وَصِيَّةُ النَبِيِّ الأَكْرَم ِ(صَلَّىٰ ٱللَّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) إِلَى الصَحابِيّ أبي ذَرٍّ الغفاريِّ(رِضْوان اللّٰه عَلَيهِ) دراسَةٌ تَداوُلِيَّة

رسالة ماجستير

اسم الباحث : حيدر عيدان كاظم السعدي

اسم المشرف : ليث قابل الوائليّ

الكلمات المفتاحية :

الكلية : كلية التربية للعلوم الانسانية

الاختصاص : اللغة العربية واَدابها / اللغة

سنة نشر البحث : 2021

تحميل الملف : اضغط هنا لتحميل البحث

الحمد لله بجميع محامده كلها , على جميع نعمه كلها عدد الرمل والحصى , وزنة العرش إلى الثرى , حمدا يليق بجلاله وعظيم سلطانه , قهر بعزته الأعزاء وتواضع لعظمته العظاء , فبلغ بقدرته مايشاء , الحمد لله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا أن هدانا الله , وأفضل الصلاة وأزكى السلام على المبعوث رحمة وهدايةً للأنام , أمين الله وصفيه وحبيبه وحافظ سره ومبلغ رسالاته , محمد المصطفى , وعلى آله الكرام الطاهرين النجباء, ومن سار بهداهم واقتفى, وبعد , فانه من توفيق الله تعالى أن يدرس الباحث وصية سيد الأنام المصطفى “صَلَّىٰ ٱللَّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ” عليه وآله ليحظى بشرف الدارين , وليُجْلِي للقارئين الكرام ماخفي من مضامينها العظام , التي هي منار للعالمين مابقيت السماوات والأرضون , وتكمن قيمة الوصية النبوية المباركة في أنها صادرة من واسطة الفيض , الذي لاينطق عن الهوى , ومن كانت نفحاته منارًا للدجى , ونبراسًا لذوي الحجى , وهي لاتخص المتلقي المباشر والمستمع الاول لها , مع جليل قدره وعظيم منزلته , فهو الوعاء النقي الناقل , والزلال العاكس لشعاع تلك النفحات المحمدية , والتي لاتتقادم مع الزمن, ولايعتورها خطل أو سأم , فهي الدواء لقساوة القلوب وتحجرها , وهي السلوى في زمان سادت فيه قيم المادة وانحرفت فيه الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها.
ومن هنا فان كنزنا الثمين , وربحنا الوفير في استجلاء المقاصد المحمدية , واستهداء مقاصده التداولية , بينه وبين الموصى له صحابيه الجليل أبي ذر الغفاري رضوان الله تعالى عليه , فان التداولية علمتنا بأن المتكلم قد يقول مالايقصده حرفيا , وقد يقصد اكثر بكثير مما تلفظ به نطقيا , وتلك هي سنة اللغات فقد لاتستطيع استيعاب جميع النكات واللفتات , وإنما يتركها المتكلم لنباهة اللبيب ,لتعيها اذنه الواعية , هذا فضلا عن الهدي النبوي الرائع الذي نسج على خيوط قلب المستمع بحسب قدرة و قابلية القابل , لا بحسب قدرة و فاعلية الفاعل , طبقا لقول رسول الله “صَلَّىٰ ٱللَّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ” عليه وآله: (أُمرنا معاشر الأنبياء أن نكلم الناس على قدر عقولهم )( ) ويبقى لنا أن نحث الخطى , ونعمل مراس العقل والتدبر بسبر الاغوار, وفك ألأواصر والاغلال , وتكسيرالاقفال بالتدبر والاعتبار , لنرتقي لمستوى القائل والفاعل , لنستجلي كنه النص ونصل إلى رتبة مراد المتكلم , بالادوات والمفاتيح التي أودعها الله تعالى في عقولنا , وجعل نماءها وتطورها رهن الزمان وتقادم الأيام , ومن هنا كانت التداولية وأدواتها من المفاتيح العلمية اللسانية , لفك الأسرار والأشفار, وكشف المقاصد والاحوال , من هنا إنبثقت الدراسات اللسانية , عازمة ومشمرة عن ساعديها , مسلطة عصارة جهدها , موظفة كامل ادواتها والياتها , هادفة لاستيضاح ولاستنطاق خفايا القصود , وفك أشفار الرموز ومضامين الخطاب , لينكشف للسامع والقاريء ماعناه المتكلم , ولم تسعفه فيه الحروف أو الزمان أو المكان أو حال السائل , أو الحكمة التي اقتضاها المقام في أن يكنى عن المعنى , ويرمز له اعتبارا له واحتياطا فيه.
ولايفوتني هنا أن أتقدم بالشكر والامتنان لاستاذي الكبير (أ.د. ليث الوائلي .اعزه الله وادام مرتقاه) , الذي منحني شرف هذا العمل وحباه لي دون غيري من الدارسين , من هنا كان المنهج التداولي بدراستي للوصية النبوية مقيدا لنوع الدراسة , ومحددا لها فجاءت موسومة بعنوان : (وصية النبي الأكرم إلى الصحابي أبي ذرالغفاري , دراسة تداولية) ملتزما بإحدى نماذجها الخاصة المعروفة بتوصيف (هانسون) للتداولية الدرجية , والتي تتبنى دراسة الإشاريات , والاستلزام الحواري القائم على مبدأ التعاون , وأفعال الكلام .
وهكذا كانت خطة البحث التطبيقية والتحليلية ، والتي ابتنت على ثلاثة فصول مسبوقة بتمهيد , بينت فيه مفهوم التداولية وتصوراتها واتجاهاتها , والمعنى العام للوصية وسندها وقيمتها في التراث الإسلامي , وملحقة بالخاتمة التي تضمنت أبرز ماتوصَّلْتُ اليه من نتائج , وقد وسم الفصل الأول وعنوانه : الإشاريات والاستلزام النموذجي المعمم , بمبحثين الأول وتخصص لانواعها الخمس , الشخصية , والزمانية , والمكانية , والاجتماعية , وإشاريات الخطاب , وتخصص المبحث الثاني: لأنواع الاستلزام النموذجي المعمم ولمبدأ التعاون الحواري القائم على المباديء الاربعة , الكم والكيف والملاءمة والطريقة , مستهديا ماقصده المتكلم بمراعاة مبدأ التعاون عن طريق الأمثلة التطبيقية , وتخصص الفصل الثاني وعنوانه: نظرية الاستلزام الحواري وتطوراتها, طبقا لنظرية جرايس , لتسليط الضوء في المبحث الاول على مااستلزمه الخرق للقواعد الأربع, من معان ودلالات عميقة وهادفة قصدها المتكلم , مفصلا القول في أساليب واليات وأدوات الخرق المتعمدة , والحكم النبوية والتربوية المنبثقة من ذلك الاسلوب الحكيم , معرجًا في المبحث الثاني على المباديء التالية لجرايس , كمبدأ التادب , والتأدب الأقصى , والتواضع , والتواجه , ونظرية الصلة والملاءمة.
أما الفصل الثالث وعنوانه : الأفعال الكلامية , المفهوم والأنماط والأمثلة , فتخصص لأفعال الكلام بمبحثين , الاول درست فيه الأفعال الاخبارية والتوجيهية , والمبحث الثاني درست فيه الأفعال التعبيرية والوعدية والايقاعية , وقد تم فيه دراسة الأنواع الخمسة لافعال الكلام مع الأمثلة والتطبيقات , لنوعيها المباشرة وغير المباشرة , خاتمًا البحث بخاتمة تضمنت أهم النتائج التي توصلت اليها الدراسة , وكان من أهم المصادر التنظرية والتاسيسية التي أفاد منها الباحث هي : نظرية الفعل الكلامي بين علم اللغة الحديث والمباحث اللغوية في التراث العربي والإسلامي و نظرية التلويح الحواري للدكتور هشام ابراهيم عبدالله خليفة , وكتاب : التداولية علم جديد في التواصل, آن ربول وجاك موشلار , و التداولية من أوستن غوفمان فليب بلا نشية ترجمة صائب الحباشة , وكتاب : التداولية جورج يول , ترجمة قصي العتاب , وكتاب : آفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر, للدكتور: محمود أحمد نحلة , وغيرها مماتم ذكره في ثبت المصادر والمراجع.
ولقد كانت هناك دراسات تطبيقية سابقة أفدت منها , كان من أبرزها: الأبعاد التداولية في الخطاب القرآني, سورة البقرة إنموذجا: لعيسى تومي , وأدعية الصحيفة السجادية دراسة تداولية : لعمار حسن عبد الزهرة , والأفعال الكلامية في القرآن الكريم دراسة تداولية : لمحمد مدور, وغيرها مما ذكرته في المصادر, وقد جاءت مصادر البحث ومراجعه بحسب مااستلزمه كل فصل من الفصول , مراعيًا الرواد الاوائل و المؤسسين , مستفيدا مما كتبه المحدثون , ومااضافوه من دراسات ومقالات, معتمدا في ذلك كله على المنهج الوصفي التحيلي للابعاد التداولية على الوصية النبوية المباركة , هذه بضاعتي مسجاة , أرجو أن اكون قد وفقت في شرف المحاولة والبحث وماتوفيقي إِلاّ بالله تعالى عليه توكلت واليه أُنيب وهو حسبنا ونعم المولى ونعم النصير .

The commandment of the Noblest Prophet (may God bless him and his family and grant them peace) To the companion Abu Dhar Al-Ghifari (may God be pleased with him) deliberative study

The deliberative approach in my study of the Prophet’s commandment is considered constraining the type of study, and defining it, so it was tagged with the title: (The Will of the Most Generous Prophet to the Companion Abi Dharal-Ghafari, a pragmatic study) committed to one of its descriptions of what is known as Hanson’s description of gradual pragmatics, which adopts the study of signs, and the dialogic imperative based on The principle of cooperation, and speech acts.
Thus was the applied and analytical research plan, which was based on three chapters preceded by a preface, and appended to the conclusion, which included the most prominent findings of the findings.
The second chapter is devoted to the study of (the dialogue imperative) according to Grace’s theory, to shed light on what the violation of the four rules entailed, of deep, purposeful and intended meanings and implications by the speaker, detailing the methods, mechanisms and tools of deliberate breach, and the prophetic and educational judgments that emanated from that wise method, referring to Grace’s following principles, such as politeness, utmost politeness, humility, and confrontation.
The third chapter is devoted to (speech verbs), in which the five types of speech verbs were studied, an applied and analytical study, for their direct and indirect types, concluding the research with a conclusion that included the most important findings of the study. The pragmatic dimensions in the Qur’anic discourse, Surat Al-Baqara as a model: by Issa Toumi, and the supplications of Al-Sahifa Al-Sajjadiyyah, a pragmatic study: by Ammar Hassan Abdel-Zahra, and the denotations in Al-Muqabesat by Abu Hayyan Al-Tawhidi: by Amal Al-Ahmadi, and the conversational imperative of Ibn Jinni in his book Characteristics, a pragmatic approach: by Haidar Jassim Al-Dinawi The verbal verbs in the Noble Qur’an are a pragmatic study: by Muhammad Medawar, and other things I mentioned in the sources.
Research and review according to what was required by each of the chapters, taking into account the early pioneers and founders, taking advantage of what the modernists wrote, and what they added of studies and articles, which came complementary, useful and complementary for the purpose of the study, relying on the descriptive approach in analyzing the deliberative dimensions on the blessed Prophet’s commandment, this is my merchandise Good morning, I hope that I have succeeded in the honor of trying and searching, and my success is only by God Almighty.