سيمياء العواطف في الصحيفة السجادية

اطروحة دكتوراه

اسم الباحث : زهراء عبد الحميد غالي

اسم المشرف : حربي نعيم محمد

الكلمات المفتاحية :

الكلية : كلية التربية للعلوم الانسانية

الاختصاص : اللغة العربية واَدابها / اللغة

سنة نشر البحث : 2023

تحميل الملف : اضغط هنا لتحميل البحث

حاولَ النَّقدُ الحديثُ مُقاربةَ الأَجناسِ الأَدبيَّةِ القديمةِ ، وكَشف الأَبعاد الثَّقافيَّةِ والاجتماعيَّةِ والسّياسيَّةِ عَبْرَ فَكِّ القَيْدِ القَديمِ عن الإِبداعِ الأَدبيِّ ، بتحليلِ الخِطاباتِ ، وتَأويلِ الدَّلالاتِ ، وتَفكيكِ المضامينِ ، ومُعالجةِ أَبرزِ مُكوِّناتها اللُّغويَّةِ وغيْرِ اللُّغويَّةِ في الخطابِ الَّذي يُحرزُ مَكانًا واسعًا ، ويُسجِّلُ حُضُورًا في البيئةِ اللُّغويَّةِ والأَدبيَّةِ ؛ لأَنَّهُ بِمَثابةِ صورَةٍ حاملةٍ لأَفكارِ ورُؤى الإِنسانِ وغَاياتِهِ المُختلفةِ ، لذا يأخُذ النَّقدُ السيميَّائيّ مكانةً خاصَّةً في الدِّراساتِ العربيَّةِ المعاصرةِ ؛ لأَنَّهُ يَعتنِي بمجالاتِ الفعلِ الإِنسانيِّ ، فأَصبَحَ أَداةً لقراءةِ الانفعالاتِ الإِنسانيَّةِ ، بدْءًا من المشاعِرِ البَسيطةِ ، مُرُورًا بِالمُمارَساتِ والطُّقوسِ المُختلفةِ ، وُصُولًا إِلى الأَنساقِ الإيديولوجيَّةِ الكُبرَى هذا من جانبٍ ، ومِن جانبٍ آخَرَ تُعَدُّ الصَّحيفَةُ السِّجاديَّةُ من أَهمِّ كُتُبِ التُّراثِ العَرَبيِّ ، ومِن مناجِمِ كُتُبِ البلاغَةِ والتَّربيَةِ والأَخْلاقِ ، والأَدبِ فِي الإِسلامِ ، ونَظرًا لأَهَمّيَّتِها البالغَةِ فَقَدْ سَمَّاهَا كِبارَ رِجالِ الفِكْرِ والعِلْمِ ، بِأُخْتِ القُرْآنِ ، وإِنْجيلَ أَهْلُ البَيْتِ ، وزَبورَ آلِ مُحَمَّدٍ ( صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهُمْ أَجْمَعِينَ ) ، وممَّا زادَ في أَهمّيَّتِها أَنَّها جَاءتْ في عَصْرٍ طَغَتْ فِيه الأَحداثُ والمشاكلُ السّياسيَّةُ القائمةُ على حَياةِ المُسلمينَ ، فَقَدْ دعَتْ إِلى التَّبتُّلِ وصفاءِ الرّوحِ والحُبِّ بأَنْواعهِ المُختلفةِ ، المُتَّصلةِ بالجوانبَ الدّينيَّةِ ، وطهارةِ النَّفسِ والتَّجرُّدِ من الأَنانيَّةِ ، والجشَعِ ، والطَّمَعِ ، وغيرِ ذلك من النَّزعاتِ الشِّريرةِ ، وكذلكَ دَعَتْ إِلى الاتِّصالِ باللَّهِ تعَالى خالقِ الكوْنِ ، وواهبِ الحياةِ الَّذِي هو مصدرُ الخَيرِ لجميعِ الكائِناتِ ، فَأَفصَحتْ عن أَرقى مَراتبِ البلاغةِ والفصاحةِ ، وقَدْ كانَ البارزُ فيها جمالَ الأُسلوبِ ، وبداعةَ الدّيبّاجةِ ، ورقةَ الأَلفاظِ ، والعاطفةَ المُتجلّيةَ بأَنواعٍ مُتعدِّدةٍ ، ولَمّا كَانَ عُنصرُ العاطفةِ من العناصرِ البارزةِ في الصَّحيفةِ السِّجاديَّةِ والمُؤثِّرةِ في حياةِ الفردِ والمجتَمعِ ، تَطلب تتبُّعُ هذهِ العواطفِ ودراستها منهجًا عميقًا ينماز بوسائلهِ المُتعدِّدةِ – وهذه الوسائلُ مُتمركزةٌ في منهجِ سِيمياءِ العواطفِ الَّذي يُعدُّ أَحدَ الاتِّجاهاتِ الَّتي انبثقتْ عن السّيميائيَّةِ – والناجعةِ في فَكِّ شفراتِ النُّصوصِ وتحليلِها عاطفيًّا ، ومدى تأثيرِ هذه العواطفِ وكثافتها في النُّصوصِ ، لذلك وقعَ الاختيارُ على منهجِ ( سيمياءِ العواطفِ ) الَّذِي وضَعَهُ العالمانِ أ . ج . غرِيماس وجاك فُونتني صاحبَا كتابِ( سيميائيات الأَهواء مِن حالاتِ الأَشياءِ إِلى حالاتِ النَّفسِ ) ، إِذْ يقومُ هذا المنهجُ على كشفِ العواطفَ في النُّصوصِ عَبْرَ وسائلَ إِجرائيَّةٍ عديدةٍ منها : ما يأتي ضمنًا في مبادئ النَّظريَّة ، كالمربَّعِ السيميَّائيِّ القائمُ على أَساسِ قواعدَ التَّحولُ العاطفيُّ من العلاقاتِ إِلى العملِيَّاتِ ، والمخطَّطاتِ العاطفيَّةِ الَّتي تعملُ على قياسِ درجةِ الانفعالِ العاطفيِّ بمراحلَ يتمُّ أَنتاجُ العاطفةِ في ضَوْئها ، ومن الوسائلَ الأُخرى العواملُ النَّموذجيَّةُ ، وتشملُ الموضوعَ والذَّاتَ ، والمُرسِلَ والمُرسلَ إِليْهِ ، والمُساعدَ والمعارضَ ، فضلًا عن العلاقاتِ الجامعةِ بينهم ، ومنها المُكوَّن السَّرْديّ والتَّصويريّ ضمن المساراتِ العاطفيَّةِ ، وما يخرُجُ من مفاهيمَ تحت هذه المُكوِّناتِ ، فوقعَ اختيار أُستاذي المُشرف ( أ . د . حربي نَعيم مُحمَّد الشبليِّ ) – مشكُورًا ومُتفضِّلًا – على موضوعِ ( سيمياء العواطف في الصَّحيفةِ السِّجاديَّةِ ) عُنوانًا للدِّراسةِ ، لإبرازِ تلك العاطفةِ المُتجلّيةِ في كلامِ الإِمامِ السَّجّادِ ( عليه السَّلام ) وبيانِها ؛ لأَنَّ الصَّحيفةَ السِّجاديَّة تُعدُّ وثيقةً معرفيَّةً مُنطويةً على كثيرٍ من الحقائقَ المُتعلِّقةِ بعلاقةِ الإِنسانِ مع ربِّهِ ، فضلًا عمَّا تضمَّنتهُ من مبادئَ وحُقوقٍ وواجباتٍ ، وعالجتْ مشاكلَ الفردِ والمُجتمعِ هذا من جانبٍ ، ومن جانبٍ آخر أَنَّنا لم نجدْ دراسةً تبحثُ في استخراجِ العواطفِ وتحليلِها من النُّصوصِ الموجودةِ في الصَّحيفةِ على الرَّغمِ من كثرةِ الدِّراساتِ الَّتي درست الصَّحيفةَ السِّجاديَّةَ في مجالاتٍ شتَّى منها : الأُسلوببَّةُ ، واللُّغويَّةُ ، والدَّلاليَّةُ ، والتداوليَّةُ ، والتَّلقِّي ، فضلًا عمَّا تقدَّمَ فإِنَّنا وجدنا دراسةً في كليَّةِ الآدابِ جامعة ذي قار للطَّالبِ حيدر نعيم مغتاض ، وهي رسالةُ ماجستير بعنوان (سيمياء العواطف في نهج البلاغة ).
وعلى أَساسِ المُرتَكزاتِ الَّتي يقومُ عَليها منهجُ سيمياءِ العواطفِ انتظمت الدِّراسةُ في تمهيدٍ و ثلاثةَ فُصولٍ تَسبقُها مُقدِّمةٌ وتقفّوها خاتمةٌ .
جَاءَ التَّمهيدُ مُعنونًا بِـ( سيمياء العواطف – قراءةً في المُصطلحِ وإِشكاليَّتهِ – ) وتناولتُ فيه أَهمَّ ما يخصُّ المُصطلح السيميَّائيَّ بصورةٍ عامَّة، ثُمَّ ما يخصُّ النَّظريَّةَ بصورةٍ خاصَّةٍ ، وانقسمَ على محورينِ ، دَرَسَ الأَوَّلَ : مُصطلحَ السّيميائيَّة ونشأَتهِ ، وأُصولَ النَّظريَّة وتسميتَها والهدفَ منها ، ودَرَسَ الثَّاني : إِشكاليَّة المصطلحِ من حيث التَّرجمة والتَّطبيق.
وتناولَ الفصلُ الأَوَّلُ ( مبادئَ سيمياء العواطف في الصَّحيفَة السِّجاديَّة ) المتحكِّمة في الإِحساس والتَّفكيرِ الإِنسانيِّ بالدِّراسةِ ، واشتملَ على ثلاثة مباحث ، جاء الأَوَّلُ منها بعنوانِ : سيميولوجيا العنوان بوصفِهِ من الوسائلِ الإِجرائيَّةِ الَّتي تحملُ أثرًا دِّلاليًّا في فكِّ شفراتِ النَّصِّ واستكناه محمولاته ، وهذا المبحث جاءَ على محورينِ ، الأَوَّلُ : في دلالةِ العُنوانِ ومدى الانسجامِ والتطابق الحاصل بينه وبين أَلفاظ النَّصِّ ، والثَّاني : في وظيفةِ العُنوانِ المُنضويةِ على أَنظمةٍ سيميولُوجيَّةٍ وتخرجُ تبعًا لنوعِ الوظيفةِ ومدى ارتباطها بمدلولاتِ الأَلفاظِ ، فَقَدْ تَكون الوظيفةُ تَعيينيَّةً ، وقَدْ تَكون إيدْيولوجيَّةً ، ودَرَسَ المبحث الثَّاني : المربَّعُ السيميَّائيّ ( النَّموذجُ التَّأسيسيُّ ) الَّذي يتمُّ فيه تحديدُ المُقابلاتِ والعلاقاتِ على وفْقِ القيمِ ووصفها والوُلوجِ في حيثيّاتِ الخطابِ ، والبحثِ عن الدَّلالةِ ، واستخْراجِ العلاقاتِ المُلائمةِ منها ، وفي المبحثِ الثّالثِ : تناولتُ المخَّططَات العاطفيَّة بالدِّراسةِ وما تمَّتْ دراستُهُ في هذه المُخطَّطاتِ المُخطَّط العاطفيِّ النِّظاميِّ فحسب ، ولَمْ تتعرَّضْ الدِّراسةُ إِلى المُخطَّطِ التّوتريِّ وتطبيقهِ ؛ لأَنَّنا وجدناهُ لا يتلاءمُ مع العواطفِ الواردةِ في أَدعيةِ الصَّحيفَةِ السِّجاديَّةِ ولا ينْسجمُ معها ؛ لأَنَّ العواطف في المُخطَّطِ التّوتريِّ تعتمدُ الإِحساس الحاصل بينَ الشِّدَّةِ والانفعالِ ، وإِخفاءِ النَّقص العاطفيِّ وملْءِ فراغهِ بوساطةِ الامتدادِ العاطفيِّ وشدَّتهِ ، وعدمِ التَّوازنِ في الانفعالِ ما بين هيجانٍ وهُدوءٍ ، وهذا ما لمْ نجده في الصَّحيفَةِ السِّجاديَّةِ عَبْرَ رصْدنا للعواطِفَ فيها وتتْبُعنا لها في الدِّراسةِ.
ودَرَسَ الفَصلُ الثَّاني : ( البناءُ النَّموذجيّ للعواملِ العاطفيَّةِ في الصَّحيفَةِ السِّجاديَّةِ ) الَّتي تتَكوَّن من ستَّةِ عواملَ ، تجمعُها ثلاثُ علاقاتٍ ، وانقسمَ الفصلُ على ثلاثةِ مباحثَ دَرسَ الأَوَّل منها : ( سيمياء العوامل العاطفيَّةِ للرَّحمةِ والظُّلمِ ) ، ودَرَسَ الثَّاني : ( سيمياء العوامل العاطفيَّة للحُبِّ والكرهِ ) ، فيما دَرسَ الثّالث : ( سيمياء العوامل العاطفيَّة للخوفِ والأَمنِ ) .
وقَدْ يجدُ القارئُ أَنَّ هُناك تداخُلًا في أَنواعِ العواطفِ ، ضمنَ بعضِ النُّصوص وهي تصلحُ لعاطفَةٍ أُخرى ؛ لأَنَّ نصوصَ الصَّحيفةِ السَّجاديَّةِ نصوصٌ مُكتنزةٌ ، يُمكن قراءتُها في أَكثرِ من وجهٍ ، فتجد النَّصَّ الواحد مُتضمِّنًا أَكثرَ من عاطفةٍ واحدةٍ، ولكنَّنا دأَبنا على إِبرازِ العاطفةِ الأَكثرِ حُضورًا في النَّصِّ ، فأَدرجنا النَّصّ تحتَ ذلكَ العُنوانِ .
أَمَّا الفصلُ الثّالِثُ فَقَدْ تناولَ : ( المُكوَّنَ السَّرديَّ والتَّصويريَّ لسيمياءِ العواطفِ في الصَّحيفَةِ السِّجاديَّةِ ) بالدِّراسةِ ، وانقسمَ بدورهِ على ثلاثةِ مباحثَ أَيضًا ، الأَوَّلُ منها بعنوانِ : بناءُ البرنامجِ السيمو – سرديٍّ للعواطفَ في الصَّحيفةِ السِّجاديَّةِ وقَد تناوَلَتُ فيه محورينِ الأَوَّل : في مفهوم التَّرغيبِ ، والثَّاني : في مفهوم التَّحذير ، بمحطّاتٍ يسير في ضوْئها الانفعال العاطفيُّ من تحريكٍ ، وكفاءةٍ ، وإِنجازٍ ، وتقويمٍ ، وجَاءَ المبحثُ الثَّاني بعنوانِ : السِّيميائيَّات السَّرديَّة في الصَّحيفةِ السِّجاديَّةِ ، وهذا انقسمَ على محورينِ الأَوَّل : في التزمينِ ، والثَّاني : في التَّفضيةِ ، لأَنَّهما من العناصر السَّرديَّة الَّتي تُسهم في بناءِ النَّصِّ وتكوين معانيه ، وتمَّت دراستهُ على وفق العواطفِ الموجودة في نصوص الأَدعية ، وتناولتُ في المبحث الثالث : ( المكوَّن التَّصويريَّ في الصَّحيفَة السِّجاديَّةِ ) بالدِّراسةِ وهو أَحد مستوياتِ المسارِ التّوليديِّ ، ويَقوم بدراسةِ الأَدوارِ التِّيماتيكيَّةِ والعامليَّةِ للفاعلِ .
أَمَّا الخاتمةُ فَقَدْ عرضنا فيها أَبرزَ النَّتائجَ الَّتي توصَّلتْ إِليها الدِّراسة ، وألحقتْ بثبتٍ للمصادرِ والمراجعِ الَّتي اعتمدتْ في الدِّراسةِ .

Semiotic of Emotions in Sahifa Al Sejjadiyah

Abstract
That the incident of the killing of Imam Hussein (peace be upon him) was not a historic event, or tragic incident after its symbolism, and the color of the widowhood of violence, and the movies and literature, which came in the accounts of the death of Imam Hussein (peace be upon him) of events and personalities and the multiple dialogue conducted by him The characters of the Son across, the knights and the place that contained these, have helped to reveal the aesthetic and artistic aspects in the texts of the murder.
The theses consists of four chapters, introduction and ends with conclusion.
The introduction consists of three sections. First section deals with the concept of killing. The second one deals with the codification of the killing Husseini, while the third section focuses on define the term narrative.
The first chapter involved the study of the event element, from (external and internal event), and the event formats (sequential, circular, and embedding), with the study of the presentation of the events and the types of narrators.
Second chapter is concerned with the element of personality, and divided into two sections, the first one dealt with the character as a narrative news, and the second study of the character as an illustrative narrative.
Third chapter dealt with the elements of time and space. It is divided into two parts: the first was about (time), and the study of the types of real-time and psychological. In addition to the study of relations arrangement of retrieval and anticipation, study of techniques to accelerate the narration of deleting and summarizing, The narration of the pause and scene. The second study was the element (place), which examined the types of the place of the pet and the hostile.
As for the fourth chapter is entitled the element of “Dialogue”. It was divided into three sections: The first topic was to talk about the types of dialogue (external and internal). The second topic is titled (the parties to the dialogue). (Dialogue with the enemy(.
The third topic dealt with (the forms of dialogue), and addressed the most important methods of asking (question, order, vocative) In addition to the term “Al.Hajaj” to this subject as one of the formulas used by Imam Hussein (peace be upon him) in an attempt to persuade the other side. on the other hand, it provides this formula frequently in the texts of the killing.
The conclusion ends with the most prominent results that resulted from those chapters. The existence of the elements of narrative importance as the event recorded presence on the rest of the other elements.