمتْ الدِّراسة على مقدَّمة وتمهيدٍ وثلاثةِ فصولٍ ونتائج لم تخْلُ من توصيات, فأمَّا الفصل الأول فتكفَّل بمراقبة الظاهرة اللغوية عبر التحليل الملفوظي للخطاب القرآني في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي (رحمه الله تعالى) في ضوء المستويات اللغوية الصرفيَّة والنحوية والمعجميَّة؛ إذ تضمَّن الفصل ثلاثةَ مباحث, وأمَّا الفصل الثاني الذي تتبَّع الملفوظ على وفق الدراسات النصية ومعاييرها المعتبرة فقد تكلل بثلاثةِ مباحثَ أيضاً؛ كانت هي الأكثر حضوراً ومناسبة للكشف عن آثار تحليل الخطاب في تفسير الميزان, فجاء المبحث الأوَّل من الفصل الثاني لبيان أثر عناصر الاتساق في تحليل الخطاب القرآني, والمبحث الثاني للكشف عن أثر عناصر الانسجام في تحليل الخطاب القرآني, وأمَّا المبحث الثالث فقد درس أثر المقبولية في تحليل الخطاب القرآني.
أمَّا الفصل الثالث فدرس المستوى الاستعمالي في تحليل الخطاب في ثلاثة مباحث اختصَّ الأوَّل منها ببيان الأبعاد التداوليَّة في تحليل الخطاب القرآني فكشف عن أثر الإشاريَّات بدرجاتها الثلاثة (إشاريَّات الدرجة الأولى والثانية والثالثة), كشف المبحث الثاني عن أثر الأفعال الكلامية في تحليل الخطاب القرآني, وأمَّا المبحث الثالث فدرس الأبعاد الحجاجية في تحليل الخطاب القرآني في تفسير الميزان, ثُمَّ ختمت الدِّراسة بعدَّة نتائج مستنبطة من فصول الدراسة ومباحثها.
وبالنظر إلى الترابط بين الفصول الثلاثة فقد اتَّبع البحث ما يقْرُب من المنهج التكامليِّ في التحليل بوصفه يتضمَّن توليفة مناسبة من المناهج التي تتكامل فيما بينهما للوصول إلى غاية البحث عبر التحليل والتأويل والاستدلال والمقارنة؛ إذ اعتمد البحث في عرض مادَّته على استحضار الآية المخصوصة التي تتمحور عليها موضوع البحث ثمَّ محاولة تحليلها عبر نافذة المفسرين بعرض آرائهم ثُمَّ عرض رأي صاحب الميزان الذي كان يخالف أكثر الآراء ويحتجُّ عليهم ويتفق مع بعضهم الآخر ويحاول تعضيد رأيه بالروايات المنقولة عن المعصومين (عليهم السلام), وأحيانا لأهميَّة رأي صاحب الميزان كان البحث يبتدئ برأيه ويردفه بمحاورة آراء الآخرين نقاشاً ومقاربةً ونتيجةً.

Al Mizan Interpretation by Seyed Al Tebateba'i (1402 H.– 1981 A.D.): A Study in the light of Discourse Analysis

Abstract:
Evidences were available referring to the relation between the linguistic lesson and holy Quran which is rooted and originated. Thus, since the beginning of descending ( Quran) era, the Quranic text exploited the thinking of the linguists scholars who tried to consider its Ayas and observe its rhetoric by explanation and interpretation to stop at its intentions and guide those enhanced implications that Allah facilitated them to his worshippers to take them out aberration maze and recourse perplexity to the light of guidance and faith for the sake of reform and man industry who represents Allah successor and his project whom Allah appointed him as successor.
Since the linguistic lesson, in spite of his modernity, was containing for many knowledgeable and linguistic fields, the figures who are interested in the Quranic matter wanted to invest its principles and theories to serve and study the Quranic discourse. Therefore, I dared to stop at steps of Al Mizan interpretation which was characterized than other contemporary interpretation books through containing the whole linguistic issues ( phonetics, morphology, grammar, and semantics); in addition to the issues of text and discourse.
In the current study, I did my best in studying it, in the light of discourse analysis, structures, hopefully I present a sort of service to the Quranic discourse firstly and to Seyed Al Tebateba’i ( may Allah rest his soul), Al Mizan interpreter secondly. I tried, through my writing, to follow its huge traces rather than others to state the nation need for its intellectual principles to reach the limited intentions.
I set my journey among the various discourse analysis methods after taking my decision regarding Al Mizan interpretation as a material for searching, checking, and analyzing the Quranic discourse. So, I started kidding with masters and asking the specialized, particularly those in Arabic departments and through the private communication channels till they advised me to ‘ Deborah Schiffrin’ approach and to those who followed his eclectic model in studying and analyzing the discourse.
It was shown that he was observing the utterance through several stages. He studied it lexically, within the linguistic levels, then he observe the utterance through the textual approach that is limited to sentences which are connected among themselves, as well, he moves to the usage levels to deal with discourse as a pragmatic use to end with observing the linguistic phenomena in their transformations from system to the usage.
Due to the largeness of approach and its comprehensiveness to all private semantics of the utterance, he agreed with the vision of Al Mizan author. He also made too much elaborateness in dealing with asking and guiding knowledgeable analyses starting from its existence as a used utterance passing through the sentence as one unit connected with many other sentences.
Then, it was described as a used discourse with summoning the accompanies, influences, and the factors that accompany producing semantics. This is to ensure that we stopped, during our attempt, at the best approach for studying discourse according to my knowledge; this is in order to observe the Quranic phenomenon in accord with what is available paths that uncover their intention.
Therefore, after deciding on the study material concerning Quran (Al Mizan interpretation) and the study approach in accord with theories of Deborah Schiffrin ‘ in discourses analysis, the thesis title came with consult with my supervisor (Prof. Dr. Nejah Fahim Sabir Al Ubaidi) who suggested the final form to the thesis title which is entitled ‘Al Mizan Interpretation by Seyed Al Tebateba’i (1402 H.– 1981 A.D.): A study in the light of Discourse Analysis ‘.
However, the aims of the study can be mentioned as the following:
1.Uncovering the knowledgeable and linguistic richness in Al Mizan interpretation and stating the adopted styles in analysis and interpretation.
2.Comparing with other interpretations and showing its impact on those who came after him and its impact on those who preceded him.
3.Uncovering the relation between Al Mizan interpretation authors and the private narratives which were conveyed on the Infallible Imams ( p.b.u.t.) in directing the Quranic discourse, their precedence in rooting , and the influence on the interpreters.
To stop at the aims of the study and to carry out its benefits, the study was divided into introduction, a preface, three chapters, and results accompanied with recommendations.
The first chapter tackled observing the linguistic phenomenon through the utterance analysis of the Quranic discourse in Al Mizan interpretation by Seyed Al Tebateba’i (may Allah rest his soul) in the light of the linguistic, morphological, and lexical levels. This chapter included three sections. The second section which investigated utterance in accord with the textual studies and its reliable criteria; it included three subsections that had more presence and suitable for uncovering traces of discourse analysis in Al Mizan interpretation. Thus, the first section of the second chapter came to state the influence of harmony factors in the Quranic discourse, the second section was for uncovering the influence of concord factor in the Quranic discourse, while the third section studied influence of acceptability in the Quranic discourse.
The third chapter studied the usage level in discourse analysis in three sections. The first section was devoted to clarifying the pragmatic dimensions in Quranic discourse analysis, so, it revealed the three degree signs ( signs of the first degree, second degree, and the third degree). The second section uncovered the influence of speech acts in Quranic discourse analysis. The third section studied the argumentative dimension in Quranic discourse analysis in Al Mizan interpretation. Later, the study ended with a number of results inducted from chapters and sections of the study.
Due to the connection among the three chapters, the research followed what approaches to the complementary method in the analysis since it includes eclectic of methods that complete each other to reach the aim of the study through analysis, interpretation, reasoning, and comparison. The research relied in presenting its material on summoning the devoted Aya that the research material goes around it; then, trying to analyze through the interpreters’ view by displaying their opinions, followed by displaying opinion of Al Mizan authors that was contrasting most opinions, arguing them, agreeing with some of others, and attempting to reinforce his opinion by the conveyed narratives of the infallible Imams (p.b.u.t.).
Sometimes, due to the significance of the opinion Al Mizan authors’, the research started with his opinion followed by arguing others’ opinions through discussion, contiguity, and conclusion.